Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-May-2017

الـحـذر ضـروري والخوف مرفوض! - صالح القلاب
 
الراي - لا ضرورة ولو لبعض التخوف و»القلق» من التوتر الذي تشهده حدودنا الشمالية فهذه الحدود بقيت تشهد مثل هذا التوتر، وأكثر، منذ بدايات تحكُّم ما يسمى بالأنظمة «القومية « و»التقدمية» بهذا الجوار وبخاصة في عهد «الوحدة»، الجمهورية العربية المتحدة، التي تحكُّم فيها، في الإقليم الشمالي، سيئ الصيت والسمعة عبد الحميد السراج والتي للأسف بقيت تُستخدم للضغط على الأردن من أجل الإبتزاز السياسي في عهدي «البعث» قبل وبعد الثالث والعشرين من شباط (فبراير) عام 1966 وبعد ذلك في عهد حافظ الأسد وورثته منذ عام 1970 وحتى الآن.
 
لا شك في أنَّ هناك تحشيداً على هذه الجبهة منذ بدايات إنفجار الأزمة السورية في عام 2011، وحيث قال وهدد، هذا الذي لا يزال يعتبر نفسه رئيساً لسوريا، وأكثر من مرة بأنه سينقل ما يجري عنده إلى الدول المجاورة وبخاصة الأردن لكن هذا التحشيد قد إزداد وتعزز في الفترة الأخيرة بعد ضربة الأميركيين لمطار «الشعيرات»، التي ردوا فيها على جريمة خان شيخون التي إستخدم فيها بشار الأسد الأسلحة المحرمة دولياًّ، وبعدما لم يعد مستبعداً استخدام القوة مرة أخرى للتخلص من هذا النظام الذي وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ «قطع رأسه».
 
هناك الآن على «جبهتنا» الشمالية، بالإضافة إلى مرتزقة حزب الله اللبناني الذين حاولوا حتى قبل انفجار هذه الأزمة الأزمة السورية اختراق «حدودنا» الشمالية أكثر من مرة، مجموعات من «داعش»، تم استيرادها من مناطق الرقة ودير الزور وتدمر.. والموصل أيضاً، ومجموعات من الشراذم الطائفية والمذهبية المتعددة التي يقال إن عددها قد تجاوز الثمانين تنظيماً التي جاء بها الإيرانيون إلى سوريا بحجة حماية المقامات والمراقد الشيعية حتى من أفغانستان وحتى من الصين والتي أقيمت بها مستوطنات في الأراضي السورية، في دمشق وضواحيها، على غرار المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.. نعم على غرار المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وفي هضبة الجولان المحتلة.
 
ولعل ما يجب أن يشار إليه، لأن المثل يقول:»من مأمنه يؤتى الحذر»، هو أنه لا يمكن أن يكون كل هذا التحشيد بدون رغبة «الروس» بل بدون قرارهم ولهذا فإن الأردن عندما وجه تحذيره بعدم القبول بكل هذه التنظيمات الإرهابية و»المذهبية» على حدوده الشمالية فإنه وجهها إلى موسكو وليس لا إلى الإيرانيين ولا إلى نظام بشار الأسد مع أن هؤلاء متورطون في هذه المسألة حتى أعناقهم!!.
 
ثم والمفترض أنه معروف أن إقامة مخيم «الركبان»، في المكان الذي أقيم فيه، يأتي في هذا الإطار وأن هدف تمدد جيش نظام بشار الأسد في اليومين الأخيرين في إتجاه الحدود الأردنية – العراقية هو إيجاد «كاريدور» أرضي للدعم العسكري الإيراني البري لهذا النظام.. لكن ورغم هذا كله فإنه على الأردنيين أن يتمتعوا وفي كل ليلة بنوم هانئ وبدون أي «كوابيس» طالما أن حدودنا محروسة بعين الله جل شأنه وبالمرابطين في الخنادق الأمامية من ضباط وجنود الجيش العربي وأجهزتنا الأمنية المشهود لها بإختراق حتى المواقع القيادية للذين يستهدفون وطننا ويستهدفون شعبنا الملتف حول قيادته الذي ثقته مطلقة بقواته المسلحة !!.
 
علينا أن نكون حذرين.. لكن علينا أيضاً أن لا نكون نهباً للإشاعات التي تقف خلف ترويجها وبالتأكيد الجهات التي تقوم بكل هذا التحشيد الطائفي والمذهبي والإرهابي على حدودنا.. إنه على كل أردني أن يثق بأن الأردن قلعة منيعة وأنَّ عكا لا تخشى هدير البحر وإن القدم التي تقترب من الحدود الأردنية ستقطع.. وإن هذا البلد أقوى كثيراً مما يظن الجبناء ومما يتصور ويعتقد الذين يقفون خلفهم.