الراي - وكأن الأردن ليس مثقلاً بالهموم الكثيرة حتى يحاول، الذين تجاوزتهم المراحل تسويق أنفسهم مجدداً مع أنهم أصبحوا بضاعة قديمة غير صالحة وحقيقة أنهم كانوا بضاعة غير صالحة منذ البدايات، إقحامه من أجل أنفسهم وليس من أجله في مسألة غدت محسومة ومنتهية منذ نحو نصف قرن ويزيد فمنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهذا كان
قد تكرس في قمة الرباط العربية في عام 1974 وحقيقة في قمة الجزائر التي سبقتها التي مثل المملكة الأردنية الهاشمية فيها وفد برئاسة بهجت التلهوني رحمه االله.
الآن يحاول الذين باتوا يشعرون أنهم، بعد تألقٍ لا هو موضوعي ولا ضرورة له، أصبحوا «مركونون» في الزوايا المهملة نبْش قبور دارسة وفتح ملفٍّ شبعت أوراقه إصفراراً بالحديث عن أن إتفاق مؤتمر أريحا الشهير في عام 1949 لا يزال فاعلاً وقائماً وأن الضفة الغربية وفقاً له لا تزال كما كانت جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية.
وبالطبع فإن «حفاري القبور» هؤلاء إمّا أنهم لا يعرفون الحقائق أو أنهم يعرفونها ولكنهم يقفزون من فوقها لغرض في نفوسهم والحقيقة أن إتفاق أريحا هذا يتضمن نصا على أنه من حق الشعب الإنسحاب من هذه الإتفاقية في أي وقت يريده وهذا يعني أن إعتراف العرب كلهم في قمة الرباط في عام 1974 بمنظمة التحرير كممثل «شرعي ووحيد» لهذا الشعب قد أنهى هذه الإتفاقية شكلاً ومضموناً ولعل ما أكد هذا هو ذلك القرار الجريء الحازم الذي كان ضرورياًّ الذي إتخذه الملك حسين أمطر االله تربته الطاهرة بشآبيب رحمته بفك الإرتباط بين الضفتين وبالطبع إلى أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وبعد ذلك يخلق االله ما لا تعلمون.
هناك الآن إعتراف دولي بالسلطة الفلسطينية كدولة تحت الإحتلال وهناك الآن تمثيل لهذه السلطة في الأمم المتحدة وهذا بالإضافة لعضوية كاملة في العديد من الهيئات الدولية الرسمية الهامة مما يعني أن العودة من قبل بعض من وجدوا أنفسهم على قارعة الطريق بحكم تزاحم الأجيال، لفتح الدفاتر العتيقة هو إساءة للدولة الأردنية وللشعب الأردني وهذا بالإضافة إلى أن الأشقاء الفلسطينيين سيفهمون هذه «الحرتقات» البائسة على أنها محاولة لمصادرة حقهم الذي كانوا قرروه بأنفسهم عندما إختاروا منظمة التحرير ممثلاً شرعياًّ لهم وعندما قرروا في مجلسهم الوطني الذي إنعقد في الجزائر في عام 1988 القبول بقرار مجلس الأمن 242 وإقامة دولتهم المستقلة على حدود أرضهم التي أحتلت في عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وبالطبع فإن الأشقاء الفلسطينيين الشعب والقيادة، يعرفون أن «نباشي القبور» هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم ومن هم على شاكلتهم فالموقف الأردني الواضح والمعلن والذي كرره جلالة سيدنا أكثر من ألف مرة هو أن المملكة الأردنية الهاشمية مع إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وأن الأردن يضع جهوده كلها في هذا الإتجاه وإلى أن تقوم هذه الدولة وهي ستقوم بإذن االله بكل تأكيد.. وعندها فإن لكل حادث حديث.
وعليه فإن على هؤلاء «النعاقون» كغربان الشؤم أن يدركوا أن نبشهم للقبور الدارسة وفتحهم لصفحة من المفترض أن الزمن قد طواها بإرادة الشعب الفلسطيني هو إساءة لهذا الشعب الشقيق العظيم وأيضاً إساءة للشعب الأردني وهو إظهار للأردن وكأنه يسعى لمصادرة حق الأشقاء الفلسطينيين بتقرير مصيرهم بأنفسهم وكل هذا بالإضافة إلى إظهاره وكأنه متواطئ مع إسرائيل الماضية في مصادرة الأراضي الفلسطينية التي أحتلت في عام 1967 بتواطؤ من قبل هذه الإدارة الأميركية.