Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jun-2017

تفكيك الأونروا فكرة شيطانية! - محمد كعوش
 
الراي - امام المشهد العربي الذي اكتمل بعاصفة الخليج، لم يعد بامكاننا أن نرفع سقف أحلامنا وآمالنا، لأن الواقع العربي الراهن طافح بالفوضى العامة والصراعات الدامية والأزمات المعقدة، بشكل يقودنا الى طرح السؤال الذي يشغل بال المواطن العربي: ألى أين يحملنا قطار الحاضر، وما هو أثر هذا الحاضر بتفاصيله المعلنة والخفية على القضية الفلسطينية؟!
 
الحقيقة أن الشعب الفلسطيني منذ بداية النكبة راهن على الزمن، وما زال، باعتبار أن القضية الفلسطينية هي القضية القومية المركزية وجوهر الصراع العربي الاسرائيلي، وانتظر دهرا عسى أن تاتي اللحظة التاريخية لحل قضية الشعب الفلسطيني حلا عادلا يضمن له حق العودة، حتى أن هناك من نادى بوجوب عدم التفاوض العبثي على المسار الفلسطيني وترك القضية للأجيال، وربما، على الصعيد العربي هناك من انضم الى هذا الرهان، ولكن بفضل التقهقر والانهيار العام على كل المستويات، انسحب الزمن العربي الى الوراء حتى وصل الى زمن ما قبل الدولة، ان لم نقل عصر حرب البسوس وداحس والغبراء، ولكن باسلحة حديثة متطورة!!
 
هذا الواقع العربي اسعد الاسرائيليين، واراح نتنياهو والأحزاب اليمينية المتطرفة الحاكمة في اسرائيل جدا جدا .. كما أن لحظة الحاضر العربي عززت آمال نتنياهو المهووس بالسيطرة على المستقبل بمواصلة الرهان على الزمن الاسرائيلي، وشجع حكومته على المضي في مشروعها الهادف الى خلق واقع يصعب معه تقسيم الأرض لتنفيذ حل الدولتين أو اقامة دولة فلسطينية متصلة مستقلة قابلة للحياة.
 
الواقع العربي المحزن بكل تفاصيله وازماته وحروبه شجع احد السياسيين الاسرائيليين على الظهور على شاشة فضائية ناطقة بالعربى ليقول: « حلم عودة اللاجئين مجرد أوهام لن تتحكك».. يقصد لن تتحقق!! وهو الواقع الذي جعل نتنياهو يستعجل القفز الى نهاية المشهد ويطلب من مندوبة واشنطن في مجلس الأمن نيكي هايلي العمل على تفكيك وكالة الأونروا وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة مهمتها اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تاسست بقرار من الجمعية العمومية للامم المتحدة بقرار رقم (302 ) عام 1949.
 
الطلب الاسرائيلي بتفكيك الأونروا، على خطورته البالغة، لم يأخذ حقه من الإهتمام الفلسطيني والعربي، رغم ان الجميع يعرف الهدف الحقيقي وراء هذا الطلب المتمثل بانهاء قضية اللاجئين والغاء حق العودة والتعويض. ولكن نتنياهو الذي يعيش وهم الأمر الواقع، ويراهن على الزمن متجاهلا حركة التاريخ، لأنه يجهل أن التغيير هو الثابت الأبدي الوحيد.
 
الحقيقة أن تفاصيل المشهد الراهن تثير الشكوك والمخاوف، لأن الأدارة الأميركية الجديدة وعدت بتقديم الدعم المطلق لاسرائيل، وتعمل بشكل علني مباشر لتسريع تنفيذ المشروع الأميركي الهادف الى تغيير الخرائط والحدود والشعوب، في أكثر من بلد عربي، وبالتالي تقسيمها على قاعدة طائفية وعرقية، الى دويلات متصارعة، وهو ما يمهد الطريق أمام تحقيق المشروع الاسرائيلي بتصفية القضية الفلسطينية وحسب شروط ومصلحة اسرائيل!!
 
نعم ، الولايات المتحدة تدعم هذا التوجه، وتعمل على تحقيقه وتحويله الى أمر واقع جديد، فالادارة الأميركية الجديدة ناشطة على جبهتين، فعلى الجبهة العسكرية تشارك قواتها البرية والجوية في الحروب العربية المشتعلة في العراق وسوريا، وتدعم التنظيمات المسلحة لضمان استمرار الحروب وادامتها لأشغال الجيوش وانهاكها، وعلى الجبهة السياسية تعمل الادارة الأميركية على عرقلة وافشال الحلول السياسية والدبلوماسية للصراعات والخلافات العربية.
 
ولتحقيق اهداف اسرائيل بدات واشنطن حراكها الأخير، فنثرت المزيد من الجمر في المنطقة، فهي تقف وراء الحروب الأهلية المدمرة في اكثر من بلد عربي، كما انها ( محراك شر ) اثارت خلافات جديدة بين دول عربية كانت متحالفة، وخلقت فوضى سياسية صعبة ومعقدة، ونرى أن كل نتاج هذه اللعبة الخطيرة يصب في مصلحة اسرائيل، ولكن ليس بالضرورة أن تجري الرياح في المنطقة كما تشتهي سفن اسرائيل واميركا، فهذا الزمن هو زمن التغيير المتسارع، بحيث تتغير التحالفات والمصالح بين ساعة واخرى..