Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Feb-2017

ترامب وعكس السير - د.سليمان ابوسويلم
 
الراي - لم يكن ليخطر ببال احد ان يقود رئيس اكبر دولة في العالم بلاده بعكس السير المعتاد في العلاقات الداخلية والخارجية ليبدأ بالاصطدام يمنة ويسرة سواء اكان هذا الاصطدام في الداخل مع مواطنيه او في الخارج مع دول العالم المختلفة دون ان يدرك ان ذلك مخالف لكل القواعد المتعارف عليها في العالم في ادارة شؤون الحكم.
 
ستسجل الذاكرة الوطنية الامريكية ان ترامب من اكثر الرؤساء الذين دخلوا البيت الابيض سرعة في التوقيع على القرارات التي اربكت العالم وفاجأت الامريكيين انفسهم وكانت سرعته في التوقيع عليها قد فاقت عدد الايام التي قضاها في البيت الابيض منذ انتخابه رئيسا حتى اصبح يوصف بالصاروخ الذي لايمكن توجيهه ولا اين ينفجر.
 
ربما لايعلم ترامب انه ليس الفاعل السياسي الوحيد في السياسة الامريكية حتى وان اجلس ابنته على كرسي الرئاسة في البيت الابيض على مرآى من العالم ودعا مناصيره للتظاهر وتغزل برئيس وزراء اسرائيل نتن ياهو اكثر مما تغزل قيس بليلى ووعد بنقل السفارة الامريكية الى القدس واظهر العداء المحموم لكل الاقليات العرقية المتواجدة على الارض الامريكية لان هناك من يشترك معه في هذه السياسية من حكومة وكونغرس ومعارضة ورأي عام ومنظمات محلية ودولية وشركات وصحافة واعلام وقوى دينية وحزبية الى غير ذلك من المؤسسات التي جعلت من امريكا اعظم دولة في العالم واقواها ، وهذا ما وقع بالفعل حيال القرارات المتسرعة التي اقدم على اتخاذها ومن اهمها ابطال القضاء لقراراته المتعلقة بالمهاجرين واستقالة بعض مستشاريه وبعض المسؤولين الكبار الذين لم يمض على تعيينهم في الحكم عدة ايام وانطلاق المظاهرات ضده في العديد من الولايات الامريكية.
 
قد يكون ترامب لا علاقة له بالسياسة من قبل وان نجح في بناء اقتصاديات عملاقة خاصة به فان هذا لايعني انه سيبني سياسة ناجحة لبلده التي لا غنى للعالم عنها لان السياسة من يذهب اليها هم الاذكياء الذين يعرفون المناسب من التصرفات ويتقنون اداءها ويختارون احسن الاوقات لتنفيذها ولا يغيب عن بالهم تقدير المآلات وبناء التحالفات وغيرها من دهاليز السياسة التي تحتاج الى معرفة ومهارة وحسن تقدير فهي اشبه بلعبة الشطرنج كما يقول فقهاء العلم السياسي يتدخل فيها عامل الذكاء والاستعداد والالمام الجيد بقواعد اللعبة وهي ابعد ما تكون عن لعبة النرد يرمي الذي يرميه لاعبه راجيا منه تحقيق الفوز.
 
يبدو من تصرفات ترامب الاولى والذي لن يغير جلده بسهولة انها لا توحي بذلك والا لما بدا بالصدام الداخلي مع مواطنيه وسخر من القضاء وهزأ الاعلام ووصفه بعدو الشعب واستخف بالاجهزة الاستخبارية واحتقر منظمات حقوق الانسان واعاب على الرئيس اوباما والرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون نهجهما الى غير ذلك من اقوال فما بالك اذا دخل معترك السياسة مع العالم دون الالمام بقواعدها فستكون النتيجة كمن يقود سيارته عكس السير لتتحطم في النهاية وربما تؤدي به وبمن معه الى عدم النجاة.
 
Seliman1@hotmail.com