Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jul-2018

الإصرار على غلق الحدود - د. محمود عبابنة

الراي - أشعل فتيل القتال بين النظام السوري والفصائل المسلحة على جبهة الجنوب السوري مواجهة فيسبوكية بين المؤيدين لفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين وبين من يُصِر وينادي بعكس ذلك ووقفت حكومتنا التي مازالت في طور الإمتحان مع التوجه والإصرار بعدم فتح الحدود أمام المدعين أنهم لاجئون ومشردون،هذه المواجهة أعادتنا للمربع الأول إبان تفجر شرارة التمرد والإحتجاجات ثم التمرد المسلح وتململ الفتنة السورية النائمة مع بعض التعديلات،ففي ذلك الحين إنقسم المجتمع الأردني بين مؤيد للنظام السوري الرسمي وبين مؤيد للمعارضة المسلحة او ما أطلق عليها الثورة السورية والتي في الحقيقة كانت غير سورية،بالرغم من وجود السوريين بنسبة متميزة فقد إنضم لها أفراد من 126 جنسية أجنبية،الكثير منهم من المحبطين،والعاطلين عن العمل،وذوي السوابق،ورفعت جماعاتها المتعددة بأيدلوجياتها رايات مختلفة الالوان والشعارات،إلا أن تمويل رواتبهم وثمن أسلحتهم كانت جميعها ممولة من الخارج ومن أكثر من مصدر ودولة.

الرسم البياني المتصاعد لعواطف الأردنيين الجارفة وإصطفاف أغلبهم مع الحراك السوري المسلح لم يستمر بل إنتكس وأخذ بالإنخفاض وبدأت هذه الأغلبية تتناقص وتضمحل بعد استشهاد الطيارالأردني البطل معاذ الكساسبه،وحادثة الركبان،وما تضمنه مشهد الفوضى على مدى سنوات الإنتفاضة المسلحة وما تلاه من مشاهد تراوحت بين قطع الرؤوس والتفجيرات لمباني الفنادق والمحاكم ومؤسسات الدولة وسرقة المتاحف وتهشيم الآثار على الأرض السورية ولذلك لا نستغرب أن أغلبية الأردنيين مع توجه حكومتهم بالإصرار على إغلاق الحدود وعدم إعطاء الفرصة أمام المندسين من مختلف التنظيمات الذين يدفعون النساء والأطفال أمام الكاميرات للإستغاثة بعبارات مؤثرة من أجل فتح الحدود والتسلل إلى الحمى الأردني لممارسة وإرتكاب ما عجزوا عنه في سوريا،ونستطيع أن نقول أن الحكومة بإصرارها على عدم فتح الحدود قد سجلت أهم النقاط في مسيرتها القصيرة وهي مؤشر على نهج مؤداه أن مصلحة الأردن هي الأولى بالعناية والرعاية وأننا نستطيع أن نُصِر على مواقفنا بغض النظر عن ما ترغب به الجهات والمنظمات الدولية.
المواطنون السوريون الذين هجروا منازلهم تحت ضغط الجماعات المسلحة يمكن توفير ملاذات آمنة لديهم داخل حدود وطنهم يضمنها المجتمع الدولي،وليس كما حدث سابقاً عندما نصبوا خيام اللاجئين وأداروا ظهرهم للأردن الذي إستنزف موارده المائية والكهربائية وضاقت مدارسه بأبنائه وإلى باقي المتواليات التي كان بالإمكان تجنبها،العواطف والتضامن مع الشعب السوري الشقيق وقد تحقق ذلك بالفزعة والنخوة الحورانية للقرى والمدن المحايدة للحدود السورية الذين قدموا المساعدات والإغذية والأغطية لإخوانهم السوريين على إفتراض حُسن النية،ومع ذلك فإن المصالحات التي تجري بين الأهالي في الجنوب السوري ودولتهم ونشاهدها على التلفاز كانت كفيلة بإقناع هؤلاء اللاجئين بالعودة إلى منازلهم هي عوده إلى الرشد الذي شوشته أجهزة الإستخبارات الأجنبية والممولين الذين كانوا يستمتعون بلعبة شطرنج على الأرض السورية او برحلة صيد يجربون بها بنادقهم..المشكلة أن الصيدة راحت او أنها لم تسقط.
mababneh2012@yahoo.com