Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jun-2017

بيكر وقطر ..وقراءة الغيب ! - صالح القلاب
 
الراي - بينما المفترض أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إجتماع قريب برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أغلب الظن أنه سينعقد في مزرعته بالقرب من نيويورك، فإن وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق جيمس بيكر الذي من الواضح أنه، بعد أنْ «محت» ذاكرته سنوات التقاعد الطويلة، لم يعد عنده من قريش خبر، كما يقال، ولم يعد يعرف شيئا عن تطورات القضية الفلسطينية وذلك مع أنه كان قد إنغمس بها حتى العنق مثله مثل غيره عندما كان وزير خارجية للرئيس جورج بوش الأب في نهايات عقد ثمانينات القرن الماضي وبدايات تسعيناته .
 
كان الإخوان المسلمون في تلك الفترة قد «فرَّخوا» حركة «حماس» تواً، في عام 1987، للمشاغبة على منظمة التحرير وإعتراض محاولات إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي يريدونها أنْ تقتصر على قطاع غزة وهذا بدعم سخيٍّ من الشقيقة «قطر العظمى» التي كانت أحبطت تلك الإتفاقية التوحيدية التي كانت أبرمت في مكة المكرمة شباط (فبراير) عام 2007 بين حركة «فتح» وهذه الحركة، أي حركة «حماس»، برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله .
 
لا أسوأ من الإستنجاد بغير متابع من مسؤولين سابقين تبوأوا مواقع سياسية في غاية الأهمية إنْ في الولايات المتحدة وإنْ في غيرها لأخذ رأيه بأمور لم تعد في دائرة إهتماماته ولم يعد يعرف عنها شيئاً وهذا هو ما حصل مع وزير خارجية جورج بوش (الأب) جيمس بيكر الذي كان ذائع صيتٍ ورمزاً لمرحلة أصبحت في جوف الماضي البعيد .. وأكل عليها الدهر وشرب.
 
قال جيمس بيكر رداًّ على سؤال عن آخر تطورات القضية الفلسطينية: يُظهر الواقع أنه لا يوجد «وكيل» مفاوض حقيقي بإسم الفلسطينيين..الطريق لا يزال طويلا جداًّ ولا أدري ماذا سيحدث لـ»حماس» ومن سيكون على طاولة المفاوضات بإسم الفلسطينيين جميعاً.. وهنا فإن الواضح أنَّ وزير خارجية جورج بوش (الأب) كان قد قرأ في إحدى الصحف الأميركية المهتمة بهذه الشؤون الشرق أوسطية ذلك التصريح الذي كان أطلقه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في لحظة زهوٍ عابرة وقال فيه مما قاله:إن «حماس» هي الممثل الشرعي للفلسطينيين !!.
 
كان على الشيخ تميم الذي بات يكابد مستجدات قدرت له ولا لـ «قطر العظمى»عليها، أن يتذكر أن هناك قمة عربية قد عقدت في الرباط المغربية في عام 1974 وإن أهم ما نتج عن هذه القمة هو الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياًّ ووحيداً للشعب الفلسطيني وذلك على إعتبار أن مفاوضات أوسلو اللاحقة كانت على الأبواب ويومها لم يكن همُّ الإخوان المسلمين هو الهم الفلسطيني ولم يكن إختراع «حماس» وارداً في أذهانهم بعد وكانت إهتماماتهم تنصبُّ على «نواقض الوضوء» .. وعلى التخلص من الرئيس المصري الشجاع فعلاً محمد أنور السادات الذي كان منهمكاً ومعه مصر وأغلب العرب على قطف ثمار حرب تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973 البطولية .
 
إنه لا شك، وكما قال جيمس بيكر، في أن الطريق لا يزال طويلاً أمام الشعب الفلسطيني المجاهد البطل لكن ما الذي جعل وزير خارجية جورج بوش (الأب) يا تُرى يقول في تصريحاته الآنفة الذكر التي كان أطلقها عشية حصول ما حصل في «قطر العظمى»: ولا أدري ماذا سيحدث لـ «حماس» .
 
ومن سيكون على طاولة المفاوضات بإسم الفلسطينيين جميعاً... فهل كان يقرأ الغيب .. أم أن أصحاب مشروع أن هذه الحركة هي الممثل الشرعي للفلسطينيين كانوا قد إستشاروه في نواياهم هذه أم أنهم كانوا قد إستخدموه كمستشار لهم مثله مثل آلاف المستشارين الذين دفعوا هذه الدولة العربية إلى هاوية ما وصلت إليه ؟!.