Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Nov-2018

انطلاق مؤتمر الرواية الأردنية الرابع «الرواية اليتيمة» بـ «مركز إربد الثقافي»
الدستور  - عمر أبو الهيجاء
انطلقت صباح أول أمس، بمركز إربد الثقافي، فعاليات (مؤتمر الرواية الأردنية الرابع بعنوان «الرواية اليتيمة»)، بمشاركة نخبة من النقاد الأردنيين، والذي افتتحه الدكتور سلطان الزغول رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ومدير مديرية ثقافة إربد بكلمة موجزة أوضح فيها أن اللجنة اختارت هذا الموضوع الطريف لقراءة أهم الروايات الأردنية التأسيسية التي شكلت منعطفا في تطور فن الرواية الأردنية خاصة والعربية على وجه العموم. كما أشار إلى أن اللجنة اختارت الروائية سميحة خريس شخصية المؤتمر هذا العام، وخصصت الجلسة الثانية من جلسات المؤتمر لقراءة منجزها وتكريمها إلى جانب الناقد الدكتور سليمان الأزرعي الذي ساهم في قراءة المنجز الروائي الأردني وإبرازه.
الجلسة الأولى أدارها الشاعر والناقد مهدي نصير بدأها الناقد نزيه أبو نضال بورقة بعنوان «فؤاد القسوس في «العودة من الشمال» عبقرية البساطة» حيث قدم قراءة في رواية القسوس اليتيمة التي تتناول مرحلة مهمة من تاريخ الأردن الاجتماعي في ثلاثينيات القرن العشرين، وتقدم رؤية متطورة في قراءة الواقع المحلي وربطه بالمحيط العربي.
ثم قدم الدكتور سليمان الأزرعي قراءته في رواية»أنت منذ اليوم» لتيسير السبول اليتيمة التأسيسية، مؤكدا خلالها على ريادة هذه الرواية للرواية الحداثية العربية وليس الأردنية فحسب، كما تناول شخصية السبول الذي تصادف ذكرى رحيله في الخامس عشر من تشرين الثاني، فالمؤتمر ينعقد في ظل هذه الذكرى، وهو ليس ببعيد بطبيعة شخصيته وحساسيته الوطنية عن شخصية بطله الذي فكر بالانتحار ثم ترك بصيصا من الأمل في نهاية الرواية، لكن السبول أقدم على هذه الخطوة بالفعل وهو يرى انحسار الحلم العربي بتحرير فلسطين عام 1973.
من جانبه تناول الدكتور محمد عبيدالله الرواية نفسها مؤكدا على مكانتها المتميزة كأول رواية حداثية عربية لم تكن الرواية قبلها مثلما صارت بعدها، مشيرا إلى أبرز ملامحها الفنية كالتشظي والانفتاح زمانيا ومكانيا وعدم إظهار ملامح واضحة للشخصيات بشكل مقصود وكجزء من لعبة الحداثة في الرواية.
 بعد ذلك قدم القاص والناقد ربيع محمود ربيع قراءته في رواية الكابوس لأمين شنار التي كتبت في الفترة التي كتبت فيها رواية السبول نفسها، وجاءت بعنوان «الكابوس» لأمين شنار بين الأيديولوجيا والرمزية المتأخرة»، مؤكدا على أن هذه الرواية ظلمت؛ لأن رواية السبول نالت الاهتمام كله على حسابها بسبب انتحار صاحبها، في حين أن شنار قد انتحر هو الآخر معنويا على طريقته، فقد اعتزل بداية السبعينيات الناس واعتكف وتوقف عن كتابة الرواية. فعلى الرغم من أن هذه الرواية متميزة حداثيا ونالت جائزة ملحق جريدة النهار مناصفة مع رواية السبول إلا أنها تاهت عبر الزمن وطُويت وصارت في الظل، بينما أُبرزت رواية «أنت منذ اليوم» واعتني بها نقديا.
واختتمت الدكتورة دعاء سلامة الجلسة بورقتها التي جاءت بعنوان «المتميز لمحمد عيد بين واقعية الافتراض وعبثية الواقع»، وقد لامست فيها كثيرا من الجوانب الحداثية في الرواية، وتطورها على مستوى قيادة دفة السرد واللغة وانعطافاتها، معطية القراءة تميزا وحيوية بأسلوبها الرائق في الطرح والتناول.
أما الجلسة الثانية التي أدارها الروائي هاشم غرايبة فتناولت منجز سميحة خريس الروائي، حيث أكد غرايبة على تميز سميحة وجلدها وقدرتها على تطوير التجربة، وقد قدم الدكتور نبيل حداد الورقة الأولى في الجلسة، تناول مسيرة سميحة خريس الروائية منذ مرحلتها الأولى الرومانسية مرورا بكتابتها الرواية التقليدية بملامحها المحفوظية الراسخة، والرواية التاريخية والملحمية بإدراك ووعي، وصولا إلى تجربتها الأكثر حداثة، موازنا بين خريس في تطورها كصاحبة مشروع روائي ظل ينمو ويتطور ونجيب محفوظ في تطور مشروعه الروائي.
ثم قدم الدكتور إبراهيم الدهون ورقة بعنوان «سميحة خريس: المنجز الإبداعي والرسالة الإنسانية السامقة» مؤكدا على تميز الكاتبة في مسيرتها الإبداعية وقدرتها على ارتياد آفاق إنسانية، خاصة في رواياتها الأخيرة. تلاه الدكتور زهير عبيدات الذي قدم ورقة بعنوان «سميحة خريس وأسئلة الرواية» حيث طرح في تساؤلاته علاقة الروائي بالواقع وقدرته على ملامسة قضايا المجتمع المهمة والعويصة وارتياد آفاق تنويرية تساهم في الانتقال بنا إلى بر أكثر دفئا.
وفي نهاية الجلسة قدمت خريس شهادة إبداعية شكرت فيها ثقافة إربد واللجنة التحضيرية والنقاد الذين أثروا المؤتمر بأوراقهم العلمية، كما أشارت إلى أن تجربتها ظلت تنمو وتتطور وتقدم أسئلتها محاولة ملامسة الإنساني والمختلف بحكم اختلافها كأردنية من الطبقة الوسطى متزوجة من عربي خارج حدود الوطن. وفي ختام المؤتمر وزع مدير ثقافة إربد الشهادات التقديرية على المشاركين، كما قدم درعا تكريميا للروائية خريس وآخر للناقد د. سليمان الأزرعي.