برهوم جرايسي

 

القدس المحتلة-الغد-  واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس ارتكاب مجازره، بحق الفلسطينيين في المسيرات الشعبية، التي يشهدها قطاع غزة للأسبوع الـ 29 على التوالي، إذ استشهد برصاص الاحتلال 6 شبان، كما استشهد أسير في سجون الاحتلال، وأصيب المئات بالرصاص وحالات الاختناق في سلسلة من المواجهات التي شهدتها المنطقة المقابلة لشريط الاحتلال الذي يحد شمال وشرق قطاع غزة. ومواجهات في عدة نقاط في الضفة الفلسطينية المحتلة.

وأعلن نادي الأسير الفلسطيني، أمس الجمعة، استشهاد الأسير وسام عبد المجيد نايف الشلالدة (28 عاماً) من بلدة سعير في محافظة الخليل. وقال إن ظروف الاستشهاد في معتقل "أيالون" لم تتضح بعد، فالأسير معتقل منذ العام 2015 ومحكوم بالسّجن الفعلي لسبع سنوات، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء.

وأكد نادي الأسير أن سلطات الاحتلال أبلغت عائلته صباح أمس باستشهاده دون أن تعطي أية تفاصيل، وطلبت منها التوجه إلى معهد التشريح، في منطقة تل ابيب. وحمل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير الشلالدة، معتبراً أن استمرار سلطات الاحتلال في جرائهما بحق الأسرى هي مسؤولية المجتمع الدولي الذي يُمارس الصمت حيالها. وأضاف أن الشهيد وسام الشلالدة هو رابع شهيد يرتقي في سجون الاحتلال، منذ مطلع العام الحالي 2018. 

وفي قطاع غزة، وللأسبوع الـ 29 على التوالي، تدفق الآلاف من أهالي القطاع، إلى منطقة شريط الاحتلال، في شرق قطاع غزة، ضمن مسيرات العودة الأسبوعية، التي انطلقت منذ يوم الأرض الخالد، في الثلاثين من آذار الماضي. وكانت مسيرات أمس، تحت عنوان "انتفاضة القدس". وقد أطلق جيش الاحتلال آلاف القنابل الغازية والدخانية، ووابل من الرصاص الحي، خاصة من القناصة، الذين يتربصون للمقاومين على طول الشريط.

وقد أحرق المقاومون الإطارات، في سعي لخلق حاجب دخاني يصد جيش الاحتلال. إلا أن جيش الاحتلال نصب في أكثر من موقع، ماكنات تهوئة ضخمة جدا، بهدف ابعاد الأدخنة عن مستوطنات جاثمة قبالة قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 6 شبان عرف من بينهم، أحمد إبراهيم زكي الطويل (27 عاما)، محمد عبد الحفيظ يوسف إسماعيل (29 عاما)، أحمد عبد الله أبو نعيم (17عاما) عبد الله برهم سليمان الدغمة (25 عاما)، وعفيفي محمود عفيفي (18عاماً)، والشهيد تامر رياض أبو عرمانة (27). وحسب بيانات متعددة، فقد قارب عدد المصابين بالرصاص يوم أمس، إلى أكثر من 200 مصاب، من بينهم 20 طفلا. 

وبموازاة العدوان الاحتلالي الاجرامي، أعلن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، عن وقف امدادات الوقود لقطاع غزة، بهدف تكثيف الضربات والخناق وتصعيد أزمة الكهرباء في القطاع.

وفي الضفة الفلسطينية المحتلة، فقد اعتدى جيش الاحتلال على المشاركين في مسيرة شعبية انطلقت عقب صلاة الجمعة، نحو مدخل قرية الخان الأحمر، شرق مدينة القدس المحتلة، بمشاركة عشرات المتضامنين، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، رفضا لقرار الاحتلال هدمها وترحيل سكانها. 

وأفاد مراسل وكالة الأنباء "وفا" بأن قوات الاحتلال منعت المشاركين من التقدم نحو الشارع الرئيسي المحاذي للقرية، وهددتهم بالاعتقال، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال نشرت منذ ساعات الصباح حواجز عسكرية عند الطرق المؤدية للخان الأحمر، وقامت بإيقاف مركبات المواطنين، والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية، لعرقلة وصولهم إلى القرية.

كما أصيب ناشط إسرائيلي بشظايا قنبلة صوتية في ذراعه، وآخرين بالاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرة قرية بلعين الأسبوعية، غرب مدينة رام الله. وشارك في المسيرة التي دعت اليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، أهالي القرية، ونشطاء سلام إسرائيليين ووفد فرنسي، ومتضامنين أجانب، وفاء للقدس وتنديدا بما تسمى صفقة القرن وقرار الاحتلال هدم وترحيل قرية الخان الأحمر.

وأصيب عدد من المتظاهرين بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة قرية نعلين غرب رام الله، المناهضة للاستيطان وجدار الضم والتوسع العنصري. وأطلق جنود الاحتلال المتمركزين عند بوابة الجدار الشرقية الرصاص المعدني، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.

وأصيب عدد من المتظاهرين بالاختناق، عقب إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع، على المصلين فور انتهاء صلاة الجمعة في أحد المساجد وسط مدينة قلقيلية. وقالت مصادر محلية إن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط تجاه المصلين وقت انتهائهم من صلاة الجمعة، ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق. فاندلعت مواجهات على الشارع الغربي من المدينة بين الشبان وقوات الاحتلال، التي أمطرت المنطقة بالغاز المسيل للدموع.

وفي قرية كفر قدوم، اصيب 7 شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق واعتدى جنود الاحتلال على جمال جمعة 55 عاما خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة القرية، الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 15 عاما.

وفي القدس المحتلة، اقتحمت طواقم بلدية الاحتلال برفقة عناصر من جيش الاحتلال، ظهر أمس، ضاحية سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك. وأفاد شهود عيان من أهالي بلدة سلوان لوكالة "معا" أن طواقم من بلدية الاحتلال اقتحمت عدة أحياء في ضاحية سلوان، وشرعوا بتصوير البنايات والمنازل السكنية والمحلات التجارية، واقتحمت بعضها وحرروا هويات بعض السكان وسجلوا اسمائهم ثم انسحبوا من المكان.