Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Sep-2017

الأزمة الأميركية- الكورية: السيناريوهات المحتملة - عارف عادل مرشد
 
الراي - صعّدت كوريا الشمالية (جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية) لهجة التحدي مع احتفالها بالذكرى الـ 69 لتأسيسها -تأسست في 9/ 9/ 1948- وذلك بعد أيام فقط من سادس وأكبر تجاربها النووية.
 
فقد فجرت كوريا الشمالية الأزمة الأشد في تاريخ علاقاتها المضطربة مع جيرانها بعامة والولايات المتحدة الأميركية بخاصة عندما أعلنت في مطلع هذا الشهر عن نجاح تجربتها النووية السادسة-أول تجربة نووية لكوريا الشمالية كانت عام 2006- وهي لقنبلة هيدروجينية يمكن حملها على صواريخ عابرة للقارات. وقد أجريت التجربة تحت الأرض في منطقة «بونغي ري» الجبلية حيث تُجري كوريا الشمالية تجاربها النووية في هذه المنطقة التي تقع في شمالها الشرقي. ويُعتقد أن هذه التجربة أقوى ثلاث مرات من القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية فدمرتها عام 1945، كما تسببت التجربة بهزة أرضية شعر بها الناس على الحدود الصينية.
 
وبين اتهامات أميركية ودولية لكوريا الشمالية، بأنها تزعزع استقرار العالم وتجعله على حافة الهاوية، ودفاع من قبل كوريا الشمالية عن موقفها بأنه يمثل دفاعاً عن النفس, في وجه المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية, تجد القضية صدى في المنطقة العربية وفي مناطق أخرى, وسط حديث عن نجاح دولة محاصرة هي كوريا الشمالية في تحدي الإرادة الأميركية, التي ينظر إليها كثيرون في أنحاء العالم على أنها المهيمنة والمسيطرة.
 
وبناء على ما سبق, هناك عدد من السيناريوهات المتوقعة في المرحلة المقبلة للسيطرة على الأزمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة, تتراوح بين الحل العسكري وفرض المزيد من العقوبات والحل الدبلوماسي, ويأتي في مقدمتها: السيناريو الأول: سيناريو المفاوضات السلمية, في ظل حسابات للخسائر الاستراتيجية في هذا التوقيت تحديداً, تدفع الطرفين للجلوس لمائدة المفاوضات السداسية لحل الأزمة الكورية الأميركية والتي تضم: كوريا الشمالية،كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة الأميركية, اليابان، روسيا, والصين مرة أخرى، ولكن وفق شروط ومتطلبات جديدة.
 
يدعم هذا السيناريو وجود أطراف دولية أخرى على خط الأزمة تلعب دوراً مؤثراً في مسارها المستقبلي, إذ قدمت الصين عرضاً للولايات المتحدة من أجل وقف التصعيد بين البلدين, ينص على «التعليق مقابل التعليق», أي أن توقف بيونج يانج أنشطتها النووية والبالستية فيما توقف واشنطن مناوراتها العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية.
 
السيناريو الثاني: سيناريو فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية, التي تخضع لثلاثة أنواع من العقوبات الاقتصادية.
 
ويسود اعتقادات بأن تحويلات العمالة في الخارج، وصادرات النسيج من بين أهم مصادر الدخل المتبقية لكوريا الشمالية.
 
أما السيناريو الثالث والأخير فهو: سيناريو الخيارات العسكرية, التي تراوح بين توجيه ضربة محدودة تستهدف القضاء على القدرات النووية, وهي مغامرة غير مأمونة حيث أنه لا توجد خريطة واضحة لمواقع الأهداف النووية والكثير منها مخبأ، وتوجيه ضربة استباقية وقائية للتخلص من الرئيس الكوري «كيم جونج أون», وهو أمر شبه مستحيل حيث أنه يوصف بأنه الرجل الأكثر حراسة على وجه الأرض, كما أنه لا توجد أي ضمانات أن من سيخلفه سيكون مختلفاً. وهذه الخيارات مستبعدة من جانب جميع المسؤولين الأميركيين، وكذلك من حلفاء الولايات المتحدة (اليابان وكوريا الجنوبية). فأي مواجهة عسكرية مع دولة مثل كوريا الشمالية يتجاوز حجم قواتها العسكرية المليون جندي, سوف تكون له عواقب وخيمة ليس على دول الجوار فقط بل على دول العالم أجمع وربما بداية لاندلاع حرب عالمية ثالثة قد ينزلق فيها الطرفان إلى الحرب النووية المدمرة.