Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Apr-2017

أوسلو مسرحية - زلمان شوفال
 
إسرائيل هيوم
 
الغد- على منصات برودوي في نيويورك تُعرض في هذه الأيام مسرحية بعنوان "اوسلو"، وهي من تأليف تي.جي روجرز الذي يصف اللقاءات التي تمت من وراء ظهر حكومة إسرائيل. الممثلون غير الرسميون من إسرائيل كانوا على قناعة بأنهم يقدمون خدمة لبلادهم من أجل السلام – لا يجب التشكيك بصدق نواياهم – لكن للأسف الشديد فقد اخطأوا تماما حول النوايا الحقيقية لشركائهم في المحادثات، ولم يأخذوا في الحسبان النتائج المدمرة المحتملة.
شعار "السلام الآن" يبدو الآن فارغا من المضمون، مثل تصريح تشمبرلاين الذي وعد بعد التوقيع على اتفاق ميونيخ بالسلام. في الوقت الذي رأى فيه الإسرائيليون بصيغة العملية المرحلية حلا للصراع مع الفلسطينيين على اساس الاعتراف المتبادل بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية ووقف الارهاب الفوري، في نظر م.ت.ف كانت هذه وسيلة لاعادة المنظمة من الشتات في تونس بعد ذهابها إلى هناك مطرودة بعد حرب لبنان الاولى – اضافة إلى الاعتراف الرسمي الذي حظيت به كممثلة وحيدة للشعب الفلسطيني ومنع نشوء قيادة بديلة. في المراحل التالية كانوا يأملون بتحقيق هدفهم، وهو القضاء على دولة إسرائيل بالكامل. وقد توقع رؤساء المنظمة بأن الاتفاق سيؤدي إلى الانشقاق داخل المجتمع الإسرائيلي (مثلما حدث بالفعل). فيصل الحسيني، وزير الخارجية غير الرسمي في السلطة الفلسطينية، قال لصحيفة "العربي" المصرية إن اتفاق اوسلو هو "حصان طروادة الذي وضعه الفلسطينيون أمام إسرائيل لفتح أبوابها أمام المطالب القومية الفلسطينية".
إن من بادر إلى المحادثات في عاصمة النرويج كان الزوجان تريارود لارسن وزوجته منى، وهما دبلوماسيان مجربان وسياسيان في الحزب الاشتراكي في النرويج. الاثنان لهما خبرة وعلاقات في شؤون الشرق الأوسط. أيضا نواياهما كانت صادقة – ويمكن التوافق مبدئيا مع اقوالهما أن الموضوع حساس ومعقد ويجب علاجه بشكل تدريجي وغير رسمي ومن خلال اتصالات فردية. لكنهما لم يدركا كما يبدو الشرك الذي تسببت به طريقتها لإسرائيل.
شمعون بيرس، الذي كان وزير الخارجية في حكومة رابين واطلع على الامر في بداياته، تبنى اوسلو بحماسة واعتبر أن الاتفاق سيكون مقدمة لشرق اوسط جديد. أما رابين الذي علم بالاتصالات في مراحل متأخرة وطلب وقفها، كانت لديه تحفظات، وتم اقناعه فيما بعد لاسباب مختلفة، بالاستقامة مع رجال اوسلو. ومع ذلك، وبناء على احدى الشهادات، فقد قال ذات مرة "نحن مضطرون لتبني اوسلو مثلما يتم تبني طفل غير شرعي". وقد توصل إلى استنتاج بأن ياسر عرفات قد خدعه.
يبدو أن تعاطي لارسون مع الفلسطينيين قد تغير مع مرور الوقت. ورغم أنه بادر إلى كتابة المسرحية التي يتم عرضها الآن في نيويورك، فليس واضحا اذا ما كان ما يزال يؤمن بأن عمله، بناء على ما حدث منذ ذلك الحين، يبرر التنازل عن سبل اخرى من اجل التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومن اجل ذلك نحن بحاجة إلى محاكمة، ليس فقط المسرح في نيويورك، بل التاريخ ايضا.