Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Oct-2020

هل إجراءات التصويت للمحجورين والمعزولين تنسجم مع معايير نزاهة الانتخابات؟
الغد - هديل غبّون
 
طالب خبراء في العملية الانتخابية، تشديد إجراءات المراقبة ومعايير النزاهة والشفافية على حالات التصويت المتضررة من جائحة كورونا التي أعلنت الهيئة المستقلة للانتخاب عن تنفيذها يوم الاقتراع، والمتعلقة بالمعزولين والمحجورين في مواقع الحجر والعزل المختلفة، و”بشكل مضاعف”، باعتبارها إجراءات استثنائية.
وتتضمن تلك الإجراءات، الكشف عن أسماء هؤلاء المحجورين والمعزولين في مواقع العزل والحجر، والإعلان عن مركز الاقتراع المخصصة لهم مسبقا، وفتح تلك المواقع أمام المراقبين المحليين والدوليين، وتطبيق كل إجراءات الرقابة التي تطبق في مراكز الاقتراع والفرز، وبشكل “مضاعف”.
وتقاطعت تقديرات خبراء بحديثهم لـ”الغد”، في التوافق على أن عدم السماح للمصابين في المستشفيات بالاقتراع هو إجراء سليم، حيث لن يسمح لهم بالتصويت ولن يتم تخصيص مراكز اقتراع خاصة بهم في المستشفيات.
وصنّفت الهيئة المستقلة للانتخاب فئات المتضررين من جائحة كورونا، إلى عدة فئات، وفقا للناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلة جهاد المومني، بعيدا عن المصابين في المستشفيات، قائلا إن الفئات الأخرى، هي فئة المحجورين في العمارات والأحياء، حيث ستطلب الهيئة المستقلة بالتنسيق مع لجنة الاوبئة أسماء المحجورين والمعزولين، ولايشمل ذلك المحجورين في مناطق الحجر الصحي في منطقة البحر الميت، إذ سيتم إعداد أسماء المحجورين في جدول خاص قبل مدة 12 ساعة من يوم الاقتراع ، وسيصار إلى تمديد ساعات الاقتراع لساعتين من الساعة السابعة وحتى التاسعة للسماح للمحجورين أو المعزولين للذهاب للاقتراع، بعد موافقة لجنة الاوبئة بالتنسيق مع الهيئة المستقلة.
أما فيما يتعلق بفئة المحجورين في مناطق الحجر في فنادق البحر الميت او المعبر الحدودي في جابر والعمري، أشار المومني خلال حوار نظمه مركز القدس للدراسات السياسية، إلى أن هؤلاء سيتم توفير لهم مراكز اقتراع في ذات المواقع المراكز بالتنسيق مع لجنةالأوبئة، وسيكون في كل مركز حجر 23 صندوقا انتخابيا يمثل الدوائر الانتخابية، وبشروط وإجراءات صحية مشددة.
من جهته، قال الخبير في الشأن الانتخابي الدكتور أحمد العجارمة، إن قانون الهيئة المستقلة للانتخاب وصلاحياتها، تمنحها الحق في اتخاذ كل التدابير اللازمة لضمان إجراء الانتخابات “بأسلس الطرق وأسهلها”، بما في ذلك الحديث عن تمديد وقت الاقتراع لساعتين للمحجورين والمعزولين، وهو حق ممنوح لمجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب.
وقال العجارمة لـ”الغد”، وهو منسق مشروع عين على النساء، “التمديد هنا يعتبر ضرورة، والسماح في التمديد في قانون الانتخاب مادة عامة وفيها ما يسمح لمجلس المفوضين بالتمديد حسب ما يلزم للمحجورين أو لغيرهم”.
وتنص المادة 30 من قانون الانتخاب لسنة 2016، أن الاقتراع يبدأ الساعة السابعة من صباح اليوم المحدد لذلك وينتهي في الساعة السابعة من مساء اليوم ذاته، ويجوز بقرار من المجلس أو من يفوضه تمديد مدة الاقتراع في أي دائرة انتخابية لمدة لا تزيد على ساعتين إذا تبين وجود ضرورة لذلك.
