Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-May-2019

لماذا القدس والأونروا أولاً؟*كمال زكارنة

 الدستور-تركز الخطة التصفوية الصهيو-امريكية للقضية الفلسطينية،  على مفاصل القضية ذات البعد العربي والاسلامي والدولي، ومن ثم تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني، والاستفراد به بعد ان تكون انجزت او اسكتت الاصوات الخارجية المؤيدة له، للانتقال مباشرة الى اراضي الضفة الغربية المحتلة واعلان السيادة الاحتلالية عليها وضمها وتهويدها .

بدأت الادارة الامريكية خطتها التآمرية باعلان القدس المحتلة عاصمة موحدة للكيان الغاصب،  نظرا لارتباطات المدينة المقدسة القوية والعميقة،  بالامتين العربية والاسلامية والارتباطات الدولية ايضا،  بسبب رمزية القدس الدينية والتاريخية والحضارية والانسانية التي تهم العرب والمسلمين والعالم على حد سواء، فهي مدينة مقدسة دينيا اسلاميا ومسيحيا، وجذورها الحضارية ضاربة في عمق التاريخ البشري، وهي تعتبر المفصل الاهم في القضية الفلسطينية، كما انها في نفس الوقت قضية عربية اسلامية مسيحية عالمية، اي انها تعني العالم بأسره، وانتزاعها لصالح العدو الصهيوني المحتل يعني انها تنتزع من الجسد العالمي وليس من الجسد العربي الفلسطيني الاسلامي المسيحي فقط، لذلك اختارت الادارة الامريكية ان تكون بداية المخطط بالمفصل الاكثر صعوبة، وهو القدس المحتلة،  ثم انتقلت الى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا»، التي لها ايضا ابعاد عربية ودولية، فهناك اربع دول عربية تستضيف ملايين اللاجئين الفلسطينيين على اراضيها، الاردن ولبنان وسوريا ومصر، الضفة الغربية وقطاع غزة، ولهذه الدول مصالح وارتباطات خاصة بقضية اللاجئين الفلسطينيين وخاصة الاردن، الذي يستضيف العدد الاكبر منهم، ويتحمل العبء الاكبر، ماليا وصحيا وتعليميا وخدميا، وفي جميع مناحي الحياة الاخرى، اضافة الى ان الاونروا منظمة عالمية لها ارتباطات وابعاد دولية وعربية كثيرة ومتعددة، مالية وادارية وتنظيمية.
تسعى الادارة الاميركية من خلال خطتها هذه، الى التخلص من التبعات والابعاد والارتباطات العربية والاسلامية والدولية، بقضايا القدس واللاجئين والاونروا اولا، حتى تتفرغ تماما لتحرير اراضي الضفة الغربية من الاحتلال الفلسطيني كما ترى هي وسلطات الاحتلال الصهيوني، وفرض السيطرة والسيادة الصهيونية الكاملة عليها، بهدف استكمال بناء المشروع الصهيوني التوسعي العدواني على كامل مساحة فلسطين التاريخية، ومن ثم التمدد والتوسع لشغل كامل المساحة بين النيل والفرات صهيونيا.
محاولة الادارة الامريكية اختزال القضية الفلسطينية بالبعد الاقتصادي، يهدف في الاساس الى الغاء البعد السياسي وهو الاساس والرافعة الرئيسية للقضية الفلسطينية، ونزع الغطاء السياسي عن الحقوق الفلسطينية يحولها الى قضية معيشية تنموية تعتمد في حلولها على دول غنية ورجال اعمال اثرياء، وتبرئة الاحتلال الصهيوني الغاصب للارض من اية مسؤوليات .
القضية الفلسطينية سياسية اولا، ومن ثم جغرافية وديمغرافية واقتصادية واجتماعية، ومليارات ترامب الموعودة لن تكون بديلا لانهاء الاحتلال الجاثم على الارض الفلسطينية، ولن تكون العلاج المناسب والكافي لقبول الشعب الفلسطيني باستمرار الاحتلال الصهيوني لارضه، ولن تنفع ترامب حركاته البهلوانية والدورانية حول جوهر الحل الحقيقي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهو انهاء الاحتلال بالكامل للاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية عليها وعاصمتها القدس الشرقية .