Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2019

خبراء: الوصاية الهاشمية على القدس متجذرة منذ حادثة الاسراء والمعراج

  الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس الشريف متجذرة منذ حادثة الاسراء والمعراج ، وهي خير ضمان لاحترامها والمحافظة عليها ، وأكبر دليل على أن الوصاية على القدس هي للهاشميين .

 
ولعل الدور الهاشمي في حماية المقدسات والوصاية عليها ، دور فريد ، بصمته واضحة في القدس الشريف ، سواء في رعاية المقدسات الاسلامية أو المسيحية منها ، فقد قاموا بدور مهم في الحفاظ على الثقافة والعمارة الإسلامية في القدس، فكانوا الأمناء على الأماكن الإسلامية المقدسة فيها، وما إعادة بناء منبر صلاح الدين إلاّ أحد الأعمال المهمة العديدة التي قام بها الهاشميون للحفاظ على الأماكن المقدسة وصيانتها على مدى العقود الأخيرة. خبراء ومختصون اكدوا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) تأييدهم ودعمهم للوصاية الهاشمية على القدس مشيدين بالاجراءات الملكية بشقيها الدعم المادي المباشر أو المؤسسي المتمثل بمتابعة الحكومة والتأكيد على أن القدس والمقدسيين والمقدسات الاسلامية والمسيحية ما تزال في قلوب وأفعال الهاشميين ومن ورائهم الشعب الأردني.
 
وقال خبير القانون الدولي المحامي الدكتور انيس فوزي قاسم أن الإسرائيليين قد اعترفوا بالدور الهاشمي في القدس من خلال معاهدة وادي عربة، باعتبار أن الإلتزام الدولي هو أمر مفروض على إسرائيل ، وعليها أن تحترمه ، وأن تحافظ عليه دون أية إستثناءات ، ذلك أن الإعتراف بالولاية الهاشمية على الأماكن المقدسة لم تأتِ بشروط في المعاهدة. وأضاف أن هنالك التزاما دوليا آخر من خلال اتفاق شفوي تم في العام 2014 بين جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وبشهادة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، يضمن المحافظة على الدور الهاشمي في القدس والأماكن المقدّسة دون إحداث أية استفزازات اسرائيلية، موضحا ان هذا الاتفاق يعتبر تعهدا دوليا وبشهادة الدولة الراعية للكيان الصهيوني. وأشار إلى تنازل القيادة الفلسطينية في العام 2015 عن أي دور لها في القدس والمقدسات لجلالة الملك عبدالله الثاني ، وقال ان هذه الإلتزامات الدولية الثلاث المتتالية كافية للإقرار بالدور الهاشمي في المقدسات الدينية في مدينة القدس، مبينا أن ما يدعم ذلك مقولة جلالة الملك في زيارته مؤخرا لمحافظة الزرقاء بأن دور الهاشميين في القدس خط أحمر.
 
وزير الخارجية الأسبق الدكتور حازم نسيبة، أعرب عن ‏سعادته بتصريحات‏ جلالة الملك عبدالله الثاني أمام جموع المواطنين ‏في الزرقاء ، اذ أكد فيها أن القدس ‏ومقدساتها خط ‏احمر ولا يمكن إطلاقا وفي أي ظرف من الظروف التنازل عنها. ‏وبين أنه لم يكن تصريح جلالته غريبا ‏فالوصاية الهاشمية تعود جذورها إلى صلب العقيدة الإسلامية التي جسدتها حادثة ‏الإسراء والمعراج لنبينا الهاشمي صلى الله عليه وسلم قبل 1400عام. ‏وأشار إلى أن مبايعة أهل فلسطين لقائد الثورة العربية الكبرى الشريف الحسين بن علي ، على الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس وفلسطين عامة ، هي تأكيدات عصرنا الحديث على الوصاية الهاشمية .
 
وقال ‏إن رغبة أهل فلسطين جميعهم بأن يكون المثوى الاخير للشريف الحسين طيب الله ثراه في الحرم القدسي الشريف في رحاب المسجد الأقصى المبارك ، دليل واضح على تقدير وتكريم الفلسطينيين للحسين على مساهمته المعنوية والمادية ‏الكبيرة في دعم المسجد الأقصى المبارك والحفاظ عليه أمانة في أعناق الهاشميين منذ ذلك الحين. وأضاف ‏ ‏لقد تواصل الالتزام الهاشمي بحماية القدس عندما أصر المغفور له الملك عبدالله ابن الحسين المؤسس على إرسال الجيش الأردني العربي المظفر لإنقاذ القدس في الساعات الهالكات الحاسمات ‏عندما كان العدو الصهيوني يدك أسوار القدس القديمة ، فيردهم خائبين.
 