ورأى العجارمة، أن الدستور الأردني، أقر بمبدأ عمومية الانتخاب، وبما يتسنى لكل مواطن أردني الانتخاب بمن فيهم المغتربون، مضيفا، “إذا هناك ما يتطلب تخصيص إجراءات لوجستية تضمن مشاركة الفئات المتضررة من الكورونا فهذا لاخلاف قانوني عليه، بل هي تسهيلات مهمة”.
وبشأن وضع 23 صندوق اقتراع في مراكز الحجر وإجراء عمليات الاقتراع والفرز فيها، قال العجارمة إن “هناك بروتوكولات صحية ستطبق، وهذا أيضا تسهيل على الناخبين، كما كان لو كنا في سفارات في الخارج، هذه الاجراءات لا تتعارض مع متطلبات النزاهة، ويتم فرز كل صندوق في مكانه، ويطبق عليه ما يطبق على لجان الاقتراع والفرز في الدوائر الانتخابية”.
أما المحامي صدام أبوعزام، من منظمة محامون بلاحدود، فقد رأى أن “تصويت المصابين في المستشفيات إجراء مفروغ منه، ولا يمكن أن يقوموا بالاقتراع، أما فيما يتعلق بالمحجورين والمعزولين في المراكز الحدودية ومواقع الحجر الصحي، فهذه مسألة دقيقة جدا”.
وقال، “في هذه الحالات إذا ذهبت الهيئة المستقلة للانتخاب بالخروج عن الأصل، وهو ان العملية الانتخابية في كل المناطق تتم وفق الإجراءات المعتمدة لكل المناطق، بمعنى أن التعليمات السارية يجب أن تطبق على الجميع دون استثناء، والاستثناء الوحيد أنه إذا تعذر إجراء الانتخابات في دائرة انتخابية، تؤجل ويتم إجراء الانتخابات في موعد آخر ولكن بذات الآلية”.
ورأى أبو عزام، أن المساس بالأصل باستثناءات محددة وموجبة، تحتاج إلى قرار من مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، وإلى تنسيق مع كل الجهات وتحتاج أن تحاط “بضمانات شفافية عالية جدا وأعلى من الضمانات العادية”، بما في ذلك الكشف عن أسماء المحجورين والمعزولين في كل مواقع الحجر والعزل، والأحياء السكنية والإعلان عن كشوف مستقلة وتنظيمها، وأن يتم الاعلان عن مراكز الاقتراع الخاصة بهذه الفئات وتنظيمها، وأن تتم عملية التصويت تحت إشراف مراقبين محليين ودوليين”.
أما بشأن تمديد ساعات الاقتراع، فقال أبو عزام، “إذا ذهبت الهيئة لخيار تمديد ساعات الاقتراع ليتسنى لتلك الفئات التصويت، لابد أن يتم الاعلان عن نتائج هذه الكشوفات، مثلا إذا تضمن أحد الكشوف على سبيل المثال 10 آلاف مقترع وصوّت منهم عدد محدد يجب الإعلان عنه بدقة حتى لا نمس بشفافية العملية الانتخابية برمتها”.
ودعا أبو عزام أيضا، الهيئة المستقلة لتطبيق إجراءات استثنائية للرقابة والشفافية توازي الاجراءات الاستثنائية التي تعتزم تطبيقها، أما بشأن صناديق مواقع الحجر على الحدود ومواقع الجدر، فقال، “يجب أن تحاط أيضا بإجراءات خاصة ولا يكفي أن نضع 23 صندوقا فالعملية أبعد من ذلك، لأن الراصد والمراقب للعملية الانتخابية والناخب لايعرف كم هؤلاء ومن هؤلاء وكيف، وهذه يجب أن تكون واضحة جدا”.