Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Aug-2020

سواريز يرقص في العتمة*تيسير محمود العميري

 الغد

ثمة فارق لا يخفى على أحد بين نجمين اثنين يلعبان في نفس الفريق، أحدهما يصنف أنه أحد أفضل ثلاثة لاعبي كرة قدم عبر التاريخ، والبعض يعتبره الأفضل بين الثلاثة، والثاني يعد ثالث أكثر الهدافين في تاريخ نادي برشلونة.
الفارق يكمن في أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أحدث ما يشبه “الثورة” في المقاطعة الكتالونية، حينما أعلن صراحة عبر “الفاكس” أنه يريد الرحيل عن “البرشا”، وربما لم يصدق الكثيرون هذا الخبر ولا يتصورون حدوثه، ويتمنون أن يكون حلما وليس “كابوسا” سيؤدي إلى خسائر فادحة سيتعرض لها برشلونة رياضيا واقتصاديا.
الجميع يلهث خلف ميسي.. لم ولن يتركوا طريقا الا وسيسلكوه لإقناع اللاعب بالعدول عن فكرة الرحيل، رغم أن مضي سنوات العمر سيضع حدا لمسيرة اللاعب خلال السنوات القليلة المقبلة، بعد أن أصبح ميسي قبل شهرين في الثالثة والثلاثين من عمره.
على العكس تماما ما يحدث للنجم الاورغواني لويس سواريز، الذي يقال إنه تلقى اتصالا لم تزد مدته على الدقيقة، من المدرب الجديد لبرشلونة رونالد كومان وأبلغه بأنه لن يكون ضمن حساباته في الموسم الجديد… لا أحد يسأل عن رحيل سواريز من “كتالونيا” حتى قبل عام على انتهاء عقده مع ناديه، الذي سجل معه 198 هدفا وساهم في تحقيق برشلونة 13 لقبا مختلفا.
طريقة تعامل برشلونة مع سواريز أزعجت حتى ميسي، وهي نسخة مكررة من طريقة تعامل أندية أخرى مع لاعبيها، ينطبق عليهم ما كان يفعله الانجليز بخيولهم الهرمة حيث يطلقون عليها الرصاص لقتلها بعد انتهاء خدمتها، وتنطبق عليهم المقولة الشعبية الشهيرة “أكلوني لحما ورموني عظما”، ومثال ذلك ما يجري حاليا مع النجم الويلزي لفريق ريال مدريد غاريث بيل ومن قبله حارس المرمى الأسطورة إيكر كاسياس.
لا عاطفة في الاحتراف، فممارسة كرة القدم هي حرفة بحد ذاتها، ويرتبط اللاعب مع ناديه بعقد محدد الأجل والقيمة، والأندية تبحث عن اللاعب الأفضل، واللاعب بدوره يبحث عن العقد الأفضل، وكل منهما يمكن أن يترك الآخر بسهولة “إلا ما ندر” اذا وجد عقدا أفضل حالا، او وجد النادي نفسه في غير حاجة للاعب.
عندما حضر سواريز إلى برشلونة من ليفربول إثر حادثة “العض” الشهيرة، فرشت الورود أمام هذا المهاجم الشرس، لكنه اليوم يبحث عن شيء يحفظ ماء الوجه، قبل أن يغادر ناديه صوب ناد آخر سواء في إسبانيا او خارجها، أو يقرر سلوك طريق “المجاكرة” كما يفعل بيل مع الريال، ويقبل بالجلوس على مقاعد الاحتياط او حتى المدرجات، لكنه في ذات الوقت يحتفظ بكامل حقوقه المالية وغير قابل بأنصاف الحلول.
في ظل قدرة استحواذ ميسي على جميع الأضواء من حوله، فإن سواريز يبدو كمن يرقص في العتمة، سواء من حيث رفضه لأسلوب التعامل معه او فيما اذا رحل بعد التوصل لاتفاق حول فسخ تعاقده مع النادي… باختصار لا أحد يسأل، طالما أن آثار “القنبلة” التي فجرها ميسي ما تزال تستحوذ على كل الاهتمام.