واشار الى تواصل الدعم الهاشمي للقدس ، مبينا أن محبة القدس كانت تفيض في وجدان المغفور له الملك الحسين بن طلال ، الذي واصل الدفاع عنها ونصرتها في مختلف المحافل خاصة بعد كارثة سقوطها بيد العدو الصهيوني . وقال ان عطايا الحسين طيب الله ثراه ‏لصيانة المسجد الأقصى المبارك بشكل متواصل كانت جلية للجميع ، ‏حتى انه باع بيته في لندن لتخصيص المبلغ لتغليف قبة الصخرة المشرفة بالذهب ، التي لا تزال شاهدة على نصرة الهاشميين للقدس والمقدسات . ‏وأشار الى الدعم الذي يقدمه جلالة الملك عبدالله الثاني بإصرار وعزيمة ، بالرغم من جميع العقبات التي يضعها الإحتلال الإسرائيلي في فلسطين، فهي جهود يعرفها القاصي والداني ، وهي جزء مما نراه كل يوم وكان آخرها ذلك اللقاء الكريم في الزرقاء أمام جموع المواطنين . وقال : "وإنني كمقدسي أؤيد جهود جلالة الملك العظيمة في الحفاظ على قدسية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس . 
 
وقال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان :" لو لم تكن الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات موجودة لاوجدناها وطالبنا بها لتبقى دائمة وابدية "،متسائلا : " من أحق بالوصاية من آل البيت" ؟ وقال ان الوصاية الهاشمية على القدس ومقدساتها ليست وليدة اليوم او الامس القريب، كما انها ليست وليدة الاحداث التي عصفت بالارض المقدسة في فلسطين والقدس، وليست نتيجة للاطماع الصهيونية في القدس ومقدساتها الموسومة بمخططها في هدم الاقصى وبناء الهيكل المزعوم، فالوصاية الهاشمية ترتبط بآل البيت الكرام . وأضاف لهذا نرى ان الهاشميين كان ارتباطهم تاريخياً بعقد شرعي واخلاقي مع مكة المكرمة والمقدسات الاسلامية فحفظوا لها مكانتها ونأوا بها عن خصومات السياسة، كذلك كان حالهم مع القدس الشريف اولى القبلتين متلازماً مع تأكيد تبنيهم لرسالتهم التي ناضلوا من اجلها وهي حفظ كرامة الامة وبناء وحدتها وجمع صفها وكلمتها.
 
وأشار إلى أن الدبلوماسية الاردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني استطاعت تجاوز العديد من المعيقات التي وضعها الاحتلال لمنع اتمام عمليات الإعمار والصيانة، حيث حاولت سلطة الاحتلال منع ادخال مواد الترميم لمواقع المشاريع، إضافة الى سياسة التدخل في اجراءات الترميم نفسها.
 
فقد اعاقت سلطات الاحتلال أكثر من (15) مشروع اعمار وترميم ، مشترطة ضرورة الحصول على إذن مسبق لبدء العمل أو ادخال المواد اللازمة لذلك، كذلك اشتراطها مشاركة موظفي سلطة آثار الاحتلال في التنفيذ، وكثيراً ما تمارس سياسة اعتقال عمال الترميم وسحب هوياتهم وحتى اعتقال مدير مشاريع لجنة الاعمار وهو موظف في وزارة الأوقاف الأردنية. واشار الى انشاء الصناديق الهاشمية المالية المعنية بدعم عمليات الاعمار، موضحا ان الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أطلقت عدة حملات مالية منها ما تم مؤخراً بإطلاق حملة بعنوان ( من للقدس الا أنت) لتقديم الدعم في المجالات الطبية والتعليمية اضافة الى المعونات المقدمة للمقدسيين للتخفيف من آثار الاحتلال الثقيلة عليهم.
 
وبين أن جميع هذه الاجراءات الهاشمية بشقيها الدعم الملكي المباشر أو المؤسسي بتوجيهات القيادة الهاشمية ومتابعة من الحكومة الأردنية تأكيد على أن القدس والمقدسيين والمقدسات الاسلامية والمسيحية ما تزال في قلوب وأفعال الهاشميين ومن ورائهم الشعب الأردني. وقال ان الهاشميين قاموا بدور مهم في الحفاظ على الثقافة والعمارة الإسلامية في القدس، فكانوا الأمناء على الأماكن الإسلامية المقدسة فيها،مشيرا الى ان إعادة بناء منبر صلاح الدين ليس إلاّ أحد الأعمال المهمة العديدة التي قام بها الملوك الهاشميون للحفاظ على الأماكن المقدسة وصيانتها على مدى العقود الأخيرة .
 
وأكد على ان ما يدل على اهمية القدس لدى الهاشميين مستوى الوفد الاردني المرافق للملك في قمة اسطنبول والذي شمل اشقاء جلالته الاربعة، الامراء فيصل وعلي وحمزة وهاشم ما يمثل رسالة أردنية تؤكد خصوصية ملف القدس للعائلة الهاشمية من منطلق مسؤولية الإشراف والرعاية للقدس والمقدسات، وفق بعد تاريخي متوارث، كما يمثل في أحد جوانبه ردا على أي ادعاءات لغير الهاشميين بالوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
 
واكد الأكاديمي في جامعة اليرموك الدكتور مخلد الزيودي على أن الوصاية على القدس تاريخية وهي للهاشميين، وأن ما قام به الهاشميون منذ استلامهم زمام الحكم لا يستطيع أحد المزاودة عليه أو إنكاره.
 
