ان هذا الإنجاز الذي حققه الشعب السوداني بطبعته الجديدة من الربيع العربي جاء بعد احتجاجات استمرت لأشهر عدة تمكن خلالها من الإطاحة برئيسين لدولتهم بعد أن قدم صورة راقية بالاحتجاج المنظم البعيد عن الفوضى والعنف رافعين شعار المحافظة على أمن السودان واستقراره. 

لان الهدف بالنسبة للمحتجين كان واضحا للجميع وهو الحرية والعدالة والمساواة دون أجندة خارجية تمكنوا خلالها من المحافظة على هدوئهم واسلوبهم للوصول إلى هدفهم ولو كانوا غير ذلك لانزلق السودان الى الفوضى لا سمح الله.

 وبعيدا عن التحديات والثغرات التي شابت المسيرة الا انها حافظت على هوية واحدة على الرغم من تعدد الثقافات الحزبية وايدولوجياتها المختلفة والمتعددة التي انطوت جميعها تحت شعار واحد وهدف واحد بعد ان راهن الكثير من المراقبين على فشله في ظل وجود الفصائل المسلحة والأوضاع الأمنية هناك، الا ان الجميع خسر الرهان، وكسب السودان الذي يتجه إلى مرحلة ودولة جديدة .

و أثبتت هذه القوى حرصها على الاتفاق مبدية الكثير من المرونة خشية من العودة للمربع الأول لأجل السودان وشعبه .

بعد ان اتفقوا على اولويات وارجاء اخرى كإتمام عملية السلام فيما لا يتجاوز 6 أشهر، وايقاف التدهور الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، هذان المحوران اللذان ارهقا السودان الذي يعاني من الحروب والاقتتال الداخلي وظروف اقتصادية صعبة.

ويبقى بعد هذا الاتفاق أمام المجلس السيادي مهمة صعبة تبدأ بقدرته على إقناع المجتمع الدولى لمساندة السلطات الانتقالية اولا، الا ان المهمة الاصعب والأهم تمكنه من رفع اسم السودان من قائمة رعاة الإرهاب.

وهذا يتطلب خطوات إيجابية واثبات حسن نوايا من المجلس السيادي وقدرته على تشكيل حكومة مدنية ومجلس تشريعي والاتفاق على دستور جديد يتفق عليه الجميع .

ويبدو أن هذا الامر يسير باتجاه إيجابي بعد منح العسكر صلاحية اختيار وزيري الداخلية والدفاع .