Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2019

رئیس أرکان للتدمیر والقتل المنهجي - لیفي یغیل
ھآرتس
 
الغد- رؤساء الأركان یعینون في إسرائیل دون نقاش عام عمیق یكشف التاریخ الذي یجلبونھ معھم.
تعیین افیف كوخافي غیر استثنائي، لكن حادثین من ماضیھ یمكنھما ابلاغنا عن شخصیتھ، ویستدعیان واجب مراقبة سلوكھ كرئیس للأركان.
في عملیة ”السور الواقي“ في 2002 برز كوخافي كقائد لواء المظلیین الذي سیطر على مخیم
بلاطة للاجئین في نابلس. خصوصیة ھذه العملیة كانت تتمثل في ”السیر عبر الجدران“، أي
الدخول إلى بیوت الفلسطینیین لیس من خلال أزقة المخیم الخطیرة، بل من خلال الجدران التي
تم خرقھا من قبل الجرافات. على ھذه الخلفیة ظھرت ثلاث صفات في شخصیة كوخافي. الصفة
الأولى ھي التكتیك العدواني بصورة خاصة، التي دمرت بیوت مئات العائلات اثناء قتل كثیف للمسلحین والمس بالمدنیین.
كوخافي أطال مدة العملیة رغم طلب الفلسطینیین الاستسلام. الإنجاز العسكري كان واضحا،
لكن تداعیاتھ – زیادة كراھیة السكان الفلسطینیین لإسرائیل – لم یتم تقدیرھا.
الثانیة، ھي أن مشاركتھ ھو وزملاؤه في ”معھد دراسة نظریة الحرب“ – المنظمة التي تقف
بدرجة كبیرة خلف اللغة الغامضة للقادة في حرب لبنان الثانیة – منحت كوخافي ثراء فكریا
للتدمیر والقتل المنھجي في مخیم بلاطة. لھذه الغایة تم تجنید فلسفة فرنسیة متطرفة، ھكذا مثلا
نسب لكوخافي تعبیر ”جغرافیا معكوسة“، تتمرد على التفسیر المقبول على النظام الحضري –
لتبریر السیر عبر الجدران. لھذا ھو منح شرعیة خاصة لاستخدام العنف: الجنود لا یھدمون حیا ویقتلون فیھ المسلحین، بل على الأكثر یعملون على ”تفسیر الفضاء الحضري“ من جدید.
إضافة إلى ذلك، التكتیك الجدید وصف كاكتشاف للتجدد والاصالة والتمرد ضد المسلمات. ولكن
التفكیر الأصلي لم یترجم، مثلا، إلى فھم أنھ أمام الجیش یقف سكان مدنیون الذین یعتبرون
التعایش معھم ولیس المس بھم ھو مفتاح الأمن المستقبلي لإسرائیل. ھذه الأصالة تم اظھارھا
من قبل قادة أمیركیین وبریطانیین في حرب العراق وافغانستان عندما ادركوا أنھ یجب ضبط المس بالسكان اذا كنا نرید اسھامھم في تأسیس نظام سیاسي جدید.
الثالثة تم التعبیر عنھا بعد العملیة. في العام 2006 وجھ انتقاد لمقاربة كوخافي في مقال كتبھ المھندس المعماري ایال فایتسمان، وكان معد للنشر في مجلة ”نظریة ونقد“. كوخافي الذي كان في حینھ قائد فرقة، ھدد مباشرة (لیس بواسطة المتحدث بلسان الجیش) بتقدیم دعوى تشھیر إذا
نشر المقال كما ھو. أخیرا تم نشره، كما یبدو بدون تغییر، في مجلة ”متعام“، ولكن كوخافي لم یقدم أي دعوى. ھذا التھدید لمجلة أكادیمیة ھو حدث غیر مسبوق، وفي علاقات الضباط مع الاكادیمیة بشكل خاص، ودل على رؤیة اشكالیة لكوخافي بخصوص دور حریة التعبیر في الاشراف على الجیش، وعلى صعوبة واضحة لدیھ في مواجھة الانتقاد.
في صالح كوخافي یقف افتراض النضوج، یمكننا الأمل بأنھ مع مرور اكثر من عقد فإن رؤیة استخدام القوة من قبل رئیس الأركان الجدید ھي أكثر اخلاقیة وأكثر انضباطا، وأنھ اصبح یدرك بأن التجدد ھو في العمل نفسھ ولیس في الغلاف اللفظي المضخم لھ، وكذلك تعلم أن یواجھ الانتقاد، وطور فھمھ بشأن جوھر اخضاع الجیش لقواعد اشراف دیمقراطیة. ولكن من اجل التأكد من أن ھذه الافتراضات ھي حقا متحققة، یجب على وسائل الإعلام، منظمات المجتمع المدني والاكادیمیة، مراقبة سلوك رئیس الأركان الجدید.