Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Apr-2021

مثقفون وأكاديميون: المجدُ للأردن.. آمناً مطمئناً بعيداً عن القلاقل

 الراي- فاتن الكوري وفرح العلان

أكد رؤساء هيئات ثقافية وفنية وأكاديميون وكتّاب وأدباء التفافهم حول القيادة الهاشمية، وتأييدهم لإجراءات الدولة بحكومتها وأجهزتها الأمنية الهادفة إلى استقرار المملكة والمحافظة على الأمن والأمان فيها، والتصدي لأي محاولات تستهدف إثارة البلبلة وإشاعة القلاقل وزعزعة المجتمع.
 
ودعا المشاركون في استطلاع لـ الرأي حول دور المثقفين والفنانين في تعزيز التضامن والتوعية بمخاطر الانجرار وراء الأبواق المشبوهة التي لا تريد خيراً لهذا الوطن ولأبنائه، إلى مواجهة كل ما يمسّ الوحدة الوطنية من خلال مبادرات توعوية يتفهم الناس من خلالها محاذير الفتن، وتسهم في وقف لغة التشكيك والكراهية والإجحاف بحق الوطن الذي قدم لأبنائه ولأمته الكثير بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
 
أكرم الزعبي: الأمنُ والاستقرار رصيدُنا
 
يقع على المثقفين واجب وطني توعوي في التصدي لكل الإشاعات التي من شأنها إثارة البلبلة والفتن والخراب، خصوصا أننا في الأردن وسط محيط ملتهب، وبالتالي فإن الأمن والاستقرار هو رصيدنا للخروج سالمين من كل ما يحيط بنا.
 
الدولة الأردنية وعلى مدار تاريخها كانت واحة استقرار، ويقع علينا جميعا مثقفين ومواطنين أن نحافظ على هذا الإرث، وأن تتماسك جميعا، خاصة عند حدوث أي طارئ يهدد أمن واستقرار هذا البلد، فالبيئة الآمنة المستقرة جاذبة للاستثمار، ومساندة للإبداع والتطوير، خصوصا إذا ارتبطت بمكافحة حقيقية لكل أشكال الفساد وعلى قاعدة العدالة والمساواة أمام المنظومة القانونية التي تحمي المجتمع وتصون أفراده، ولذلك فنحن مدعوون ونحن ندخل المئوية الثانية إلى التماسك وحماية الوطن من أي أخطار تهدده، وأن يكون صوت العقل هو الغالب.
 
(رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين)
 
د.محمد عبيد الله: شعبٌ واعٍ يميز بين المعارضة والمؤامرة
 
أعوّل على دور الثقافة والمثقفين في النهوض بدورٍ فاعل في تحصين بلادنا ضد عناصر الفرقة والشقاق، ولطالما قامت الثقافة بذلك منذ عهد المغفور له الملك المؤسس الذي كان شاعرا ومثقفا يعي دور الثقافة والأدب، حتى أوسع لهما حصة كبيرة من نسيج الدولة الأردنية في عهد تأسيسها، وقد ظلت هذه المكانة قائمة إلى الآن.
 
المثقفون يؤمنون بدولة قوية، دولة المؤسسات والقانون كما نردد عادة، تقوم على القيم والأخلاق واحترام مبادئ الدستور، وعلى مؤسسات فاعلة تنهض بأدوارها وفق القانون والتشريعات، ويجد فيها المواطن والإنسان كرامته ومكانته وموقعه، لا يشعر فيها بالظلم والاعتداء على حقوقه الأساسية. يشعر فيها بالثقة في مؤسسات بلده، وفي جيشه ومؤسساته الأمنية، وهيئاته ومجالسه التشريعية والقضائية، وكل هذا ما زال متحققا إلى حد بعيد، فما زالت الثقة قائمة ويجب أن تقوى وتشتد.
 
توحيد الصفوف ليس شعارا، وإنما ممارسة تلقائية إذا كانت مؤسسات الدولة قوية متماسكة، وليست شكلية، ولدينا الأساس المتين، لكن أطرافا كثيرة لعبت أدوارا سيئة على مدى زمن طويل أضعفتنا ونشرت الروح السلبية بيننا. ومع كل هذا فالإنسان الأردني تعلّم كيف يميز بين الأشياء، ذلك أن مواطنينا يتمتعون بوعي عال وحسّ رفيع بالمسؤولية. هذا الشعب عُرف عنه الالتفاف حول قيادته الهاشمية في أصعب الظروف، وهو اليوم أكثر استعدادا للتضحية والوحدة والثبات والإسهام بكل جهد لإبعاد شبح الفرقة أو الاضطراب.
 
