Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2018

أولويات عمل الحكومة.. لنتخلص من السوداوية !!* احمد حمد الحسبان
الدستور - 
بداية، لست مع من يميلون الى التشاؤم في مجال تقييم مشروع أولويات الحكومة الذي اعلنه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز قبل يومين، ولست ممن ينظرون الى الأمور بقدر من السوداوية، فالرجل بدا واثقا من مفردات مشروعه، والتزم بالتنفيذ وفقا لبرنامج معين، وطبقا لآلية تقييم ومتابعة واعلن انه تم رصد المخصصات اللازمة للتنفيذ في موازنة الدولة للعام 2019، ومن حقه ان يقدم ما لديه وان يأخذ فرصته، ومن حقنا ان نتابع ونرصد عملية التنفيذ بمعزل عن المحبطات.
واكثر من ذلك أقول اننا امام نهج جديد نتمنى ان ينجح، ونرى ان من واجبنا ان نقدم له الدعم الكامل وصولا الى برنامج النهوض الوطني الذي نبني عليه كبير الامل في الخروج من حالتنا الراهنة بشقيها، سواء التي فرضت علينا من الخارج بحكم تفاصيل ومجريات ندركها جميعا، او التي وضعتنا فيه حكوماتنا المتعاقبة، والتي تطورت ليصبح جزء منها من صنع أيدينا، وعلى شكل خيبة امل وانعدام ثقة تحولت الى صراع غير محدد الأطراف، والى حالة راهنة اقرب ما تكون» صراع الكل مع الكل»، وفقدان الثقة بكل شيء، و» الطخ « في كل الاتجاهات، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تلك الحالة.
بالطبع، لا أقول ذلك تزكية لمشروع الأولويات، وتفاصيلها، فالمشروع فضفاض وكبير، وقد يحتاج الى معجزة من اجل تحقيقه، وبالتالي من حق أي اردني ان ينتقده، وان يتحدث عنه، ولكن من دون سوداوية، ولا تجريح للقائمين عليه، ومن دون التركيز على المحبطات.
على سبيل المثال، نعلم ان الأولوية يجب ان تتجه لتطوير الخدمات الصحية القائمة قبل التفكير في شمول فئات جديدة بالتأمين الصحي، ونعلم ان جزءا من مشكلة الخدمات الصحية هو التوسع في مظلة التامين الصحي» إعلاميا وواقعيا»، وتراجع مستوى الخدمات الى ادنى قدر ممكن وعدم الاعتراف بعجز البنية التحتية الصحية عن استيعاب المستجدات.
ونعلم أيضا ان البنية التحتية لقطاع النقل تجعل من الصعب جدا ـ على المدى المنظور ـ ان يتم تنظيم حركة الانطلاق ضمن برامج ومواعيد محددة.
ونرى ان تجربتنا مع التشغيل كانت اكثر من فاشلة، وان الأرقام التي أعلنت في سنوات سابقة كانت صورية، ولا علاقة لها بالحقيقة، وان الاقتصاد الوطني يعاني من ركود دفع بالشركات الى اقالة الكثير من العاملين وليس فتح فرص جديدة، وان مخرجات عملية التأهيل والتدريب لم تكن بالمستوى الذي يرقى الى الاسهام في حل مشكلة البطالة او حتى التخفيف من حدتها.
ندرك كل هذه الأمور، لكننا ندعو الله ان يكتب للبرنامج الحكومي النجاح، عل وعسى ان نبدأ رحلة الخروج من عنق الزجاجة، ونرى في هذا المشروع ما يمثل الامل وبعض الطموح الذي يستحق الاحترام .
من هنا فلندعم هذا البرنامج، ولنعترف بان هناك تفكيرا حكوميا جديدا يستحق الدعم، واننا من دون هذا الأسلوب وتلك المحاولات النظيفة سنبقى نراوح مكاننا.. ولا اظن ان هذا هو المطلوب. فالمطلوب ان نعمل جميعا من اجل الخروج من مأزقنا، وان نحترم كل جهد مخلص يصب في الاتجاه الصحيح.