Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2018

نحن واسرائيل والرهان على الزمن - محمد كعوش

الراي -  يصفه مؤيدوه من اليمين المحافظ المتطرف واللوبي الصهيوني بأنه منقذ اسرائيل، اما هو، واعني الرئيس ترمب، فيعتقد بأن القدر اختاره ليخلص الشعب اليهودي من الحكم المعاصر ووعي الحاضر، وانه القادر الوحيد على تهويد القدس واسرائيل والاسرائيليين من المتدينين والعلمانيين، واعادتهم لزمن الخرافة والتاريخ القديم المشكوك بنواياه واهدافه، لاقامة دولتهم اليهودية العنصرية واعلانها "دولة قومية"، مع وعد أميركي بتصفية قضية الشعب الفلسطيني من خلال تنفيذ المشروع التصفوي"الصفقة الكبرى".

اسرائيل كانت تراهن على الزمن، على قاعدة أن الزمن يعمل لمصلحتها، كما اعتقد نتانياهو انه قادر على تجميد الزمن او تجنيده أو تحييده، لفرض الأمر الواقع التدريجي من خلال التهويد والاستيطان، بمرحلة الواقع العربي الراهن الأسوأ في التاريخ، دون أن يدرك حقيقة أن التغيير هو الثابت الوحيد في حركة الزمن. لذلك ارتطمت اسرائيل بالجدار عندما اعلنت"قومية الدولة" وظهرت امام العالم كدولة عنصرية، بحيث فتحت جدلا وصراعا فكريا وسياسيا حتى داخل البيت اليهودي في اسرائيل وخارجها، كما احرجت الدول الغربية المؤيدة والداعمة لها.
الحقيقة تؤكد ان الزمن الاسرائيلي هرب وتلاشى وبقي لنتانياهو وهّم الرهان على الزمن وسراب الأمر الواقع والخواء، خصوصا بعد اعلان واشنطن عن تأجيل تنفيذ مشروع الصفقة الكبرى وهو المشروع الارتجالي غير المدروس، والذي شكّل تأجيله صدمة لحكومة نتانياهو والمجتمع الاسرائيلي.
تأجيل الصفقة–الصدمة قد يكون بسبب تلاشي اللحظة التاريخية، وعدم نضوج الفكرة المشبوهة التي لاقت معارضة شعبية عربية ودولية واسعة، وهنا أجزم بأن السبب الرئيس للتأجيل هو الحسم العسكري في الساحة السورية، وصمود الشعب والجيش والدولة بكل مؤسساتها، وفشل مشروع التقسيم.
هذا الواقع الجديد، يحمل في طياته تطورات كثيرة وكبيرة، بحيث ستتغير التحالفات بسرعة، ويهرول الجميع لتبني الحل السياسي في سوريا، لأن ما حدث في سوريا يشكل حدا فاصلا بين تاريخين، الفضل فيه للصمود السوري الأسطوري الذي افشل مشروع التفكيك والتقسيم.
ولكن ادارة الرئيس ترمب لن تهدأ أو ترتاح، لأن على طاولة الرئيس الأميركي أجندة مزدحمة ببرامج التخريب في المنطقة وكلها تصب في مصلحة اسرائيل، واعتقد أن ترمب سلم كوشنر ملف تصفية الأونروا وهو الأخطر لأنه يهدف لالغاء قضية اللاجئين وحرمانهم من حق العودة وابعاد قضيتهم عن طاولة التفاوض في اي زمان ومكان.
في النهاية اذكر عبارة للشاعر محمود درويش الذي قال: "الماضي لا يولد من الحاضر، والحاضر لايولد من المستقبل" لذلك لا ترمب ولا نتانياهو، يستطيع فهم ديناميكية الزمن وحركة التاريخ، وستفشل كل محاولة هدفها إلغاء المشروع الوطني الفلسطيني أو كسر الروح العربية.