Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Mar-2018

مختبرات لتجريب أسلحتهم الجديدة ! - احمد ذيبان

الراي -  الأمر المعيب أن بلادنا العربية ،أصبحت ساحة لاختبار الأسلحة الجديدة ،في سباق التسلح المحموم بين روسيا وأميركا ،وأخيراً أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الروسي «غيراسيموف»، أن «الجيش الروسي جرّب «200 » سلاح جديد، خلال سنتين في حرب سوريا»، بمعنى أن تلك الأسلحة جُرّبت في قتل الشعب السوري، وتدمير البنية التحتية في سوريا، وعليه يمكن قياس ما جربته الولايات المتحدة من أسلحة جديدة، في قتل العرب وتدمير البنية التحتية، في حربها الأولى ثم حصارها للعراق وبعد ذلك غزوه وما نتج عن ذلك من كوارث، بضمها ما سمي بالحرب على «داعش»، ومنذ سنوات دخلت أميركا

«شريكاً» في قتل السوريين ! وبعد إعلان «غيراسيموف» بأيام، جاء خطاب الرئيس
الروسي بوتين الاعتراضي الذي كشف فيه ، عن إنتاج روسيا أسلحة جديدة تستطيع
،أن تصيب أي نقطة في العالم يستحيل اعتراضها، بينها صاروخ باليستي «لا يُقهر»،
وهدد «برد فوري على أي هجوم نووي أو تقليدي على روسيا أو حلفائها».ولا يتوهم
بعض العرب بأن روسيا مستعدة لخوض حرب نووية او تقليدية من اجل عيونهم ،هي
معنية بالدفاع عن مصالحها.والدليل ان طائرات العدو الاسرائيلي تستبيح الاجواء
السورية باستمرار ،وتضرب متى وكيفما تشاء ، بالتنسيق مع موسكو في ظل
«الانتداب الروسي» لسوريا !
وإشارة بوتين الى الحلفاء فسرها بعض المراقبين، بأنها تتعلق بالتهديدات اللفظية
المتبادلة باستخدام «الأزرار النووية»، بين الرئيسين الأميركي ترمب والكوري الشمالي
«كيم جون أون»، لكن الحقيقة أنه لا يمكن قراءة خطاب بوتين السنوي أمام البرلمان،
بعيداً عن قرب موعد الانتخابات الرئاسية، ورغم أن فوزه فيها شبه مؤكد فهو بحاجة
إلى تعظيم إنجازاته! منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية اعتمدت السياسة الخارجية
الأميركية، نهج الحروب «الساخنة والباردة» ومن خلال إشعال وتغذية الحروب
والصراعات، تضمن مصالحها الاقتصادية والسياسية والأمنية، وذلك يتطلب إقامة
قواعد عسكرية وتسهيلات لوجستية في مناطق عديدة، ومن خلال قراءة تجارب
وتوجهات السياسة الأميركية، فإن واشنطن إذا لم تجد عدواً سواءً كان حقيقياً أم
وهمياً، فإنها معنية بإنتاج عدو جديد، وعندما كان الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو
على قيد الحياة، كانت واشنطن مع حلفائها في حلف الأطلسي منشغلين في «الحرب
الباردة «، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وجدت أمريكا بـ «الإسلاموفوبيا» ذريعة جديدة،
لتغذية الصراعات فكانت «الحرب على الإرهاب»، ثم غزو العراق وما ترتب على ذلك من
تفريخ جماعات متطرفة، أصبحت محاربتها عنواناً رئيساً للسياسة الأميركية وبخاصة
في العراق وروسيا!
ومن هنا يمكن النظر للحجم الهائل، للموازنة العسكرية الأميركية لعام 2018» 600«
مليار دولار. وتعهد الرئيس ترمب بزيادتها بمقدار 54 مليار دولار، عند إقرار الكونجرس
للموازنة في شهر أذار الحالي، ومهما تباهى بوتين بأسلحته الجديدة، فإن أميركا لا
تزال تتفوق على روسيا بكثير في مجال التسلح، وبالمقارنة فإن الموازنة العسكرية
الروسية لعام 2018 تبلغ نحو 46 مليار دولار.
ظاهرياً خطاب بوتين ينطوي على تحذير شديد لأميركا، لكنه في الواقع يتضمن رسالة
للرأي العام الداخلي، للتذكير بإنجازاته ودوره في تعزيز حضور روسيا الدولي كـ «قيصر
جديد»! لكن ذلك ليس مهماً بالنسبة للمواطن العادي، وما يعنيه هو تحقيق إنجازات
اقتصادية واجتماعية، وإذا كانت روسيا تشكل القوة الثانية عسكرياً بعد أميركا،
لكنها تشكل القوة التاسعة اقتصادياً، ويرى المراقبون أن سباق التسلح الجديد، قد
يحول روسيا إلى دولة مدججة بالسلاح على «أرجل خشبية» هشة، مما يذكر بنهاية
الاتحاد السوفييتي.
والمفارقة أن الدول العربية هي الداعم الأساس، للصناعات العسكرية للدول المنتجة،
من خلال ما تشتريه من أسلحة، تستخدم في الحروب البينية والأهلية العربية، وفي
نفس الوقت تشكل البلاد العربية مسرحاً لتجربة تلك الأسلحة، التي يستخدمها الكبار
لتعزيز سياسة الردع فيما بينهم والحفاظ على مصالحهم، وتمزيق الجسم العربي كما
يحدث في سوريا، فهي تضم قواعد عسكرية روسية وأمريكية، مع حرص الجانبين
على رسم خطوط حمراء، تضمن عدم وقوع تصادم بينهما!