Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Nov-2014

وبدأت الحرب*اسماعيل الشريف

الدستور-لا تتكلوا على العظماء ولا على الإنسان الذي لا خلاص عنده، تخرج روحه فيعود إلى ترابه، في ذلك اليوم تبيد أفكاره.الانجيل.
نتابع الحرب الخجولة الخاسرة التي بدأتها الولايات المتحدة منذ شهرين، أعلن أوباما عن خطته «تحلل داعش» وهدفها تدمير تدريجي لداعش من خلال استراتيجية مستدامة شاملة ضد الإرهاب، وردت داعش بشريط «هوليودي» بعنوان نيران الحرب وبعبارة الحرب قد بدأت.
أما لماذا هذه الحرب خجولة، خاسرة، لنكمل معا.
خجولة، فمارتن ديمبتسي القائد العسكري للتحالف يقول بوضوح لن نستطيع هزيمة داعش إلا بسياسة عسكرية شاملة ووضع قوات أمريكية على الأرض، رد البيت الأبيض على تصريحات ديمبتسي بأن أمريكا لن تتورط في حرب جديدة في العراق، وأن عملهم في هذه الحرب: طلعات جوية وتسليح وتدريب لوجستي واستخباراتي. وبما أن الأسرار بيد الساسة وليس العسكريين، يمكن أن نستنتج أن الاستراتيجية الحقيقية للولايات المتحدة هي احتواء المنظمات الإرهابية وإلهائها في حروب داخل وطننا حتى يكونوا بعيدين عن حدود العالم الغربي فلا يشكلون تهديدا لهم في المستقبل!
وخاسرة، لأسباب عديدة، فداعش ليست بالخصم التافه، فلديها هيكل تنظيمي معقد وقوات مكونة من عسكريين خدموا في جيش صدام حسين ممن لديهم خبرة قتالية كبيرة خاصة ضد الأمريكان، ولديهم ملاءة مالية كبيرة – دعك من بيع الجواري – فهم يسيطرون على آبار نفطية سورية ويبيعون النفط في الأسواق السوداء، وملايين حصلوا عليها من بنوك، على العكس من العراق الذي يعاني الأمرين من انسحاب شركات نفطية وسوء إدارة وفساد وأكراد يبيعون نفط الدولة الاتحادية لحسابهم، أما سوريا فالحالة أسوأ بكثير.
كذلك فإن رقعة الحرب كبيرة، تغطي دولتين فيهما مدن مؤيدة لداعش ووسط مدنيين، والحلفاء المطلوبون هم أضداد، فالسعودية تضغط كي لا تشارك إيران في الحرب وكي يسقط نظام الأسد، والولايات المتحدة تعلم أنه لا حل بدون إيران التي تريد الإبقاء على الأسد وعلى نفوذها داخل العراق، فيما تركيا تخشى من قوة النفوذ الكردي ولعلها الوحيدة التي تقرأ المشهد كاملا.

وتحاول الولايات المتحدة بناء قوة عسكرية قتالية قوامها مزيج من الجيش العراقي وتنسيقية الثورة السوية بقيادة الجربا الذي وافق على دخول قواته في حرب برية، فيما صرح قادته العسكريون أنهم يحتاجون لضمانات دولية لإسقاط نظام الأسد، ضمانات لا تستطيع الولايات المتحدة إعطاءها، أما الكرد فلا يهمهم سوى حدودهم ونفطهم وحلمهم، وقد يكون في صالحهم إضعاف الدولة المركزية فتراهم نجحوا في استعادة كركوك وفشلوا في مناطق أخرى، وكذلك فإن الولايات المتحدة لديها شكوك في قوات الثورة السورية وقدرتها على مجابهة داعش وأولياتها وتماسكها، وتتخوف من خروج الأمر من أيديهم في حال توسع المعركة بين هذه الفصائل كما يحدث في ليبيا الآن.
إذن الحرب ليست سهلة وليس فيها رابح سريع، فكل ما تم انجازه معارك كر وفر وتبطيء لنمو داعش وإيجاعها!
لذلك فإنني أكرر قولي بأن هذه الحرب هي حرب أيدلوجيات تحتاج إلى حل شامل لمشاكل المنطقة، من القضية الفلسطينية، وإنصاف أهل السنة في العراق، وخطة مارشال جديدة، ولن يتحقق هذا إلا بقرار عربي داخلي وإلا فقد دخلنا في نفق مظلم لن نعرف نهايته.