Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Aug-2017

عمان والمحافظات تشتعل برصاص ‘‘الانتخابات‘‘ ودعوات لعقوبات قانونية رادعة

 

عبد الله الربيحات
عمان - الغد- رغم تحذيرات الجهات الأمنية والرسمية من استخدام الأسلحة النارية للتعبير عن الفرح والابتهاج، نظرا لتكرار الحوادث التي أودت بحياة العديد من المواطنين مؤخرا، إلا أن العديدين من مناصري ومؤيدي مرشحي الانتخابات البلدية واللامركزية أثاروا القلق بإطلاق صليات الرصاص والأعيرة النارية عقب إعلان النتائج الأولية للانتخابات أول من أمس.
مصدر أمني أكد لـ"الغد" أن الأجهزة الأمنية تلقت منذ مساء أول من أمس العديد من الشكاوى تقدم بها مواطنون جراء إطلاق مؤازرين لمرشحين فائزين في الانتخابات للعيارات النارية، "دون اكتراث للنتائج الوخيمة التي من شأنها أن تحول الفرح إلى حزن"، مؤكدا أن الجهات الأمنية "تتابع هذه الشكاوى لاتخاذ الإجراء القانوني المناسب بحق المخالفين".
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني أكد خلال لقائه العام الماضي وجهاء عمان أن "هناك جدية في التعامل مع هذا الموضوع (إطلاق العيارات النارية)، ولن تكون هناك واسطات أبدا بعد اليوم، ليس هناك من يعتقد أنه ابن فلان أو أن لديه منصبا، وسنتخذ الإجراءات. حتى لو كان ابني هو من يطلق العيارات النارية في المناسبات".
وطالب جلالته حينها الأجهزة الأمنية بأن تتخذ كل الإجراءات بحق كل من يستخدم السلاح في المناسبات والاحتفالات.
أستاذ علم الاجتماع الدكتور محمد الفقها بين ان إطلاق العيارات النارية هو "ظاهرة سلبية وغير حضارية، وتنم عن جهل كبير، لذا يجب على الجميع محاربتُها"، متسائلا "من يتحمل مسؤولية دم الأبرياء؟".
وأضاف، أن حمل السلاح واستعمالَه في إطلاق العيارات النارية العشوائية بمختلف المناسبات "يتنافى مع أبسط مفاهيم المجتمع المدني، وهو وسيلة غير حضارية، ويتنافى مع اعتبار الأردن من البلاد المتمدنة والمتطورة"، مشيرا إلى أنه رغم كل ذلك، فقد عادت الظاهرة بكثافة بالتزامن مع مناسبتين هما إعلان نتائج الثانوية العامة (التوجيهي) والنتائج الأولية للانتخابات أول من أمس".
المواطن محمود الخوالدة بين لـ"الغد" أن "مشكلة إطلاق العيارات النارية بالمناسبات الاجتماعية "لها جذور اجتماعية وثقافية"، إلا أن المتغيرات التي طرأت على "مفهوم الدولة ودورها جعلت من الضرورة بمكان تغيير بعض العادات والسلوكات الاجتماعية والثقافية بما يتناسب والعصر الذي نعيش فيه".
وأضاف، أن هناك "قصصا كثيرة عشنا وقائعها عن قرب أو سمعنا عنها من أصحابها الحقيقيين في سنوات سابقة بدأت بلحظات سعيدة سبقتها أحلام وأمنيات، لكنها انتهت بدموعٍ ساخنةٍ وحسراتٍ موجعةٍ وصراخٍ مؤلم".
وقال "لقد سمعنا ذات يوم أن رصاصة طائشة أودت بحياة عروس يوم زفافها، وأن شابا في مقتبل العمر قضى أيضا بمثل هذه الرصاصة العمياء في إحدى المناسبات، وسقط طفل جراء إصابته بعيار ناري ثالث"، لافتا إلى أن ظاهرة إطلاق الرصاص في الأعراس والمناسبات "طالما آلمت أناسا وأبكت آخرين، وطالما انتهت إلى نتائج بشعة وأذى كبير".
إبراهيم الشرفا بين أن هذه الظاهرة تتجلى أكثر في مواسم الصيف كل عام ويذهب ضحيتها العديد من المواطنين غالبيتهم في مقتبل العمر، وبعضهم يصاب بعاهات دائمة.
وقال الشرفا "رغم كل الجهود التي بذلت للحد من هذه الظاهرة سواء بتغليظ العقوبات أو تداعي مؤسسات المجتمع المدني والعشائر في مختلف مناطق المملكة الى إعلان وثائق شرف لمقاطعة أصحاب المناسبات التي يتم فيها إطلاق العيارات النارية، إضافة إلى الحملات التوعوية التي تقوم بها المؤسسات ذات العلاقة، إلا أن الظاهرة ماتزالت تتجذر في المجتمع الأردني".
وأشار إلى أن ما حدث أمس مع إعلان نتائج الانتخابات "أكبر دليل على أن الظاهرة ماتزال تتسع مع استخدام أسلحة أوتوماتيكية من أشخاص غير قادرين على التحكم بها".
محمد ناصر من جهته أعاد "تعمق هذه الظاهرة في المجتمع الأردني إلى الوساطات التي تحول دون تطبيق القوانين، إضافة إلى وفرة السلاح بين أيدي الشباب دون رقابة من ذويهم.. والنتيجة ضحايا عادة ما يكونون من الشباب أنفسهم".
وأضاف، أن "التعبير عن الفرح مشاعر إنسانية نبيلة وينبغي أن يكون بوسائل راقية ونبيلة لا بوسائل بدائية لها آثار مدمرة على الجميع"، داعيا إلى "التوقف عن التوسط لمطلقي العيارات النارية في المناسبات، وعدم السماح لهم بالإفلات من العقوبات الرادعة كي لا نشجع آخرين على ممارسة هذه الظاهرة السيئة".