Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Apr-2019

جلسة حوارية تناقش كتاب «أنا سلفي» لمحمد أبو رمان

 الدستور-عقد في المكتبة الوطنية، مساء أول أمس، وبالتعاون مع نادي سيدات عمان، جلسة حوارية مع الدكتور محمد أبو رمان وزير الثقافة ووزير الشباب، للحديث عن كتابه «أنا سلفي»، وقدم دراسة نقدية للكتاب الدكتورة رزان إبراهيم  وأدار الحوار السيدة ربى أبو غوش.

واستهلت د. إبراهيم الجلسة بالقول: يحيل عنوان الكتاب يحيل إلى الهوية الواقعة ما بين قطبين: الواقعي والمتخيل، وأن الكتاب يعتمد على مراجع متخصصة في علم الاجتماع للتدليل على الموضوع الرئيس، كما وأن التعريف بالسلفية جاء في الكتاب بشكل متدرج، ويعتبر مصطلحا إشكاليا فضفاضا انطلقت منه الكثير من التيارات المتنوعة، وهو ظاهرة تحاول أن تستعيد الإسلام بصورته النقية كما كان في القرون الثلاثة الأولى من الحضارة الإسلامية، والعودة إلى السلف الصالح، كما وجاءت كرد على تهديد الهوية الإسلامية. 
وقالت: هناك ثلاثة أنواع رئيسة للسلفية منها السلفية التقليدية التي ترفض العمل السياسي وتدعو إلى وجوب طاعة أولي الأمر والسلفية الجهادية التي جاءت بتكفير الحكومات العلمانية وتتبنى التغيير الجذري المسلح، والسلفية الحركية وهي شخصية انتقالية غير مستقرة، فهي أقل وضوحًا، وأكثر ارتباكًا وقلقًا من التقليديين والجهاديين، ارتباكها هذا ناتج عن «تذبذب» مواقفها من العمل السياسي ومن مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي ظهر من خلالها جيل من الأكاديميين خرجوا من التيار السلفي وكانوا على خلاف مع التيار التقليدي وكان لهم موقف في الربيع العربي وتوجه بالعودة إلى العمل المدني ومن دون استخدام السلاح.
من جهته قال د. أبو رمان إنه قام بتأليف هذا الكتاب كباحث وخبير في الحركات الإسلامية، كبحث في الهوية الواقعية والمتخيلة لدى السلفيين حيث إن التيار السلفي هو أكثر تيار يتمدد ويتوسع ويكتسب أرضية بألوانه المختلفة، ولأن الكثير من الأوساط الاجتماعية والسياسية لديهم تأطير لهذا التيار الموجود في المجتمع وله تاريخه وحضوره. كما وقال إن الكتاب يحاول تجسير الانفصال ما بين النخب المثقفة وهذا التيار الواسع، وانه أراد من خلال هذا الكتاب أن يجعل السلفي يتحدث عن نفسه: كيف يتخيل السلفي نفسه وكيف ينظر له المجتمع في الواقع.
وبيّن د. أبو رمان بأنه خلال عمله على الكتاب وجد أن التيار تطغى لديه فكرة الدفاع عن الهوية النقية، وأن أفضل فكرة لدراسته هي مقاربته لسوسيولوجيا الهوية وهي البناء الاجتماعي للهوية بوصفها هويات غير ثابتة، متحولة حسب السياقات، تمثل رديفًا للانتماء إلى فئة اجتماعية معينة وتماثل الهوية كعملية تكيف للفرد داخل المجموعة من جهة، وعملية تمايز يتميز أو يميز بها الفرد نفسه عن الآخرين متخلقَا صفات خاصة به، محاولًا التأثير في محيطه الاجتماع، التي تم أخذها من خمسة مدارس اجتماعية أمريكية وأوروبية، حيث وجد أن في كل فكرة في هذه المدارس ما يوضح هوية السلفيين، وأن هذه التجربة تكررت في كتب أخرى له مثل عاشقات الشهادة والذي تمحور حول النساء الجهاديات، وسوسيولوجيا التطرف والإرهاب في الأردن.
وأوضح د. أبو رمان نقاط التشابه والاختلاف ما بين الأنواع الثلاثة للسلفية التقليدية والجهادية والحركية وأنهم يتفقون سياسيًا على تعريف الدولة الإسلامية بأنها الدولة التي تحكم بشرع الله، يضيف بعض الحركيين إليها الالتزام بمعايير العدالة والنزاهة، والجهاديين إعلانها الجهاد والنفير العام. وينقسمون في الموقف من العمل السياسي الحزبي البرلماني ومفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. فالتقليديون والجهاديون يميلون غالبًا لرفض العمل السياسي،والحراكيون منقسمون تجاه هذا العمل وإن كان بعضهم يقبل به بشروط، مؤكدا أن كتابه لا يخرج عن الفقه الإسلامي وآراء العلماء والفقهاء، وأن السلفية أكثر تعقيداً من التسطيح الاجتماعي وهي مدرسة كبيرة وممتدة والأقوى انتشاراً وحضوراً في العالم العربي، وجاءت رداً على الحركات التي كانت تشكل خطراً على نقاء الإسلام مثل الصوفية والمعتزلة والفلسفة اليونانية.