مجتمعنا الأردني مجتمع شابّ في عمومه، وهو يتطلع لمزيد من الاستقرار، وإلى مستقبل واعد يستكمل فيه مسيرة العطاء والبناء، ويتوحد بالتأكيد لحماية الأردن من أي أخطار.. نردد دائما بأن الأردن واحة الأمن في المنطقة كلها، وسوف يظل إن شاء الله آمنا مطمئنا بوعي أبنائه وجماهيره التي تميز بين الحق والباطل، وتميز بين المعارضة والمؤامرة.
 
ليس الأردن بيئة صالحة لحوك المؤامرات ولا للانقلابات، وعلى مدى تاريخه المئوي الحديث لم يشهد شيئا من هذا، ولكننا نخشى من استعارة تجارب فاشلة في المحيط الخارجي، في ظل عالم مفتوح إعلاميا وسياسيا وفي ظل وصفات تحاك في غرف مظلمة بعيدة، وما يدعونا للتفاؤل والأمل أنّ تكوين مجتمعنا ليس مستعدّا لتقبل مثل هذه الوصفات الغريبة عن مجتمعنا.
 
نقول في هذا السياق ما يقوله كل أردني محب للأردن: المجد للأردن، آمنا مطمئنا بعيدا عن القلاقل، بالتفاف أبنائه وبناته لحماية مكتسباته والحفاظ على استقراره وعزته.. المجد للأردن، وطنا عروبيا هاشميا بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، متطلعا إلى ذرى المجد وقيم الحياة النبيلة الواحدة.
 
(ناقد وأديب، عميد كلية الآداب والفنون بجامعة فيلادلفيا)
 
د.محمّد القضاة: الأردن يستحق وقفة الرجال الرجال
 
تقرأ وتتابع وتسمع وتتعجب وتستغرب من حجم الأذى الذي يقارفه بعض كتاب الظلام وهم يتحدثون عن الأردن بأسلوب مزرٍ دون حساب لأحد؛ وكأن الاردن لا يملك مقومات دولة، وقد تناسى هؤلاء أن الأردن تجاوز كل المحن الكبيرة بقوة وحزم واقتدار، وهو اليوم يملك مفاتيح كثيرة تجعل القاصي والداني يحسبان له ألف حساب.
 
والأردن لا يستحق كل هذا الإجحاف، والمتابع بدقة لما يُكتب ويدور من أحاديث يُصدَم من حجم الحقد والكراهية والسواد الذي ترسمه الكتابات والحوارات في الأماكن المغلقة والمفتوحة والمواقع الافتراضية، وللأسف بعضها يرسم سيناريوهات سلبية لا تمت للواقع بصلة ولا تأخذ الحقائق على محمل الجد؛ وكأننا دولة كرتونية في مهب الريح، وهو أمر جد خطير؛ فلماذا يُصرّ أصحاب الأجندات السوداء على زجّ الأردن في مهاترات سلبية، وعلى أن البلد في طريقه للخراب ولا يمكن إصلاحه؟!
 
نحن ندرك حجم التحديات السياسية والاقتصادية الخارجية، والتحديات الاجتماعية التي فرضتها الذهنية الافتراضية التي تقودها وسائل التواصل الاجتماعي، ونعرف أن الجهَلة ومَن لا يعرفون حتى القراءة يزعمون أنهم أصحاب فكر ورؤية، وتجد المواقع الافتراضية تعج بمختلف الآراء والأفكار والأكاذيب وجلّها تتحدث بلسان عجيب غريب عن ثقافتنا ودولتنا؛ وكأننا على أبواب كارثة قادمة. وهنا دعنا نقول: كلنا يعيش على هذه الأرض، وكلنا يدرك حجم التحديات، وبلدنا بخير وفوق كل اعتبار؛ وليس الأمر بهذا السوء وبهذه السوداوية، ونحن نشارك بأقلامنا إما?بهدم الوطن على رؤسنا بأفعالنا، أو نرفع مدامكيه بسواعدنا، والأمر ليس صعبا أو مستحيلا إذا بدأنا بانفسنا؛ إذ لا يجوز أن نحمل معاول الهدم بأيدينا، ونتهم الكبير والصغير بالفساد والإفساد.
 
