Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Mar-2018

العالم والتوحد في الحرب الفكرية والاعلامية على الارهاب... - فيصل ملكاوي

 الراي - اسئلة كثيرة تدور حول العالم منذ فترة، ولكن هناك اسئلة ملحة مثل هل هُزم «داعش» الارهابي وانتهى مرة واحدة الى الابد ؟ وهل بات العالم في مأمن من شرور وظلامية التنظيمات الارهابية ؟ وهل يكفي النصر العسكري الذي تحقق خصوصا في سوريا والعراق على الارهاب لاعلان ان المهمة انجزت ؟

الامال كبيرة بان يكون هذا هو الواقع ، لكن في الحقيقة فان تاريخ الارهاب الاسود يقول ان معركة واحدة لا تنهي هذه البربرية بكل جرائمها ، بل ان الامر بامس الحاجة الى حرب طويلة وشاملة على كل الجبهات بالتوازي مع الجبهة العسكرية التي هي بكل تاكيد ضرورية في التصدي لخوارج العصر ومجرميه الخارجين عن كل القيم والاديان والاعراف والاخلاق.
مرات ومرات قيل ان الحرب الفكرية والاعلامية هي حرب تتوازى في اهميتها مع الحرب الميدانية على الارهاب ، ولان العالم الذي يمتلك اقوى الاسلحة في هذه الحرب فانه يواجه في المقابل تحديات كبيرة على جبهات يستخدم فيها الارهابيون اسلحة شديدة التاثير والفتك، لانهم ببساطة استغلوا تكنولوجيا العصر ابشع استغلال ووجدوا فيها ملاذات واسلحة لتنفيذ اجنداتهم الظلامية.
المشكلة ان الوصول الى ادوات الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بفضل التكنولوجيا المتقدمة خاصة في مجال الاتصال هي الاقل كلفة والاسرع انتشارا والتي لا توجد ضوابط تذكر عليها، فيما يمكن التحايل عليها واختراقها وتحويلها من نعمة الى نقمة ، وهو بالضبط ما قامت به التنظيمات الارهابية خلال السنوات الاخيرة في الحاقها الاذى بالانسانية جمعاء.
وفي خضم الحرب العسكرية على الارهاب التي قطعت مراحل ممتازة حتى الان، لكنها لا زالت بحاجة الى المزيد من التنبه والحذر لان الارهاب يغير استراتيجياته على الدوام وفق الظروف والخسائر التي تحل به ، وداعش الارهابي يقوم بذلك بالتحول من تنظيم مركزي الى حالة لا مركزية ، عبر العودة الى الاساليب القديمة والخطيرة بالاختفاء في الاوكار والعودة الى الضرب، وفي كل هذه المراحل سواء التي احتفظ فيها الارهاب بملاذات وبقع جغرافية بما فيها من بشر وموارد او في هذه المرحلة التي تم تحرير كل ذلك من براثنه الا انه لا زال يحاول البقاء متمركزا على جبهتين شديدتي الخطورة وهما الفكر المتطرف وايصاله باقل كلفة واسرع وقت ، وغني عن القول هنا ان اجندات الارهاب تعتاش في الاساس على التطرف والظلامية، فيما يقع بين ايديه بكل سهولة ودون عوائق الشبكة العنكبوتية لتثبت هذا الفكر، لا بل واخطر من ذلك للتجنيد وايجاد مصادر التمويل والتخطيط والتنفيذ والقاء الاوامر البشعة في كل هذه الاتجاهات عبر شبكات التواصل العنكبوتية.
ليست الدول وحدها القادرة على كسب هذه الحرب الفكرية والاعلامية ، وستكون المهمة صعبة ومعقدة اذا لم تتعاون الشركات العملاقة المزودة على الشبكة العنكبوتية ، وهي التي بدات بالفعل بمد يد العون خلال الفترة الاخيرة لانهاء الارهاب وتطهير الشبكة العنكبوتية منه ، فيما يقتضي النجاح المزيد من العمل بين الحكومات والمجتمعات والشركات لكسب الحرب على هذه الجبهات، وهي مهمة ابدا ليست مستحيلة، وفيها صالح البشرية، ونيل شرف المشاركة في معركة فاصلة لازالة افة الارهاب والتطرف عن وجه الكرة الارضية، وهي المهمة النبيلة التي يجب ان لا يقف امامها اي تعارض للمصالح او الاستراتيجيات او السياسات ، فهي المهمة الكبرى التي يجب ان يتوحد العالم كله بكافة قطاعاته لخوضها وانجازها بشمولية تحت راية واحدة.