Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Aug-2017

خالد المجالي يكتب..عن أي مسؤولين تتحدث يا جلالة الملك؟
كل الاردن -
{يا جلالة الملك القناعة الراسخة لدى الشعب الأردني بمعظمه أن القرارات الكبيرة لا تتخذ إلا بموافقتكم شخصيا، ابتداء من تعيين رئيس الحكومة وحتى أدنى قرار يخص علاقات الأردن مع بقية دول العالم، فهل بعد ذلك ننتظر من 'موظف سابق أو حالي قادر على إبداء الرأي السياسي وهو يدرك أنه قد 'يغضب' الملك؟}
منذ أن نشرت مواقع الأخبار الأردنية ما دار في لقاء جلالة الملك مع عدد من الإعلاميين أمس، وتركيزها على الانتقاد الذي وجهه جلالة الملك إلى المسؤولين السابقين وغيابهم عن المشهد الوطني خلال الأيام الأخيرة والأحداث 'المؤلمة' التي تعرض لها الوطن والشعب الأردني، والكل يتحدث عن أي مسؤولين يتحدث جلالة الملك؟
ليعذرني جلالة الملك أيضا بطرح السؤال نفسه على جلالة الملك، مستفسرا أي مسؤولين يقصد؟ السابقين أم الحاليين؟ الأحياء أم الأموات؟ وإن كان الشعب لا يفرق بينهم منذ استشهاد وصفي التل حتى يومنا هذا .
 
ليعذرني جلالة الملك إن كتبت اليوم بصراحة وأطلب أن نُذكر الشعب الأردني بأي مسؤول أردني سابق وصل إلى ما وصل إليه من ألقاب ومواقع بسبب إبداعه وعطائه ورضى الشعب عنه؟ أو بسبب برنامجه وأفكاره وحزبه السياسي؟ ومن المسؤول السابق الذي لا تدور حوله شبهات الفساد الإداري أو المالي حتى يتجرأ ويدلي بدلوه في الأمور الكبيرة؟
 
طيلة الأمس واليوم وأنا أبحث في ذاكرتي عن مسؤول سابق وربما حالي يملك القدرة على إعلان موقفه الشخصي بأي قضية سياسية وهو يدرك تماما أن الحكومة الحالية أو السابقات منها هي مجرد أداة تنفيذ لتوجيهات ملكية كما يصرح بذلك كل مسؤول بعد كل قرار أو إنجاز؟
 
يا جلالة الملك القناعة الراسخة لدى الشعب الأردني بمعظمه أن القرارات الكبيرة لا تتخذ إلا بموافقتكم شخصيا، ابتداء من تعيين رئيس الحكومة وحتى أدنى قرار يخص علاقات الأردن مع بقية دول العالم، فهل بعد ذلك ننتظر من 'موظف سابق أو حالي قادر على إبداء الرأي السياسي وهو يدرك أنه قد 'يغضب' الملك؟ 
 
هل تريد مزيدا من الصراحة يا جلالة الملك؟ يقال أن لكل مسؤول سابق وربما حالي 'ملف' جاهز لإخراجه في وجه من يتجرأ على نقد أي قرار سياسي لا بل أقل من ذلك عندما يتجرأ أي مسؤول على التلميح في محاضرة أو 'جاهة خطبة عروس' بعدم رضاه عن السياسات العامة في الدولة، والأخطر من ذلك أنهم يدركون تمام الإدراك أن الشعب لن يقف خلف أي منهم بسبب فقدانهم لأي إنجاز وطني حقيقي والدليل هروبهم إلى عشائرهم عند التلميح لبعضهم بفتح ملفه الأسود.
 
هناك حقيقة أعلم جيدا أن جلالة الملك يدركها، كل مسؤول سابق حتى وإن كان يجلس على كرسي متحرك ما زال يأمل أن يتم استدعاؤه للديوان الملكي وتكليفه بتشكيل حكومة أو حتى إعادته لوزارة، أو دعوة لمأدبة غداء أو عشاء على شرف الملك، فهل يخسر تلك الفرصة من أجل إبداء رأيه في أمر يعلم جيدا من يقف خلفه من صناع القرار؟
 
عندما طالبنا بإعادة صياغة الدستور وإلغاء التعديلات التي أدخلت عليه لم يكن ذلك من أجل المناكفة وحب الاستعراض أو المزايدة، بل حتى لا نصل إلى هذه المرحلة من تحميل كل كبيرة وصغيرة لرأس الدولة، وحتى لا نجد الدولة مفرغة من مؤسساتها التي تتحمل المسؤولية أمام الشعب 'دستوريا' وحتى لا نعاتب مسؤولا سابقا أو حاليا إلا بالقدر الذي يُحمله الدستور تلك المسؤولية.