Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Nov-2018

نعم ..هناك «سايكس- بيكو» جديدة!! - صالح القلاب

 الراي - الخوف من سايكس بيكو جديدة جديّ وله ما يبرره إن ليس لكل الدول العربية فلبعضها، وإذا كانت مسؤولية ما قبل مائة عام تقع على العثمانيين الذين حكمونا لأكثر من أربعة قرون وسلمونا بعد إنهيار إمبراطوريتهم التي لم يكن لنا فيها أيُّ نصيب وإنْ رمزيا إلى الغرب المنتصر الذي كان يتمثل في بريطانيا «العظمى» وفرنسا والذي لوْ لمْ يكن هناك مصطفى كمال أتاتورك لما كانت هناك الآن تركيا هذه ولكانت هناك مكانها عدد من الدول وبهويات قومية وطائفية ودينية كثيرة!!.

لقد ثبت أن لقاء وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا في لندن الشهير قد كان هدفه حتى قبل تقاسم الغنائم، التي ترتبت على إنهيار «الإمبراطورية العثمانية» التي كانت قد أصبحت بائسة (الرجل المريض)، إقامة هذه الدولة «الصهيونية» في جزء من فلسطين وحيث إستكملت هذه المؤامرة التاريخية في إحتلال عام 1967 الذي لا يزال قائماً ومستمراً منذ خمسين عاما وأكثر.
وعليه ولإن الكيانات التي ترتبت على لعبة الأمم هذه بعد الحرب العالمية الأولى كانت تركيبية معظمها هشة ومصطنعة بالطبع ولأن بعضها قد ابتلي بسلسلة الإنقلابات العسكرية التي اعتبرها أصحابها ثورات فإنّ النتائج قد أصبحت كل هذا التمزق الطائفي الذي نراه الآن وكل هذا التمدد الإحتلالي في العراق وسورية واليمن وليبيا وبالطبع وأيضا في لبنان وفي فلسطين التي باتت مهددة بمؤامرة إسمها: «صفقة القرن» يبدو أن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين متورط فيها من خلال «حماس» حتى ذقون قادته والقائمين عليه!!.
كان معمر القذافي قد إخترع في لبيبا كبديل للدولة «السنوسية» الجميلة صيغة مضحكة وبائسة إسمها :»الجماهيرية» والأسوأ أنه ترتب على إنهيار هذه الجماهيرية الكرتوتية كل هذا التمزق المرعب الذي إزداد مأساوية بأن قرارات هذا البلد الذي من المفترض أنه عربي أصبحت «تتناهشها» الدول التي تتصارع على خيراته وعلى «نفطه» الذي لم ينعم به الشعب الليبي خلال المرحلة القذافية ولا للحظة واحدة!!.
وهكذا فإنها ليست مبالغة زائدة على اللزوم أنْ يكون هناك مخاوف لا بل وتحذيرات من «سايكس- بيكو» جديدة وإلا ما معنى أن تكون أوضاع العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان.. والأشقاء الفلسطينيين هي هذه الأوضاع المأساوية؟ّ! وأيضاً ما معنى أن التمزق الطائفي والمذهبي غدا يهدد معظم هذه الدول؟ وما معنى أن إيران غدت تشكل رقماً أساسياًّ في المعادلة العربية؟! وما معنى أن ظاهرة القواعد الأجنبية قد عادت إلى منطقتنا «التعيسة» هذه في حين أن الألفية الثالثة قد إقتربت من أن تستكمل العام العشرين من عمرها؟!.