Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Feb-2020

التطبيع المذل..!!*رشيد حسن

 الدستور

أثار لقاء حاكم السودان الجنرال عبد الفتاح البرهان مع الارهابي «نتنياهو» مؤخرا في اوغندا، جملة من الاسئلة والتساؤلات، الى جانب حملة استنكار جارفة من الشعب السوداني الشقيق، وفي مقدمته قوى الحرية والتغيير، وتجمع المهنيين والحزب الشيوعي ..الخ الذين قادوا الثورة ضد البشير، وادى فورا الى استقالة احد اركان مجلس السيادة، مدير السياسة الخارجية محمد رشاد الخطيب، مبررا الاستقالة « الى استحالة العمل مع حكومة يهرول رئيسها الى التطبيع مع العدو الصهيوني.. الذي يحتل المقدسات ويشرد شعبا شقيقا»..
ومن أهم الاسئلة التي فجرها هذا اللقاء المفاجىء هو : كيف استطاع العدو، أو بالاحرى « «الموساد» اختراق الجدار العربي، والوصول الى جنرالات السودان؟؟
وهل يعني هذا الاختراق ان جرثومة وباء لتطبيع قد وصلت الى مسؤولين كبار؟؟. وهو ما المح اليه «نتنياهو» في تصريحاته الاخيرة، التي نشرتها صحيفة « يديعوت احرونوت» الاسرائيلية يومي الاربعاء الخميس الماضيين، حيث اكد انه سيقوم قريبا بزيارات مفاجئة الى عدد من الدول العربية..؟!
اللقاء- الفضيحة جاء بعد الرفض العربي والاسلامي لسرقة القرن، وللمؤامرة الاميركية-الصهيونية، التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية، وتهويد القدس، والحكم على الشعب الفلسطيني اما بالنفي الابدي في اربعة رياح الارض، واما بالقبول بحياة العبيد والاقنان في امبراطورية «نتنياهو».. وهو ما اعتبره مراقبون بداية تطبيق المؤامرة، وبداية تهاوي جدار الرفض، الذي تشكل بعد 28 كانون الثاني، يوم اعلان المؤامرة في البيت الاسود..
فضيحة البرهان تزامنت مع اعلان العدو عزمه على ضم الاغوار والمستوطنات وشواطىء البحر الميت بعد الانتخابات المقررة في 2 اذار القادم.
اللافت للانتباه والمثير للدهشة في ان واحد، هو تبرير «البرهان» للقاء-الفضيحة « بانه يصب في مصلحة السودان .. او بالاحرى لاقناع اميركا بشطب اسم السودان من قائمة الارهاب والمقاطعة ما يؤكد مقولة « بان رضا واشنطن يمر عبر رضا تل ابيب» .. فاذا اردت ان تكسب رضا البيت الابيض فعليك اولا ان تكسب رضا حكومة اسرائيل، وهو ما اقتنع به  بعد الزلازل والبراكين التي ضربت المنطقة منذ عام 2011،ولا تزال تتجدد في صورة حركات شعبية عارمة، تحولت الى ثورات .. كما حدث في السودان والجزائر والعراق ولبنان..الخ .. وهي مرشحة بان تتمدد لتصل تداعياتها وامواجها الى كافة الاقطار عاجلا او اجلا...
هذه المقولة التبريرية هي : عنوان العجز العربي ..وعنوان الاستسلام العربي، وقد اصبح التطبيع هدفا للبعض، لكسب رضا عدو الامة، الذي يحتل أرضها، ويهود مقدساتها، ما يعني ان اسرائيل لم تعد في عرف هؤلاء واولئك عدوا للامة، بل هي الصديق والحليف .هي من تعطي صكوك البراءة والغفران، لكسب رضا القرصان الذي يسكن البيت الابيض.
باختصار..
تطبيع «البرهان» المذل ..المبتذل. يكشف حجم الهوان والاختراق الصهيوني، وحجم التغييرات الجذرية الخطيرة في الحالة العربية، وقد اصبح العدو حليفا، وصديقا يعطي صكوك الغفران لكسب رضا واشنطن .انه عصر الطوائف..
فالقادم هو الاخطر..
فإما الانفجار ..أو الانهيار..