Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Mar-2018

الأمير محمد بن سلمان: و«الثورة» التجديدية !! - صالح القلاب

 الراي - يجب النظر إلى زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى كاتدرائية الأقباط في القاهرة ولقاء البابا تواضروس على أنها تحول تاريخي ليس في مواقف المملكة العربية السعودية، على هذا الصعيد وفي هذا الصدد، وإنما في الفهم السائد إن في الغرب كله وإن في بعض الدول العربية والإسلامية لهذه المواقف التي إن هي إعتبرت أنها جديدة ومستجدة فإنها قد جاءت في إطار كل هذه التحولات الهائلة التي شهدتها هذه الدولة العربية في هذا العهد الميمون الذي خطا

خطوات نوعية فعلاً في إتجاه مستقبل سيكون عظيما بإذن االله . كانت الفكرة السائدة لدى «الأقباط» المرقسيين، وربما لدى غيرهم وبخاصة في الغرب الأوروبي وأبعد منه، إن هذا البلد العربي لا يزال يقف عند لحظة تاريخية سابقة تعود لبدايات القرن الماضي وقبل ذلك بكثير وهذا مع أن الواقع هو غير ذلك وأن المملكة العربية السعودية كانت على علاقات حميمة بل ومتينة مع مسيحيي الشرق كله وأيضاً مع «الفاتيكان» في إيطاليا وأنها قبل هذه الخطوة النوعية التاريخية التي أقدم عليها الأمير محمد بن سلمان قد إستقبلت البطريرك بشارة بطرس الراعي بطريرك الموارنة اللبنانيين الذين بقيت تربطهم علاقات متميزة ونوعية بهذا البلد الكبير والأساسي الذي كان ولا يزال يحتل موقعاً قيادياًّ في العالمين العربي والإسلامي.
وحقيقة أنه عندما ينتقل الأمير محمد بن سلمان من الأزهر الشريف إلى كنيسة الأقباط المرقسيين ومن لقاء الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطييب إلى لقاء البابا تواضروس فإنه قد وجه رسالة إلى مسيحيي بلادنا وأيضاً مسيحيي الشرق والغرب بأنَّ بعض المفاهيم السائدة لديهم ولدى غيرهم عن موقف الإسلام تجاه المسيحيين والمسيحية غير صحيحة وأنها لا تزال متأثرة ببعض التشوهات التاريخية القديمة وأن هذا الدين الحنيف يتعامل مع النصرانية كدين سماوي له كل التقدير والإحترام وهذا ينطبق أيضاً على اليهودية التي يجب ألاّ ينظر إليها من زاوية الحركة الصهيونية ومن زاوية هذه الدولة الإسرائيلية التي هي إنتاج الأطماع الإستعمارية الغربية في هذه المنطقة .
وهنا، ونحن بصدد الحديث عن هذه المسألة المهمة جداّ، فإنه لا بد من النظر إلى كل هذه التحولات الإجتماعية والسياسية التي شهدتها المملكة العربية السعودية خلال هذا العهد الميمون على أنها «ثورة» تجديدية بكل معنى الكلمة وأن جيل الشباب، الممثل فعلاً في الأمير محمد بن سلمان ونشاطه ومفاهيمه وحيويته وشجاعته في إتخاذ المواقف والقرارات الحاسمة فعلاً، هو أداة هذه «الثورة» التي إنتقلت بهذا البلد العربي من حقبة تاريخية غدت ماضية إلى حقبة تاريخية جديدة ومستجدة ومتماشية مع ركب الحضارة الكونية المنطلق كسهم يغادر قوساً مشدودة الوتر. كنّا في النصف الثاني من القرن الماضي، القرن العشرين، قد أُغرقنا بالشعارات الجميلة الواعدة إن بالنسبة للوحدة وإن بالنسبة للحرية والحياة الأفضل (الإشتراكية) لكن حصادنا بعد كل هذه السنوات الطويلة لم يكن رياحيناً ووروداً بل كل هذا الذي بتنا نراه في كل دول هذه الشعارات وذلك في حين أن هذا العهد في المملكة العربية السعودية قد بدأ «ثورته» التجديدية بالأفعال وليس بالأقوال وهنا ولملامسة هذه الحقيقة فإنه لا بد من معرفة أن هناك إلتفافاً سعودياً هائلاً من قبل الأجيال الشابة الصاعدة تحديداً حول كل هذه الخطوات التاريخية التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان وأن هناك أيضاً إسناداً حقيقياً من قبل أكثرية الذين إشتعلت رؤوسهم بالشيب!!.