علينا أن نحارب الأكاذيب، ونقف في وجه العواصف والأفكار التي يكتبها الحاقدون وشذاذ الآفاق لتصوير الأردن وقيادته وحكوماته بالسوء والتخبط وعدم المسؤولية، وجميعنا يعرف الأردن وتاريخه الحافل بالتحديات، وقد قرأنا في السنوات الخوالي كتابات وكتبا عن مجتمع الكراهية وعن الحافة التي وصل إليها الوطن، وعن الكتاب الأبيض الذي أعاد التوازن وفنّد الأكاذيب الكثيرة والمثيرة يومذاك عن بلدنا، واليوم بات لزاماً علينا كمثقفين وأكاديميين كلٍّ من موقعه، أن نعيد اللُّحمة الحقيقة لمجتمعنا، وأن «نفلتر» الأكاذيب ونرفضها، وأن تكون أقلام?ا وأحاديثنا وحواراتنا وأفكارنا للوطن، ولا قيمة لمن لا وطن له، ولا وطن لنا إذا سقط -لا قدّر الله-، ولا كرامة لنا إذا لم ندافع عنه، ولا وجود لنا إذا لم نحمله في قلوبنا وأعمالنا وفكرنا وحياتنا، ودون ذلك ستبقى أقلام الخراب وفحيح الأفاعي والأفكار المفلسة هي محور أحاديثهم وأكاذيبهم.
 
فلنتقِ الله في وطننا وفِي أنفسنا وأفكارنا وحواراتنا، ولنوجه السفينة إلى الأمام بمزيد من الحذر والانتباه والدقة، لتجاوز كل ما يحاك ضد الوطن وقيادته وشعبه الأردني الأصيل.
 
وبعد، فإن الأردن يستحق وقفة الرجال الرجال في وجه التحديات بحيث لا تأخذهم في الحق لومة لائم، وأقول لهم وللمثقفين والكتّاب ورؤساء التحرير وأصحاب الفكر النظيف، وللصحف ولكل قلم شريف ولكل صاحب رأي حصيف: لا تتركوا الوطن للأكاذيب والمحن والافتراءات والخلافات، ولا تنشروا المقالات التي تهدم الصواب، ومسؤولية الأكاديمي والكاتب والمثقف توازي مسؤولية أي مسؤول في أي مكان كان، ولذلك لا بد من وقفة حقيقية مع أنفسنا للدفاع عن وطننا مكان حريتنا وحياتنا وأهلنا وشعبنا وقيادتنا واستقلالنا، ولا بد من وقف لغة التشكيك والكراهية وا?إجحاف بحق الوطن وتغيير حجم هذا السواد بأقلامنا وأفعالنا.
 
حمى الله الاْردن وشعبه وقيادته وحفظه من كل سوء.
 
عميد كلية الآداب، الجامعة الأردنية
 
مفلح العدوان: واجب لا يمكن المساومة عليه
 
يشكل المثقفون في الدولة عقلا حضاريا عقلانيا استشرافيا، وهم صمّام الأمان فيها، لأنهم الطليعة في خلق الوعي والتنبيه لأيّ خطر يمكن أن يؤثر على استقرار الوطن ويهز أركان صموده.
 
وقد كان المثقفون والمفكرون والمبدعون هم البُناة الأوائل في الأردن منذ تأسيسه، فعملوا على ضبط إيقاع دولة القانون وشكّلوا مداميك أساسية في بناء المؤسسات، وخلق أعراف مدنية حضارية في هذا السياق. وبذلك كانوا الرافد الحقيقي في التوعية بأهمية الحفاظ على المكتسبات العامة، وضبط الاستقرار، وظلوا الضميرَ والبوصلةَ التي تؤشر في كل الأوقات، وخاصة في الأوقات العصيبة، ليكون الوطن واستقراره ومؤسساته أولوية لا يمكن المساومة عليها.
 
ولهذا بقي الأردن قويا، صامدا في كل الظروف، واستمر في تقدمه وتطوره بجهد أبنائه وعزمهم، وفي طليعتهم المثقفون والمفكرون الذين يشكلون سياجا من الوعي والحرص على الوطن، وهم أولو الفكر والعزم الداعمون للدولة التي بُنيت بجهود الخيرين المؤمنين بكل ذرة في الوطن.
 
وأكثر ما تتضح معالم هذه اللّحمة الوطنية، والوعي من مثقفي الوطن، في اللحظات المفصلية وعند المخاطر المحتملة، حينئذ يكون الحرص على أمن الأردن واستقراره واجبا ولا يمكن المساومة عليه، مع ضرورة التصدي لأيّ تهديد للوطن بكل مكوناته.
 
