Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Jun-2019

ما لا يعرفه «كوشنر» !!*صالح القلاب

 الراي-حسب تصريحات سابقة فالمتوقع أن يكشف كوشنر عن مضمون مبادراته أو «مؤامراته» بعد إنقضاء رمضان المبارك ولأن محتوى الكتاب يُفهم من عنوانه، كما يقال، فإن ما صرح به وتحدث عنه هذا المسؤول الأميركي يدل على أنه لا حلّ جدياًّ للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وللقضية الفلسطينية طالما أن صهر الرئيس الأميركي ينطلق من مفاهيم خاطئة وتقديرات «عرجاء» وغير صحيحة عنوانها أن الفلسطينيين يريدون خبزاً على حساب «الكرامة» وأنهم يتطلعون إلى حياة أفضل بديلاً لقضيتهم المقدسة التي لا أهم منها قضية.

 
كان كوشنر قبل أن يحين موعد إعلان مبادرته، التي من كثرة ما جرى الترويج لها باتت بصورة عامة شبه معروفة، قد قال وفقاً لـ «سي.إن.إن»: «إنها تحل القضايا العالقة كلها وهي القدس والحدود واللاجئين».. وهنا فإن المفترض أن ذكر «الحدود» يعني أنَّ هناك دولة فلسطينية وفقاً للقرارات الدولية المتعلقة بهذا الشأن وأهمها قرارات الأمم المتحدة.
 
لكن ما عجَّل في رفض هذه «الخطة»، أو «المؤامرة»، لا فرق هو أن إدارة ترمب «عمّ كوشنر» قد رفضت مسبقاً الإلتزام بحلِّ الدولتين الذي هو أساس أي حلٍّ جدي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي الذي هو صراع عربي – إسرائيلي والذي بموجبه أن يقيم الفلسطينيون دولتهم المستقلة في الجزء الذي إحتله الإسرائيليون في يونيو (حزيران) عام 1967.
 
والواضح أن هذا الـ «كوشنر»، رغم أنه كما قال بقي يعمل على هذه «الخطة» على مدى عامين، لم يستوعب حقيقة الصراع ولم يدرك أن المسألة ليس مسألة «دولارات» و«حياة أفضل» وإنما مسألة وطن تم إغتصابه بالمؤامرات وبالحروب والأسلحة وإنه بالنسبة للشعب الفلسطيني لا يمكن التخلي عنه ولو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في شماله ولو أفرغوا كل الخزائن الأميركية وفوقها خزائن العالم كله من أجل التخلي عن مجرد ذرة تراب منه.
 
يجب أن يدرك هذا الـ «كوشنر» أنَّ هناك شيئاً إسمه :«لعنة فلسطين» وأن هذه اللعنة قد «حلَّت» على كل الذين تآمروا على هذه القضية الفلسطينية وأن هذه اللعنة بإنتظار أي متآمر جديد وإن «الحياة الأفضل» بالنسبة للشعب الفلسطيني وأيضاً بالنسبة للعرب والمسلمين وكل شريف في الكرة الأرضية هي عندما تقوم دولة فلسطينية ولو على جزء من فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. فالقدس بالنسبة لهؤلاء جميعاً ليس مجرد أكوام من الحجارة القديمة.. إنها المثابة المقدسة نحو السماء وإنها مسرى النبي محمد في معراجه نحو الحقيقة الأبدية – السرمدية وإنها المكان الذي تخضب بدماء المسيح..لقد مرَّت على هذه المدينة إحتلالات لكن كل المحتلين خرجوا منها يجرون «أذيال» الخيبة وبقيت هي شامخة يجلجل صدى مآذن مساجدها وصدى أجراس كنائسها في أربع رياح الكرة الأرضية.. إنَّ القدس عربية وستبقى عربية وعلى صهر ترمب أنْ يقرأ التاريخ قراءة صحيحة.