Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jun-2019

تحريض على غزة*كمال زكارنة

 الدستور-متطرفون صهاينة في مواقع المسؤولية، يطالبون حكومتهم بالقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة للقضاء على البنية التحتية العسكرية للفصائل الفلسطينية في القطاع، على غرار ما قامت به سلطات الاحتلال الصهيوني في العام 2002 عندما هاجمت مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ودمرتها بالكامل بما فيها مطار غزة، ومشروع الميناء ومقرات المقاطعة في رام الله واريحا ومعسكرات الشرطة ومقراتها ومستودعاتها ومخازنها حتى عادت كما بدأت.

يطالب هؤلاء المتطرفون وعلى رأسهم عضو الكنيست المنحل افي ديختر، بعملية عسكرية طويلة الامد ضد القطاع تستمر اشهرا وسنوات ان لزم، مثل عملية السور الواقي، تحرق وتدمر الاخضر واليابس، بغض النظر عن الخسائر البشرية والمادية، المهم شن العدوان العسكري على الشعب الفلسطيني في القطاع، فهؤلاء الصهاينة مسكونون بالقتل وسفك الدماء ومتعطشون للاجرام والارهاب، ولا يمكنهم الصبر والسكون بدون حروب مدة طويلة، تزيد عن سنتين او ثلاث، فقد حان موعد اراقة الدماء بالنسبة لهم، خاصة عندما يتعلق الامر بالشعب الفلسطيني، اضافة الى وجود اهداف اخرى سياسية وامنية، فهناك صفقة القرن ومشاريع التصفية للقضية الفلسطينية، ومسيرات العودة قرب الشريط المحاذي للاراضي المحتلة عام 1948، التي يريدون اسكاتها وانهائها.
تاريخيا عندما تعصف ازمة داخلية بالكيان المحتل، يكون العدوان العسكري على الشعب الفلسطيني، احد اهم الخيارات المطروحة للخروج من الازمة او تصديرها الى الخارج، ومن الملاحظ ان نتنياهو يترنح حاليا، ومستقبله السياسي غامض جدا وضبابي، رغم دعم الادارة الامريكية اللامحدود له، وهم مهدد بالعزل او السقوط المدوي في الانتخابات الاعادة القادمة في ايلول المقبل، وهناك مساع حثيثة من التيار الاكثر تشددا وتطرفا ويمينية في الكيان المحتل لانقاذه وتمكينه من تشكيل حكومة جديدة، والاستمرار في تنفيذ برنامجه السياسي القائم على رفض الدولة الفلسطينية وضم الضفة الغربية المحتلة بالكامل للكيان المحتل واقامة الدولة اليهودية احادية القومية على كامل مساحة فلسطين التاريخية.
التحريض العدواني على قطاع غزة لم يأت ردا على اي عمل او نشاط قامت به فصائل المقاومة هناك، لكن دوافعه عدائية عنصرية اجرامية ضد الشعب الفلسطيني، بهدف تفريغ احقاد وسموم الكراهية المخزنة بين ضلوع الصهاينة دون سبب او مبرر، انها غطرسة القوة الكارهة والمعادية المتعطشة لدماء الفلسطينيين .
افتعال الازمات، مهارة خاصة يتقنها الصهاينة في اوقات الحاجة التي يعتقدون انها اصبحت ضرورية، ولا مفر من نفض غبار ازماتهم الداخلية بعيدا عنهم .
هم يرون بأن الظروف الاقليمية والدولية لصالحهم وتخدمهم، وتتماشى مع مخططاتهم واهدافهم وعليهم ان يستغلوها، كي لا يندموا على ضياع فرص ذهبية لم يتوقعوا توفرها يوما ولا حتى في احلامهم!!.