وفي مئوية الدولة، وفي سياق هذه الظروف الصعبة، تكون المسؤولية أكبر على المثقفين في أن يكون موقفهم قويا وحاسما مع الدولة ومؤسساتها، ليبقى الأردن واحة أمن واستقرار ونموذجا للدولة الصامدة القوية بقيادتها ومؤسساتها وشعبها ومثقفيها ومفكريها، كلهم في صف واحد... حمى الله الأردن، وأبقاه عزيزا شامخا أبياً.
 
(كاتب وروائي، المدير السابق للمركز الثقافي الملكي)
 
حسين الخطيب: الولاء سمةٌ أصيلة في نفوس الأردنيين
 
في الوقت الذي نتحدث فيه عن الدولة الأردنية وأركانها ومكوناتها، لا بد أن نحيط بأهمية تاريخ الأردن عبر آلاف السنوات، ابتداءً من العصر الحجري ومروراً بكل العصور الأخرى وحتى الثورة العربية الكبرى، إذ إن معاناة الناس كانت شديدة وقد انتشلهم الهاشميون من ويلات الحكم العثماني، مما جعلهم يمحضون الولاء للحكم المنصف والعادل المتجسد في ملوك بني هاشم.
 
وبشأن أهمية الثقافة والفن ودروهما، أرى بأن هذا يعد العمود الأساس في تشكيل وتكوين «الأمن الثقافي»، فالأمن الثقافي لا يتأتى إلا من تجسيد الفعل الفني والثقافي. ولطالما نادينا بضرورة أن تحاكي الدراما والفنون بشكل عام الناسَ وواقعهم وتاريخهم ومستقبلهم، فمن خلال ذلك نستطيع أن نرسخ ونثبت «الأمن الثقافي» عبر تجسيد أهمية الوطن ودولته وشعبه وحكامه ومنجزاته، فنهضة الدولة عبر مفاصلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لا تترجم بالتوثيق فقط، بل وأيضا من خلال أعمال درامية وموسيقية وفنية تخاطب الوجدان وتطرح الموا?يع عبر الصورة والكلمة، فهي الأسرع وصولا إلى الناس، الذين بات من المهم اليوم الالتفات لتوعيتهم وبث الروح الإيجابية في نفوسهم عبر الوسائل الفنية، وذلك بتقديم السردية الوطنية لتأسيس الدولة والبناء والنهضة والحروب والتضحيات والرجال الذين قدّموا الغالي والنفيس في الذود عن بلادهم وفي تأكيد التفافهم حول قيادتهم الهاشمية.
 
هذا الوطن بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حقق المعجزات بأمنه وأمانه وحرصه على الاعتدال والوسطية، وهو وطن كان وما زال ملاذا لكل الملهوفين من خارجه واحتضنهم بروح إنسانية عز نظيرها.
 
إن الانتماء والولاء ليس شعاراً، بل هو سمة أصيلة في نفوس الأردنيين، وما كان الفنانون إلا سياجا حقيقيا في فنونهم وثقافتهم، وها هم يتوضأون بعشق الوطن والشعب الأبي ويمضون قُدما مستلهمين خُطى قائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين، وسيبقى الأردن صامداً بشعبه وقيادته الحكيمة.
 
(مخرج، نقيب الفنانين الأردنيين)
 
حسين نشوان: تعزيز الأمن الفكري
 
يمثل المثقف «الباروميتر» للأخطار والتحديات التي تواجه الدولة، ومن هنا يبرز دوره، لا أن يكون دوره الاستجابة لقرارات الآخرين، لأنه يمثل ضمير الأمة. والاستجابة هنا بمعنى الفعل ورد الفعل، أما دور المثقف فهو يبدو دور استجابة؛ لكنه أبعد من ذلك بكثبر، فاستجابته يُفترض أن تكون سابقة وتنبؤية لما يمكن أن يحدث للوطن من أخطار، أما إذا جاءت استجابته لاحقة، فهي استجابة عرجاء؛ استجابة لاحقة ترميمية.
 
دور المثقف الأساس أن يكرس منظومة من القيم والعادات والتقاليد والأفكار التي تشكل رؤية المجتمع، ودوره دائما أن يستفز وعي الإنسان للتعامل مع كل نوحي الحياة، ومن هنا ينبغي أن يكون المثقف خندقا متقدما للمجتمع، بمعنى أن يصد عنه الأخطار ويقف أمام التحديات.
 
