Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-May-2017

‘‘ماذا بعد‘‘: معرض للفنان أبو كريم بمتحف ‘‘جلعد‘‘ اليوم

 

عمان- الغد- تفتتح الأميرة وجدان الهاشمي رئيسة الجمعية الملكية للفنون الجميلة عند الساعة السادسة من مساء اليوم، معرض الفنان حسني أبو كريّم "ماذا بعد" الذي يحتضنه غاليري سامي هنديّة في أول فعالية يُدشّن بها الغاليري التابع لمتحف ومركز جلعد الثقافي الذي يُعد ثاني متحف في الأردن يعنى بالفن التشكيلي بعد المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة.
يأتي معرض الفنان أبو كريّم الذي يشغل عميد كلية الفنون والتصميم في جامعة الزرقاء، ضمن سياق سلسلة عشرات معارضه الشخصية ومشاركاته العربية والدولية التي اتخذت من علاقة الإنسان مع المكان مرجعها في التعبير وإعادة التشكيل، وهي العلاقة التي يذهب معها على نحو شفيفٍ، في معاينة الظواهر المرئية انطلاقا من ارتباطها بالمخزون البصري والشعور الوجداني، والتي غالباً ما نتعرف في جل ارتساماتها في لوحات معرضه على تلك المنطقة التي تتقاطع فيها الأزمنة مع التماعات الذاكرة، بحسب ما يذهب إليه الفنان والناقد التشكيلي غسان مفاضلة.
ويرى مفاضلة، أن التقنية والمادة لا تنفصلان عند الفنان عن الحالة التعبيرية التي يسعى إلى إشاعتها وترسيخها على سطح لوحته؛ فالتقنيات المائية المتنوعة التي تتيحها ألوان "الأكواريل" بخصائصها المركبة، وبعض المواد المساعدة التي يوظفها لتحقيق الحالة الشعورية على السطح التصويري، ليست سوى روافع تعبيرية للحالة نفسها التي يرسّخها "التكنيك العاطفي" بحسب الفنان. وهو تكنيك عاطفي بامتياز، ما دام مجبولاً بالنعومة والحنين، ومسكوناً بالمرارة والألم وفق سجلات الذاكرة المفتوحة على اللحظة الراهنة.
ذاكرة المخيّم والجسر والجرف التي كانت حاضرة على الدوام بتنويعات مختلفة في الأعمال السابقة للفنان الحاصل على الدكتوراه في نقد الفنون التشكيلية والتطبيقية من أكاديمية الفنون الجميلة في طشقنط- أزوبكستان، تحضر مرةً أخرى في أعمال معرضه الجديد "ماذا بعد" ولكن بإيقاع آخر يسحب معه تلك الخصوصية الظرفية التي ارتبطت بـ"المناخ الفلسطيني" إلى مناخها الإنساني. وفي هذا السياق، عمد الفنان الذي حرص في معارضه الشخصية على الارتقاء بذائقة المتلقي بعيداً عن الإطار النخبوي، إلى التخفّف من السلّم اللوني لصالح الألوان الباردة، والتقليل من درجة الألوان نفسها، وهو ما منحها مداها المفتوح على التعميم والتأويل.
وعلى الرغم من نزوع العديد من أعمال المعرض إلى التجريد، إلا أن التمثيلات المرئية تبقى حاضرة فيها ضمن نسق الاختزال والتكثيف، فهي ليست منفصلة عن المرئيات وتعيناتها المتنوعة، إنها أقرب ما تكون إلى "التجريد الحيوي" الذي يتبدى كمحاولة يقظة للتعبير عن العلاقة الكلية والشمولية بين الإنسان والعالم الموضوعي.
ظلّ التجربيب والتطوير على عمله الفنان المولود في طوباس العام 1962 مرافقاً له منذ بداية حياته المهنية، لينسحب بعد ذلك على مشروعه الخاص بتنظيم ورش عمل لتدريس الفنون؛ حيث أسس "ستوديو-11" في العام 2004 الذي كان منصة انطلاق ثلة من الفنانين البارزين. وكان الاستوديو امتداداً لتجربته الأولى التي حملت اسم "المرسم" في العام 1987 تيمنا بمرسمه الشخصي في المخيم الذي بدأ منه رحلته المفتوحة على عالم التعبير والتشكيل.