Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Nov-2017

الإبن على خطى أبيه !! - صالح القلاب

 الراي - «لا دخان بلا نار» فما جرى تسريبه منسوباً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه عن أن بشار الأسد قد وافق على عرض إسرائيلي من قبل بنيامين نتنياهو شخصياًّ بإنشاء منطقة عازله بدءاً بحدود هضبة الجولان المحتلة وبإمتداد يبلغ أربعين كيلوا متراً داخل الأراضي السورية يبدو أنه مؤكد وجديّ وأنه معمولٌ به منذ فترة سابقة بعيدة والدليل هو أن هذا النظام السوري بقي يتحلىَّ بـ»روح رياضية» عالية إزاء الهجمات كلها التي بقي سلاح جو إسرائيل يشنها على أهداف تجاوز الإيرانيون بالنسبة إليها كل ما هو متفق عليه.

إن هذا ليس مستغرباً ولا جديداً إذْ أن الأسد الأب عندما كان وزيراً للدفاع في حرب عام 1967 قد «أوعز» لمحافظ القنيطرة والجولان عبدالحليم خدام بإعلان سقوط الهضبة السورية في أيدي الإسرائيليين قبل سقوطها بيومين وهذا كان أعلنه الإسرائيليون في حينه عندما طولبوا من قبل الأمم المتحدة بعدم تجاوز ما كان يعتبر خطوط وقفٍ لإطلاق النار وحقيقة أن هذا الأمر كان معروفا لكل ذوي الشأن وأنه كان إحد الملفات التي جرى فتحها في المؤتمر القومي العاشر الإستثنائي لحزب البعث في عام 1970 الذي إنتهى بذلك الإنقلاب الذي كرس الحكم في العائلة «الأسدية»!!.
 
ثم وقد جاء في هذه المعلومات التي تناقلتها صحف ووسائل إعلام كثيرة أن ما بقي عالقاً في هذا الإتفاق هو أن الإسرائيليين أصروا على أن يغادر الإيرانيون المناطق الحدودية ولاحقاً يغادروا سورية كلها.. مادام أن الأمور، وفقاً لهذا الإتفاق، قد استتبت لبشار الأسد الذي قالت مصادر كثيرة من بينها مصادر إسرائيلية بأنه سيكون آخر رئيس سوري من الطائفة العلوية.
 
وهنا فإن المفترض أن تتصدى المعارضة السورية لهذا «الإستنتاج» الذي يبدو أن فيه الكثير من الصحة إنطلاقاً من أن المفترض أن سورية المستقبل يجب أنْ تكون ديموقراطية وموحدة ولكل أبنائها وأنْ لا يعتمد الوصول إلى الحكم على الطوائف والمذاهب والأعراق وقوتها ونفوذها وإنما على صناديق الإقتراع وعلى إنتاج حياة حزبية صحيحة بإمكان أي سوري أن يصل إلى أعلى المواقع من خلالها وحتى وإن كانت طائفته لا تتجاوز العشرة أشخاص.
 
وهكذا فإن المفترض أن هذه الصفحة السوداء التي استمرت لنحو نصف قرن من السنوات يجب أن تغيب عن مستقبل سورية نهائياً إذْ أن من حق الشعب السوري بعد كل هذه الويلات والدمار والخراب أن ينعم بكل ما تنعم به شعوب الدول الديموقراطية وأن يحفر قبراً عميقاً لكل هذه الأمراض السياسية والإجتماعية التي كانت بدأت مع أول إنقلاب عسكري الذي هو إنقلاب حسني الزعيم في عام 1949 واستمرت كل هذه السنوات الطويلة وترسخت بعد إنقلاب حافظ الأسد في عام 1970 الذي من المفترض أن نهايته أصبحت قريبة.