تشكِّل كلمة «مثقف» دلالة وعلامة على استقلالية مكانة المثقف وحضوره ودوره إزاء الدولة والسلطة والمجتمع، وتُبنى الثقافة في إطار هامش من الاستقلالية مع بعض التوترات إزاء قضايا ذات طابع فكري أو سياسي، وفي نطاق الدور الرسالي للمثقف إزاء مجتمعه ودعم القرارات التي تخص الدولة والتي من شأنها رفع وتيرة الأمن والاستقرار المجتمعي، فيغدو المثقف بذلك الوجهةَ الحقيقية لرسم صورة صحيحة للدولة أمام المجتمعات الأخرى، والوقوف إلى جانب الصالح العام الذي ترسم خطواتِه الحكوماتُ الرشيدة التي ترتئي أن يكون نهجها حقيقيا مرسوما بصورة?صادقة.
 
ومن هنا كان المثقف أحد أبناء الدولة الحديثة، وطرفاً رئيساً في تأسيسها مع رجل الدولة أو الحاكم ثم الطبقة السياسية التي تتشكّل في ظل بعض الحيوية السياسية التي سادت المرحلة شبه الليبرالية والمجتمع شبه المفتوح وثقافة المدينة الحديثة، وظلت العلاقة بين المثقف والسياسي تتسم بقدر ما من الاحترام المتبادل.
 
إنّ المثقف يلعب دوره في التغيير الاجتماعي تجاه الرؤية السياسية للدولة، فالمثقف مطلوبٌ منه أن يكون قلما مدافعا عن هيبة الدولة وحرية الرؤية السياسية فيها، وفي السعي لتأصيل التجربة الليبرالية، لا سيما في مجال الحقوق الدستورية والحريات السياسية العامة والشخصية.
 
إن وظيفة المثقف كانت وما تزال ذات أثر كبير في توجيه وتقويم سلوك أفراد المجتمع وحثهم على الاستقامة والتوازن والاعتدال، وإثراء الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية بالنافع المفيد من خلال وسائل الإعلام المتعددة، وهذه الوظيفة جزء لا يتجزأ من رسالته في تعزيز الأمن الفكري من أجل أمن المجتمع وضمان استقراره. ومن أهم وظائفه كذلك تعزيز الأمن السياسي والفكري بوقوفه مع الدولة للتصدي لكل ما يمس ثوابت الدين، أو يهدد الوحدة الوطنية أو حقوق ولاة الأمر، ومحاولة ترسيخ أهمية المحافظة على الوسطية والاعتدال والأمن والاستقرار ?لمجتمعي، وإبراز جهود الدولة ورجال الأمن في تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع.
 
(كاتب وإعلامي، رئيس سابق لرابطة التشكيليين الأردنيين)
 
عليان العدوان: مطلب يائس للنفوس المريضة
 
ان استقرار الأمن في اي بلد في العالم ركنٌ اساسي من اركان الحياة الكريمة للشعوب، وإنّ الدولة الاردنية التي نحتفل بمضي مئة عام على تاسيسها هي أنموذج على الامن والامان، ولا شك بانّ هناك قوى تستهدف الاردن وزعزعة امنه، وهو مطلب يائس لبعض النفوس المريضة.
 
فالاردن ارض طاهرة ومقدّسة، تحكمها الاسرة الهاشمية، نسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم. ومن الملاحَظ أن نسيج الشعب الاردني يمثل ارقى اللوحات المتجانسة في تكوين المجتمعات، والجميع يتفق على الوحدة وعلى القيادة.
 
ولا بدّ من التركيز على الدور التنويري الذي يقع على عاتق المثقف، فهو دور كبير في بثّ روح الاخوة والتلاحم بين الا ابناء الشعب الواحد. ويعتمد ذلك على ما يقدمه المثقف من محاضرات تثقيفية تحض على الوحدة وعلى جمع الصف في وجه ايّ قوة محتملة تهدف الى زعزعة الامن واضعاف الانتماء الوطني لدى الفرد أو الجماعة. وكذلك على ما يقدمه الشعراء من اناشيد وقصائد عن حب الوطن وترجمة الانجازات التاريخية للدولة الاردنية بدءا من الثورة العربية الكبرى التي كان اساس قيامها مثقفو الامة العربية ورسم منهجها الشريف الحسين بن علي مناديا بو?دة العرب.
 
