Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Mar-2017

المرأة ومناسبة عيدها - د. زيد حمزة
 
الراي - وسط فيض من الاحتفاء بيوم المرأة العالمي في الاسبوع الماضي عبرت عن مشاعري على الفيسبوك بالكلمات القليلة التالية ( كل نضالات الدنيا تبقى ناقصة إذا لم تقترن بالنضال من اجل تحرير المرأة) فجاءني بين ما جاءني ردّان أوثر أن اوردهما، الأول من قارئة بعيدة قالت: شكرا لتضامنك مع المرأة وعملك الدائم من اجل العدالة الاجتماعية ومعها العدالة الجندرية، والثاني من قارئة قريبة قالت: نتوقع منك مقالة كاملة لا كلمات قليلات.. لم أعتذر بأني لست من كتاب المناسبات الذين يُستكتبون فانا احترم الصادقين منهم الذين يصدرون فيما يسطرون عن قناعة راسخة بتحرير المرأة، ولعل من احلى ما قرأت بهذه المناسبة مقال احمد حسن الزعبي في (الرأي)، لذلك عدت الى ذاكرتي لالتقط منها جهوداً متواضعة متواربة هنا وهناك بذلتها في دعم حقوق المرأة وفي مواجهة الظلم الواقع عليها، فمنها ما لايقل اهمية ومغزى عن تلك المعلنة في تصريح او خطاب او مقال، فمثلاً اكتشفت بين الصفحات القديمة أيام كنت في موقع المسؤولية قبل ثلاثة عقود ان في نظام التأمين الصحي نصاً يقول: إن الموظفة لا تشمل بتأمينها اولادها كما الموظف وهو تمييز لم يخطر لي على بال، فبدأت السعي لتغييره لكن ما صدمني هو أن عدداً من كبار موظفي الوزارة قاوموا مسعاي من وراء ستار بحجة انه مخالف للشرع، والانكى ان عقليات مشابهة كانت تقبع ايضاً في ديوان التشريع!.
 
أما على صعيد المواقف المؤيدة للمرأة والموزعة على امتداد نصف قرن من الكتابة الصحفية فلعل من الانصاف الاشارة لبعضها في مقالاتي مثل دفاعي الرمزي عن ((تاء التأنيث)) التي يأبى الذكوريون إلا أن يسقطوها عمداً في استخفاف بالمرأة وانتقاص من شأنها لكنها تبقى رغم انوفهم امينة عامة وليست امينا عاما وهي نائبة محترمة وليست نائبا قط ! ومثل اعتراضي على استعمال صفة ( الآنسة) للمرأة غير المتزوجة أو العذراء (!) وهي كلمة متهافتة لغوياً ولها دلالات التدخل في خصوصية صاحبتها ولا أشك ان رجالاً في عصور التخلف هم الذين ابتدعوها، فكل امرأة في نظري هي سيدة وليس الرجل وحده هو السيد، ومثل وقوفي في العام الماضي الى جانب الدكتورة هوما هودفار (الايرانية) الاستاذة في احدى الجامعات الكندية بمقالٍ طالبت فيه السلطات الايرانية بالافراج عنها بعد ان اقتيدت الى السجن وهي في زيارة خاصة لاهلها في وطنها، وكان مقالي محفوفاً باساءة الفهم من قبل الذكوريين بالضرورة وبالتفسير الانتهازي بأنه يعني موقفاً سياسياً اصطفافياً ضد ايران لم أقصده طبعاً، والأهم من كل تلك السفسطة ان الجهود العالمية التي ساهمتُ فيها بهذا النزر اليسير تكللت بالنجاح.. وخرجت هوما الى الحرية.
 
ومثل سخريتي مما يتغنى به البعض كوصول المرأة الى المواقع ((الرفيعة)) بواسطة قوانين وانظمة كرتونية وكوتات هزيلة يخطط لها ويديرها ذوو السلطة والنفوذ من الرجال وتتهافت عليها نساء انتهازيات فهو في نظري ارتقاء شكلي وجزء من ديكور ربما يخدع انصار حقوق المرأة فيميّع نضالهم، وبمقابل ذلك إعرابي عن الاعتزاز بدخولها ميادين العمل المختلفة وابداعاتها في كثير من المهن، فذلك لم يأت بقرار من الرجال ولا باذن منهم بل نتيجة جهدهن المخلص الدؤوب رغم القوانين الجائرة التي توضع في طريقهن، ومثل انتقادي للخطأ التاريخي الذي وقعت فيه الثورة الجزائرية الباسلة حين خيبت آمالنا باستجابتها لبعض القوى الظلامية في داخلها بضرورة عودة المرأة لتقر في بيتها بعد أن كانت تقف الى جانب الرجل في تحقيق الانتصار وهي نفسها القوى التي أججت في سنوات التسعينات حرباً ارهابية كادت تدمر الوطن الجزائري برمته، ولا يختلف ذلك كثيراً عن انتقادي لما فعلته بعض الثقافات القديمة في اعتبار المرأة مجرد ( شيء) او متاع يقتنيه مالكه الرجل فقامت بتغطيتها من رأسها الى أخمص قدميها مع انها كانت في بدء الخليقة.. عارية تماماً ! أو لما فعلته بعض المجتمعات المتقدمة حين اعتبرتها مجرد سلعة تباع وتشترى او تستعمل ويستخدم جسدها في سوق الجنس أو ترويج البضائع والخدمات.
 
وفي موازاة ذلك كنت اوجه التحية كل الوقت للمرأة الفلسطينية التي ما انفكت منذ اوائل القرن الماضي تخوض غمار النضال الى جانب الرجل الفلسطيني في اطول ثورة عرفها التاريخ رغم اهوال القمع التي مارسها الانتداب البريطاني ومن بعده الاحتلال الاسرائيلي.
 
كما لم أنس قط نضال المرأة الاميركية في الجنوب والشمال كجزء من نضالها العالمي الذي لا يتوقف، ولعلني في هذا المجال اوجه تحية خاصة للثائرة الاميركية السوداء أنجيلا ديفز التي ما فتئت تربط بين نضال افريقيا وامريكا وبين نضال الشعب الفلسطيني..
 
وبعد.. فها انا قد كتبت مقالا كاملاً دون ان اقصد، لكني لست نادماً فالمرأة الأم والأخت والزوجة والزميلة والرفيقة تستحق ان أُحشر بين كتاب المناسبات.. من أجلها!.