Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jun-2018

الذكرى الـ 51 لحرب حزيران - عبداالله كنعان

 الراي- قبل أيام كانت الذكرى الثانية والسبعون لنكبة فلسطين، واليوم الذكرى الواحدة والخمسون لحرب حزيران التي استكملت فيها إسرائيل احتلال كامل فلسطين والجولان السورية وشبه جزيرة سيناء، في اعتداء سافر على الأمة العربية والإسلامية.

ومن حقنا نحن العرب مع كل أحرار العالم والراغبون في تحقيق العدالة والأمن والسلام في العالم أن نتساءل: متى سنحتفل ونحيي ذكرى استقلال دولة فلسطين على أرضها وفي عاصمتها القدس؟ ذلك اليوم الذي نرى فيه اللاجئين الفلسطينيين وقد عادوا إلى أرضهم التي هُجِّروا منها، والمستوطنات التي شيدت على أراض تم سرقتها من أصحابها الشرعيين قد تم تفكيكها، والجدار العازل الذي قطَّع أوصال الضفة الغربية وحوَّل المدن والقرى الفلسطينية إلى سجن كبير قد أزيل؟ إن ذلك اليوم ليس ببعيد إذا ما احترمت الأمم المتحدة قراراتها، وكانت لديها النية الصادقة في تطبيقها وتعاملت مع القضية الفلسطينية ومنها قضية القدس بنظرة عادلة كغيرها من القضايا العالمية التي وجدت حلاً بناءً على رغبة وإصرار هيئة الأمم على تنفيذ قراراتها المتعلقة بتلك القضايا.
نعم، فلو طُبقت قرارات الأمم المتحدة المتخذة في الجمعية العامة ومجلس الأمن منذ قرار التقسيم 181 مروراً
بالقرار رقم (194 (الذي نص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين على أرضهم والقرار (242 (الذي طالب
إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلها عام 1967 والقرارات العديدة التي دعت إسرائيل إلى إلغاء جميع
الإجراءات التي من شأنها تغيير الأوضاع في الأراضي المحتلة وخاصة في القدس، ومطالبتها بالتوقف فوراً عن
تلك الإجراءات ومنها قرارات الجمعية العامة ذات الأرقام (2253 ،2254 ،2851 ،3005 (وقرارات مجلس الأمن ذات
الأرقام (252 ،267 (التي أكدت جميعها على الموضوع نفسه، بالإضافة إلى القرارات التي طالبت إسرائيل
بتفكيك المستوطنات (قرار رقم 465 وكذلك القرار رقم 2334.( فلماذا لم تعمل منظمة الأمم المتحدة على تنفيذ هذه القرارات وغيرها من القرارات ذات الصلة؟ ولماذا هذا الصمت الذي كان سبباً في تشجيع السلطات الإسرائيلية على التمادي في المخالفات لقرارات الشرعية الدولية وعدم الإنصياع لها وتنفيذها والعالم يشهد ما أحدثته السياسة الإسرائيلية المتطرفة من جرائم في المنطقة تمثلت في الإعتداء على البشر وسلب الأراضي لبناء المستوطنات عليها وهدم المنازل والإعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية؟؟؟.
لماذا هذا السكوت من الأمم المتحدة على هذا الاحتلال الأطول في التاريخ والوحيد في العالم حالياًً!!! ألم
يعرف الساسة أن الصمت على الممارسات الإسرائيلية العدوانية هو سبب عدم استقرار المنطقة؟ وأنه لو
نفذت قرارات الأمم المتحدة لكانت المنطقة تنعم بأمن وسلام؟.
لذلك فمن حق الشعوب أن تشكك في دور الأمم المتحدة وتصفها أنها تكيل بمكيالين في حل القضايا
العالمية، وإلا فما معنى أن تقرر هيئة الأمم (عصبة الأمم) عام 1930 أن أقل جزء من القدس وهو حائط البراق
هو ملك خاص للمسلمين، بينما نراها اليوم عاجزة عن الوقوف في وجه الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل
بقرارها اعتبار القدس جميعها إسرائيلية وعاصمة لإسرائيل، وكان من المفترض أن تكون أميركا وهي الدولة
الأكبر في العالم وهي الراعية للسلام في المنطقة هي أول من يسعى لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً
بدلاً من تعقيدها والانحياز الكامل لإسرائيل رغم اعتراض عدد كبير من الدول على ذلك لمخالفة القرار الأمريكي لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
إن ذكرى نكسة حزيران توحي بأن استمرار الصمت الدولي يعد مشاركة من الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة
في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل من جهة، أو على الأقل فهي عجزٌ وعدم قدرة على تطبيق القرارات التي
تتخذها، ومن جهة أخرى فإن هذه الذكرى تؤكد على ضرورة وحدة الصف العربي والإسلامي وخاصة في الداخل الفلسطيني ليتمكنوا من اتخاذ مواقف موحدة تكفل فرض بنود مبادرة السلام العربية وعودة الحق إلى أهله بإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وقد علمنا التاريخ أن النكسات قد تتوالى ولكن الحق لن يضيع وسيعود إلى أصحابه في يوم قريب بعون االله.
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس