Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Mar-2017

كل التقدير لموقف ريما خلف! - صالح القلاب
 
الراي - لأنني من الذين يعرفون الدكتورة ريما خلف عن قرب، عندما كانت طالبة في الجامعة الأميركية في بيروت، أو عندما كنت أنا وزيرا في الحكومة الأردنية التي كان يرأسها الدكتور عبدالرؤوف الروابده (أبوعصام)، وكانت هي نائباً فعالا لرئيس الوزراء وبخاصة في المجالات الإقتصادية، التي بقيت في طليعة إهتمامات الأردن ولحقب طويلة، فإنني أستطيع القول أن دافعها إلى الإستقالة من اللجنة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا التابعة للأمم المتحدة هو الموقف الوطني، وهو الدفاع عن فلسطين والشعب الفلسطيني بإصدار بيان بإسم الـ»يونسكو» أو الـ»اسكوا» يدين سياسات الفصل العنصري الـ»أبارتهايد» التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
 
والغريب والمستغرب أن يبادر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى رفض ما قامت به الدكتورة ريما خلف، فالمعروف عنه أنه من مؤيدي القضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين عندما كان رئيساً لوزراء البرتغال وعندما كان أميناً للحزب الإشتراكي البرتغالي ورئيسا للأممية الإشتراكية وأيضاً عندما أصبح الأمين العام للأمم المتحدة خلفاً للأمين العام السابق بان كي مون، وهذا يعني أن خللاً «ما» قد حصل وأن سوء فهم وتضارب في الصلاحيات قد حصل.
 
ومع كل التقدير لهذا الموقف الوطني (المطلوب) الذي إتخذته الدكتورة ريما خلف، فإنه إذا كان لا بد من مواجهة مع الأمين العام للأمم المتحدة، وأنا أعتقد أن هذا غير ضروري ولن تستفيد منه إلا دولة الفصل العنصري الـ «أبارتهايد» التي هي إسرائيل، فإنه على الثماني عشرة دولة عربية الأعضاء في هذه اللجنة الإقليمية.. الـ»أسكوا» أو الـ «يونيسكو» أن تقدم إستقالتها وتغادر هذه اللجنة وتوجه صفعة موجعة للسيد أنطونيو غوتيرش!!.
 
لقد سجلت الدكتورة ريما خلف موقفاً وطنياً إنسانياً هو غير غريب عليها منذ أن كانت طالبة نشطة سياسيا في الجامعة الأميركية في بيروت، لكن ما يجب أخذه بالإعتبار أن الثماني عشرة دولة عربية التي هي في حقيقة الأمر من يشكل اللجنة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا ستبادر إلى التسابق لملء الفراغ وستمضي الأمور بعد ذلك وكأن شيئاً لم يكن !!.
 
وبالطبع فإنني، أنا المسكين والعبد الفقير إلى الله جل شأنه، لست مع أي «هيزعة» كهذه فإستقالة 18»» دولة عربية من هذه اللجنة لن تحصل على الإطلاق، ثم وإن هي حصلت فإن المستفيد الوحيد منها لن يكون إلا إسرائيل التي من مصلحتها أن يعلن العرب الحرب على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وكل هذا ومع العلم أن فلسطين قد أصبحت عضوا في الـ «أسكو».. الـ»يونيسكو».