Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2019

حنين - عبدالهادي راجي المجالي

الراي - زمان كانت الحكومات (بتهمر).. كان لها هيبة, وتخيفنا أكثر.. كان التلفاز يبث صورا لاجتماعات مجلس الوزراء, وجميع أفراد الكادر (بشوارب كثيفة), والكاميرا حين تطوف عليهم, تشعر بأن المصور يركز على وزير الداخلية كثيرا, خوفا من الإعتقال.

حتى النساء في مجلس الوزراء, كان لهن هيبة مختلفة, ووقاراً مختلفاً أيضا.. ما زلت أتذكر السيدة ليلى شرف, والتي كانت حين تخرج على التلفاز.. تشعر بأنك أمام معلمتك وعليك أن تنصت لدرس مهم في الوطنية والموقف الصلب.
أتذكر.. نذير رشيد (ابو جعفر).. فقد قابلته ذات يوم في الداخلية, وبقيت واقفا لم أجرؤ أن أجلس, خوفا من أن يقول: (اشحطوه).. (أبو جعفر) يجب أن لاتجادله نهائيا.
أتذكر المرحوم ذوقان الهنداوي, كان وزيرا للتربية, وحين يزور مدرسة ما في المملكة لا تشعر بأن الوزير هو الذي زارها, كنا نحس بأنه المفتش العام للقوات المسلحة, ونقف بانتظام في الطوابير, وكامل كادر المدرسة يقفون بانتظام أيضا.. كنا نحس بأننا في كتيبة عسكرية, تضم كافة الصنوف من مشاة ومدفعية, واستخبارات.
كان للحكومات هيبة غريبة, لا أنسى أبو شاكر.. فقد زارنا في الجامعة الأردنية حين كان رئيسا للحكومة, ومر على عمادة شؤون الطلبة, وحين جاء إلينا كي يسلم, لاشعوريا ومن دون تخطيط قمت بأداء التحية العسكرية له, وحين شاهدني زملائي في نادي الحوار, فعلوا نفس ما فعلت.. أبو شاكر كان له هيبة غريبة عجيبة, وأتذكر أني حين سلمت عليه بقيت رائحة عطره في يدي, ويومها جعلت طلبة الاداب كلهم, يشمون كفي وكيف علقت رائحة يد الرئيس فيها.. ومازلت كلما رأيت وجهه, أتذكر ذاك الموقف وأشم كفي... وأظن الرائحة علقت في الروح وما زالت.
قلت كان للحكومات (وهرة) وهيبة غريبة, ما زلت أتذكر النظارات التي كان يرتديها مضر بدران, كنت أظنها نظارات مقاومة للرصاص.. ومازلت أتذكر كلامه, وصمت الجميع.. والتحية العسكرية التي يؤديها المرافق, والسيارة المرسيدس التي تقله من المنزل.. وكيف كان الكل يأخذ موقعه حين يباشر عمله في الرئاسة.
كان للحكومات هيبة غريبة عجيبة, كان لها.. إيقاع خاص, وتفرد خاص ومزاج عليك أن تفهمه..
أنا بصراحة, أحن إلى الزمن الذي يهدر فيه وزير الداخلية بصوته في الممر قائلا: إشحطوه...!!
Abdelhadi18@yahoo.com