ولا بدّ من اظهار الدور المحوري والاساس الذي يلعبه الاردن في تاريخ القضية الفلسطينية وما حلّ بالامة في نكبة عام 1948 وفي عام 1967، فاتت معركة الكرامة الخالدة وليدة من سلسلة متلاحقة من انجازات الثورة العربية الكبرى لتكون نقطة تحوّل في تاريخ الاردن الحديث، ولإسماع صوت الاردن مدويًا في جميع صقاع الارض. واجتهدت الدبلوماسية الاردنية واصبح للاردن وضع خاصً في كلّ المحافل الدولية، مما اكسب الاردن منعة في مواجهة اي اخطار محدقة به.
 
انّ للمثقف دورا مهما، وخاصة في صدّ أي محاولة تمسّ الوحدة الوطنية الأردنية، ويكون ذلك بما يقدمه من رؤى وأفكار تعظّم دور الأردن وإنجازاته على مدار الساعة.
 
(رئيس اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين)
 
محمد المشايخ: لا نستطيع أن نقف موقف المتفرج
 
المثقفون خط الدفاع الأول عن وحدة وسلامة الناس والوطن، وتتمثل وظيفتهم في إنكار ذواتهم، وتوجههم لما فيه مصلحة أمتهم ومجتمعهم ووطنهم.
 
لقد قام مثقفو الأردن بواجبهم تجاه دولتهم التي تحتفل بمئويتها، ولا سيما عندما تحوّل أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين الذين تجاوز عددهم الألف قبل سنوات إلى «درك ثقافي» في مجابهة المتطرفين، وكانوا، وغيرهم من مثقفي المملكة، وما زالوا، مع سيادة الدولة واحترام هيبتها، ومواجهة كل من يحاول أن يشعل نار الفتن في الجسم الوطني ونسيجه ووحدته وتماسك أبنائه، وها هي أصواتهم تتناغم مع صوت الشعب الأردني بعامة، مؤكدين أن العرش الهاشمي والأمن والأمان والاستقرار والوحدة الوطنية هي خطوط حمراء غير مسموح لأحد بتجاوزها. يَجمع مثقفو ا?أردن بين الولاء للقيادة الهاشمية، والانتماء للأردن الغالي، وتعزيز الهوية الوطنية، وتوعية العامة إلى ضرورة بذل المهج والأرواح حفاظا على أمن المملكة واستقرارها، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.
 
منذ أن بلور الفرنسي جان بول سارتر مفهوم الالتزام في الأدب في أواخر القرن التاسع عشر، صار كل أديب ملزَما بمشاركة الناس همومهم الاجتماعية والسياسية ومواقفهم الوطنية، ولم تعد مهمة الأدب الترويح عن النفس أو التعبير الجمالي، ولذا لا يستطيع الأديب أو المثقف أن يقف موقف المتفرج، وإنما هو مطالَب بالتجاوب مع القضايا الوطنية لشعبه وأمته، وهذا ما يقوم به مثقفو الأردن الملتزمون بالهموم الوطنية والقومية والإنسانية.
 
(ناقد، أمين سر رابطة الكتاب الأردنيين)
 
عبد المجيد جرادات: الحاجة لخطاب ثقافي يحثّ على التحصُّن الفكري
 
للمثقفين وأهل الفكر دور حيوي ومهم من أجل المحافظة على الأمن الاجتماعي. ولأن الاستقرار يوفر متطلبات وشروط الدافعية للعمل المنتج، فلا بد من وجود ثقافة مجتمعية تحث على مبدأ التماسك والتعاون الذي يحول دون حدوث أي اختراقات قد تهدد السلم المجتمعي. وهنا تبدأ مهمة المشاركة الفاعلة بين المثقفين من جهة ووسائل الإعلام من جهة أخرى.
 
ترتكز مهمة المثقفين الأدبية والوجدانية على سلسلة من الخطوات أهمها؛ التوعية والتنوير بهدف التفاعل المباشر مع الرأي العام؛ ففي مثل ظروفنا الحالية، تبرز الحاجة لخطاب ثقافي يحث على التحصن الفكري والتحيز المطلق للحقيقة التي تدحض الإشاعات والأقاويل التي تشوش على مسيرة العمل، والبعد عن البلبلة التي لا تخدم المصالح العليا لأبناء الوطن.
 
ونتوقع مبادرات توعوية يتفهم الناس من خلالها محاذير الفتن، والأهم هو المسار الفكري الذي يشجع على التوافق وإدامة الروح المعنوية حتى تستمر التنمية المستدامة.
 
(كاتب وباحث، رئيس فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد)