Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Oct-2017

تهريب الخبز.. مزحة أم إهانة لعقول الناس؟!
الاردن 24 -  
تامر خرمه - 
 
وزير الدولة لشؤون الإعلام د. محمد المومني، نجح في "طبخ" مادّة دسمة للتندّر، عبر تصريحاته الغريبة التي عبّر فيها عن مخاوف الحكومة المتعلّقة بالتهريب. التهريب بالنسبة للرجل شمل مادّة الخبز. نعم الخبز، حيث أفاد صاحبنا بأن هناك من يهرّبه إلى دول مجاورة!
 
المادّة التي قدّمها المومني سلّت الكثيرين من أبناء شعبنا المقهور والمبتلى بهذه الحكومة، هذا صحيح، فقد كانت الوسيلة المثلى لتمضية الوقت وقتل الضجر. الشعب أدرك تماماً مدى استخفاف حكومته بعقول الناس، بل واستغفال ذاتها عبر مثل هذه التصريحات التي لا يمكن أن تصدر عن أيّ عامل في الحقل العام في أيّة بقعة على هذا الكوكب. ولكن مهلاً، الأردن استثناء، فهنا يمكنك توقّع مثل هذه الأمور.
 
الناطق الرسمي باسم الحكومة لم يكن جريئاً بما فيه الكفاية ليعلن نيّة السلطة التنفيذيّة رفع سعر مادّة الخبز بشكل واضح، فلجأ إلى مثل هذه المناورة المثيرة. غريب أن يتبوّأ هذا المنصب من لا يستطيع إيجاد ذريعة أكثر منطقيّة ممّا ذكر. يبدو أن سياسة الأردن الرسمية ليس كمثلها شيء، ففي هذا البلد المبتلى يمكن لأيّ كان شقّ طريقه إلى الدوّار الرابع، دون امتلاك أدنى مهارات التواصل الاجتماعي، أو حتّى الحدّ الأدنى من الاحترام للمواطنين.
 
معيب أن يسخر الرسميّون من الشعب على هذا النحو، هل حقّاً يعتقد جلاوزة السلطة التنفيذيّة أن الناس حمقى إلى هذه الدرجة؟! تهريب خبز! هل هذا ما قاله وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الحاصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسيّة من الولايات المتّحدة؟! حتّى إذا كنت سائس خيل لا يمكنك الاستخفاف بها لهذه الدرجة يا رجل!
 
حكومة الملقي كبّدت الناس ضرائب مرهقة وغير مبرّرة، وأمعنت في سياساتها المنحازة للأثرياء و"أبناء الذوات" في سعيها إلى فرض ضريبة دخل على الفئات المحرومة، واليوم وصل بها الأمر إلى استهداف خبز الناس بشكل مباشر، بذريعة "محاربة تهريبه" إلى "دول مجاورة".
 
يعني هذا أن حكومة الملقي وصلت باستهتارها لكرامة الأردنيّين إلى محاولة إقناعهم بأن هناك من يغامر بعبور الحدود إلى دول مجاورة تدور فيها حروبٌ أهليّة طاحنة، بهدف "تهريب الخبز" والاستفادة من "فارق الأسعار"! هذه التصريحات لا يمكن أن تعتبر مسؤولة، ولو أرادت الحكومة الحفاظ على ما تبقّى من ماء وجهها يفترض أن تستقيل فوراً، وتتوقّف عن العبث بخبز الناس وقوتهم اليوميّ، لحماية أقليّة تحتكر السلطة والثروة، وتقتات على حساب الفقراء.
 
سئم المواطن هذا العبث اليوميّ. يقتل نفسه وهو يطارد لقمة العيش من أجل الإنفاق على الأثرياء، عبر دفع ضرائب لا تعدّ ولا تحصى. عصرتم جيوب الناس من أجل رفاهيّة غير عادلة، فعلى الأقلّ احترموا من ينفق على رفاهكم على حساب قوت عياله!
 
ولنعلنها صراحة، الخبز هو الخطّ الأحمر الوحيد الذي يستمدّ شرعيّته من الشعب، والمساس به سيكون كارثة بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى. أثقلتم ظهور المواطنين بقرارات غير منصفة، وبمواقف سياسيّة هزيلة، أهدرت كرامتهم، هذا يكفي يا جلاوزة الدوّار الرابع، أمّا الخبز فمجرّد التفكير بالمساس به سيشعل غضباً من شأنه "هتك حجاب الشمس أو قطرت دما"!