ودعا الى دعم الاردن داخليا وعلى المستويين العربي والاسلامي لمساندته وقيادته الهاشمية للمحافظة على القدس والمقدسات.
 
"الوصاية لم تكن يوما حبرا على ورق" يؤكد مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر، وان هذه الوصاية كانت على أرض الواقع فعلا كبيرا لا حدود له ، تمثل بالدعم المعنوي والمادي، والوقوف الى جانب المقدسيين مسلمين ومسيحيين في كل الظروف التي تعرضوا لها.
 
واضاف ان الجميع يدرك تمام الإدراك أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في الشرق الأوسط رغم أحداث ما يسمى بالربيع العربي ، وأن هذه القضية حية لا تموت وهذا ما أكده على الدوام جلالة الملك عبد الله الثاني والدبلوماسية الأردنية التي يقودها.
 
ولفت إلى أن النظر الى قضية القدس يكون من خلال بعدين، الاول سياسي وهي انها عاصمة الدولة الفلسطينية ، والثاني أن بها مقدسات للمسلمين والمسيحيين، لذلك فالأردن ومنذ زمن بعيد لم يترك فلسطين ولن يتركها.
 
وأشار الى أن جلالة الملك تبرع لكنيسة القيامة ، وقال ان هذا دليل للعالم أن الاهتمام الهاشمي لم يكن فقط للمقدسات الاسلامية بل وحتى المسيحية التي أدرجت باتفاقية 2013 بحضور جلالته والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
 
وعن نظرة المسيحيين للوصاية، قال الأب رفعت بدر إن هذه الوصاية أمر تاريخي وان الأردن من بين أكثر الدول التي تسعى لبث روح التسامح واحترام الأديان وترفض الإرهاب والعنف، وهو ما تمثل بالوئام الذي يسود الاردن بين الجميع.
 
" الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات خط أحمر لن يستطيع احد اختراقه أو المساس به" حسب رئيس لجنة خدمات مخيم الزرقاء عامر جادو، مؤكدا ان الهاشميين مؤتمنين على المسجد الاقصى والقدس عامة .
 
وقال انه وابناء مخيم الزرقاء لن يقبلوا بغير الهاشميين أوصياء على القدس ، مشيرا الى ثبات موقف جلالة الملك عبد الله تجاه القضية الفلسطينية مهما تعرض جلالته لضغوطات خارجية ، فحاله كحال من سبقه من الهاشميين الاغرار.
 
وقال : " لن ننسى ما قدمه جلالة الملك من اجل تحسين أوضاع القدس والموظفين القائمين على خدمته "، موضحا ان الاردن على استعداد لبذل كل ما بوسعه للمسجد الأقصى على الرغم من محدودية الامكانات.
 
رئيس لجنة مخيم البقعة وليد عبد الرحمن قال ان الوصاية الهاشمية على القدس راسخة عبر التاريخ ولن تتغير ،مؤكدا ان المملكة هي التي تنصر المسجد الأقصى وتقف إلى جانب قضيته في كل المواقف.
 
وأشار إلى الانجازات التي حققها الهاشميون في وصايتهم كفتح الإغلاقات على المصلين وتعيين موظفين وحراس لخدمة المسجد إضافة لبناء منبر صلاح الدين الأيوبي والإنفاقات على ترميم وإعمار المسجد الأقصى وغيرها الكثير، مثمنا جهود الهاشميين في الحفاظ على القدس والمقدسات الإسلامية.
 
رئيس لجنة خدمات مخيم الوحدات عبد الفتاح الكوز قال ان ابناء المخيمات يقدرون دائما مواقف الاردن وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مع القضية الفلسطينية وهي في وجدان الاردنيين الهاشميين وتعتبر القضية المركزية بالنسبة للاردن.
 
وأضاف أن ابناء المخيمات في الاردن - بلد المهاجرين والانصار - يؤكدون دائما على أنه لولا مواقف الهاشميين ودعمهم للقضية الفلسطينية وما يقدموه من دعم مالي وسياسي ودولي للحفاظ على القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية لكان الوضع غير ذلك.
 
وأشار الى أنه رغم كل مايحاك ضد القضية الفلسطينية الا ان مواقف الملك والاردن مشرفة لافتا الى أن أبناء المخيمات تقف صفا واحدا خلف القيادة القيادة الارنية في موضوع الوصاية الهاشمية على المقدسات ولولا مواقف الملك التاريخية تجاه القدس والمقدسات لتم تهويدها .
 
واعتبر الكوز كل من يشكك بالوصاية الهاشمية خائن ويعبر عن نفسه مؤكدا ان صمود الاردن هو صمود لفلسطين.
 
--(بترا)