Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Aug-2017

إعادة فتح طريبيل يفتح نافذة فرص للبلدين والشعبين الشقيقين
كلمة
كتب - محرر الشؤون العربية
 
الراي - لو لم يكن الارهاب وارتكاباته ولو لم تكن الفوضى التي استثمرها الارهابيون لتمزيق عرى هذه الامة واستباحة حدودها وتهديد امنها الوطني والقومي وضعضعة الامن والاستقرار في ربوعها وتحطيم اقتصاداتها وإعمال القتل والخراب في صفوفها, لما كان لمعبر طريبيل ان يغلق بل ولما كان أي معبر حدودي بين اي دولة عربية واخرى ليُغلَق وان يتهدده الارهاب ويمعن في شرذمة الامة وتمزيق نسيجها الداخلي واشاعة القلق بين شعوبها..
 
لهذا جاء افتتاح المعبر الحيوي بين الاردن والعراق امس الذي شهده مسؤولون رفيعو المستوى من البلدين الشقيقين احتفالياً بكل ما يرمز اليه الفرح بعودة الامور الى سابق عهدها, كرسالة لكل كتائب وجيوش الارهابيين بأن خطابهم لن يكتب له النجاح وان مشروعهم الاجرامي محكوم بالفشل وأن امتنا امة واحدة رغم ما بذلوه وما انتُدبوا لاعاقته او تدميره.
 
لهذا ايضاً فإن ما لفت اليه رئيس الوزراء د. هاني الملقي من أن اعادة فتح معبر طريبيل الحدودي جاء ثمرة التعاون الاردني العراقي انما يندرج في تأكيد الثوابت التاريخية والجغرافية التي لا يستطيع الارهابيون ولا القتلة ولا اعداء هذه الامة المجيدة ان ينسفوها أو يضعفوها أو العمل على اعاقة التكامل البيني بين الاردن والعراق كذلك بين الاردن وسوريا وكل ما يمكن ان يعيد الامور الى نصابها ويخدم المصالح المشتركة للدول الشقيقة, على نحو يعكس حقيقة أن مشروع الارهابيين وخطابهم في طريقه الى الانتهاء والهزيمة وان السنوات العجاف التي استثمر فيه اعداء هذه الامة كل ما توفروا عليه لن تستمر وأنها مرحلة عابرة ولن تعود..
 
لا يخفى على احد أن الاردن الذي اثبت صحة ودقة قراءاته لما مرت وتمر به المنطقة العربية من احداث وعواصف, استطاع بحكمة وصلابة جبهته الداخلية وشجاعة وبطولات قواته المسلحة واجهزته الامنية أن يحافظ على حدوده مع الاشقاء في العراق واحبط كل محاولات المس بأمنه الداخلي أو اختراقات الجماعات الارهابية, على النحو الذي نجح فيه ايضاً الاشقاء العراقيون في الانتصار على الهجمة الظلامية فائقة الوحشية وما انجزه مقاتلوه الشجعان في الموصل والانبار وتلعفر من دحر للاهارب وتطهير لأوكاره والعمليات العسكرية المتواصلة لاعلان العراق خالياً من المجموعات الارهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الارهابي, انما تعكس قدرة هذه الامة وشعوبها على الصمود واجتراح المعجزات من اجل دفن المشروع الارهابي ودحره.
 
اعادة افتتاح معبر طريبيل ينطوي ايضاً على الفرص المتاحة والمتجددة لتعزيز التجارة والاستثمار والثقل بين البلدين دونما معوقات أو خضوع لاجندة الارهابيين ويشكل في الوقت ذاته قفزة نوعية على طريق اعادة اعمار العراق الشقيق ومنح الفرصة للقطاع الخاص في البلدين الاستفادة من هذا الانجاز لتوثيق العلاقات والمصالح المشتركة على أكثر من صعيد وفي اكثر من مجال تسهم كلها في تنشيط الاقتصاد ورفع مستوى التبادلات التجارية وتعميق التعاون والتنسيق بين عمان وبغداد دون خشية من هجمات ارهابية او محاولات لاعاقة عودة الامور الى مساراتها السابقة, بعد أن اثبت العراقيون قدرتهم على هزيمة الارهاب وحماية الطرق الدولية والمعابر الحدودية التي تربطه بالاردن, الذي اسهم في تأمين حدوده ورفض محاولات الارهابيين للسيطرة على المعابر التي تربطه بالعراق, ما ادى في النهاية الى انكفائهم وهزيمتهم.
 
من نافل القول التأكيد على اعادة فتح معبر طريبيل يشكّل اشارة واضحة بأن العراق في طريقه الى بسط سيطرته على معابره كافة واستعادة الامن والاستقرار في ربوعه وسيجد من الاردن كما وجد على الدوام كل دعم ومساندة واستعداد غير محدود لرفع مستوى التنسيق والتعاون معه وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين واعادة دورة الحياة والتنمية الى بلاد الرافدين.