Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Sep-2019

“حديث الصراخ” أوقف ضم الضفة

 الغد-معاريف

 
بن كسبيت
 
13/9/2019
 
يوم الثلاثاء الماضي، عندما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن نيته لضم غور الأردن بعد الانتخابات، جرى “حديث صراخ” هاتفي غير مسبوق بينه وبين قادة أذرع الأمن. وتضمن الحديث تبادلا لأقوال قاسية بين نتنياهو وبين قسم من قادة الأذرع، حين طلب نتنياهو اطلاعهم على أمر الخطوة المرتقبة.
تأخر إعلان نتنياهو نحو ساعة ونصف بسبب الحديث، ووفقا لبعض المصادر غير رئيس الوزراء نيته للإعلان عن الضم الفوري للضفة الغربية، بسبب النقد اللاذع الذي سمعه من بعض من قادة اذرع الأمن، وكذا بسبب الفتاوى القانونية التي تفيد بانه توجد مصاعب في تنفيذ حكومة انتقالية لم تحظ بثقة الجمهور لمثل هذه الخطوة.
اتصل نتنياهو لاطلاع قادة أجهزة الأمن على قراره قبل وقت قصير من الساعة التي كان يفترض بها أن يخرج ببيانه الدراماتيكي. وحسب بعض المصادر، يدور الحديث عن خمس حتى عشر دقائق قبل الساعة الخامسة مساء، الموعد الذي تقرر لاصدار البيان.
من الواجب الاشارة إلى أن أيا من الأجهزة التي اطلق قادتها الانتقاد اللاذع على مسمع من نتنياهو لم يوافق على التعقيب على التفاصيل التي تنشر في هذا المقال. ومع ذلك، فان ما وقع بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع نتنياهو وبين رئيس الأركان، رئيس الشاباك ومسؤولين آخرين، بمن فيهم ايضا رئيس قيادة الأمن القومي، اصبح حديث اليوم في الأروقة الأمنية وانتشر في دوائر صدى إلى اتجاهات مختلفة تتجاوز حتى جهاز الأمن. وحسب التقارير، فالأمر يدور عن حديث قاس على نحو خاص ارتفعت فيه النبرات عدة مرات، ولا سيما من جانب نتنياهو. ولم يوفر مسؤولو الأمن حياله في كلمات النقد واستخدموا صياغات حادة على نحو خاص.
التقدير هو أن اساس النقد جاء من رئيس المخابرات نداف ارغمان ومن رئيس الاركان أفيف كوخافي. وكان على الخط ايضا رئيس قيادة الأمن القومي، مئير بن شباط، ولكن موقفه في المسألة ليس معروفا بعد. وعلمت “معاريف” ان منسق أعمال الحكومة في المناطق اللواء كميل أبو الركن، الذي لم يشارك في الحديث، انتقد لاحقا الخطوة بشدة واستخدم كلمات حادة.
وكانت حجج رؤساء الاذرع أن إعلانا من هذا القبيل، والذي يشكل قرارا نهائيا سياسيا وأمنيا، يجب أن يتم بعد مداولات معمقة، دراسة وفحص للاضرار المحتملة إلى جانب المنفعة. وطرح المشاركون في الحديث على رئيس الوزراء سيناريوهات الضرر المحتملة من ضم فوري لغور الأردن لإسرائيل عشية الانتخابات، دون اسناد أميركي جارف.
على مدى دقائق طويلة طرح قادة اذرع الأمن على رئيس الوزراء ووزير الدفاع مخاطر الخطوة وعدم المسؤولية في مثل هذا الإعلان دون عمل اعدادي، تنسيق بين المحافل المختلفة، اعداد اسناد دولي واطلاع شركاء إسرائيل في الشرق الاوسط. مصدر سياسي كبير لم يشارك في الحديث ولكنه مطلع على مضمونه قال أمس لـ “معاريف” ان هذا “حدث غير مسبوق في عصر نتنياهو الحالي، من حيث النبرات العالية والانتقاد القاسي الذي تم تبادله بين الاطراف.
وحسب التقدير، في اعقاب الحديث قرر نتنياهو تلطيف حدة الرسالة والإعلان فقط عن نيته ضم غور الأردن. تلميحات بان القرار تغير بالفعل في اللحظة الاخيرة يمكن ان نجدها في حدثين آخرين: حقيقة انه حتى قبل أن يصعد نتنياهو لاطلاق إعلانه، نشر رئيس المجلس الاقليمي في غور الأردن، دافيد الحياني، البيان التالي: “هذه اللحظة هي إحدى اللحظات المهمة والمثيرة التي شهدتها كرئيس للمجلس، لحظة تاريخية لدولة إسرائيل”. المشكلة كانت ان نتنياهو لم يصعد بعد إلى منصة الخطابة في كفار همكابيا، والحياني، الذي فهم حجم الخطأ سارع الى نشر بيان تعديل محرج أكثر: “هذا الرد صدر بالخطأ وسيكون ساري المفعول وفقا لبيان رئيس الوزراء”.
تعزيز آخر جاء في تصريح الناطق بلسان الليكود يونتان اوريخ، للجنة الانتخابات المركزية وبموجبه فان حدث رئيس الوزراء في كفار همكابيا لم يتضمن دعاية انتخابية محظورة. واستنادا الى هذا النبأ، صادق القاضي حنان ملتسار لقنوات الاتصالات ان تبث بيان نتنياهو بالبث الحي والمباشر، غير أنه سرعان ما تبين انه مليء بالدعاية الانتخابية ولا يتضمن إعلانا عن عمل حقيقي بل عن نية لتنفيذ عمل ما في المستقبل – بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة القادمة. في اعقاب ذلك استدعي اوريخ للاستيضاح امام لجنة الانتخابات المركزية.
وجاء من جهاز الأمن العام ما يلي: “جهاز الامن العام الشاباك لا يتطرق في وسائل الاعلام للمداولات التي تجرى مع القيادة السياسية”.
ومن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي جاء: “نحن لا نتطرق الى المداولات الداخلية مع القيادة السياسية”.
وعشية سفر حاشية رئيس الوزراء إلى روسيا أمس لم ننجح في تلقي رد فعل حتى موعد اغلاق العدد.