Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jan-2020

سيادة تايوانية من نوع مختلف

 الدستور-افتتاحية - كرستيان سيانس مونيتور

إن إجراء انتخابات نزيهة في تايوان لا يسهم في تعزيز استقلال الجزيرة عن الصين فحسب، بل انه يقود ايضا الى دعم الحملة التي تديرها الرئيسة تساي في سبيل الاستفادة من الحريات التي تتمتع بها البلاد في مجال الابتكار الصناعي. فدولة تايوان المقامة على جزيرة والتي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، قدمت للتو مثالاً على أن مقدار القوة يعتمد بدرجة أقل هذه الأيام على القوة البدنية وبدرجة أكبر على الأفكار الجذابة. اذ بصفتها الدولة الديمقراطية الوحيدة في العالم الناطق باللغة الصينية، أجرت تايوان انتخاباتها الرئاسية المباشرة السابعة قبل فترة وجيزة، وهي وحدها نموذج يجدر بالصين اتباعه. لكن ناخبيها أعادوا ايضا انتخاب أول رئيسة للبلاد، تساي إنغ ون، بفارق كبير. بالإضافة إلى ذلك، فقد عزز فوزها اولئك الشباب الذين خرجوا لدعم حكم القانون في الجزيرة بعد مشاهدة حملة بكين على هونج كونج التي تتمتع بحكم شبه ذاتي خلال العام الماضي.
 
ومع ذلك، وعلى الرغم من نجاح القوة الناعمة لتايوان كدولة ديمقراطية، دعمت الرئيسة تساي أيضًا خصلة جذابة أخرى في البلاد– وهي خصلة تقف في وجه محاولات الصين لإكراه وعزل أراض تدعي أنها تابعة لها. على مدار السنوات الأربع الماضية، استغلت الرئيسة تساي الحريات السياسية والاجتماعية في البلاد لتعزيز الإبداع والتعاون في صناعات التكنولوجيا. وقد عززت الجهود التي بذلتها السيدة تساي في مجال السياسة العامة الابتكار الصناعي، وساعدت في الحد من الاعتماد على العمالة الرخيصة في البر الرئيسي وحماية تايوان من الإكراه الاقتصادي من جانب بكين. كما ركزت بشكل خاص على التقنيات الخضراء، على أمل الحصول على ما نسبته 20 ? من الكهرباء من المصادر المتجددة بحلول عام 2025، مما يشكل زيادة على النسبة الحالية التي تبلغ 5 %.
تعد تايوان الآن رابع أكثر الدول تنافسية في مجال «القدرة على الابتكار»، وذلك وفقًا لتقرير التنافسية العالمية لعام 2019. كما تعد جودة وكمية الأبحاث والتطوير الخاصة بها قريبة من أفضل ثلاثة قادة في هذا المجال وهم ألمانيا والولايات المتحدة وسويسرا. وتحتل تايوان المرتبة الثالثة والثلاثين من حيث استقرار الاقتصاد الكلي، وهو ما يرجع جزئياً إلى أساسها المتين كدولة ديمقراطية وحامية لبراءات الاختراع.
وتجدر الاشارة الى ان معدل البطالة في تايوان هو الأدنى منذ عقدين. كما ان نموها الاقتصادي يتجاوز الآن نظيره في سنغافورة وكوريا الجنوبية. وبمساعدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تنجذب الشركات التايوانية إلى الوطن عائدة من البر الرئيسي. ومن الملفت للنظر كذلك أن الدولة الجزيرة ترى أن حماية سيادتها تكمن بشكل متزايد في التحلي بالمثل العليا للديمقراطية وحرية الفكر التي تسمح بالابتكار في العلوم والهندسة. فقد قالت السيدة تساي في خطاب النصر: «نحن نقدر أسلوب حياة الديمقراطية». في المدى الطويل، تغدو قوة الجذب أكبر من قوة السلاح.