Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Apr-2018

عيد الفصح المجيد - م. فواز الحموري

الراي -  لوقت ليس بالقريب ، كنا ننتظر عيد الفصح للحصول على البيض الملون من ام حنا وأم طوني وأم جورج وام أمين وأم عيسى وسائر الأمهات ، لم نكن نعرف في ذلك الوقت المبكر من الصبا سوى انه العيد والذي يسبقه احد الشعانين بسعفه وزينته واعتباره مظهرا احتفاليا لنا جميعا مسيحيين ومسلمين.

يأتي عيد الفصح والذي نتمنى أن يكون مجيدا لمن يؤمن حق الإيمان بالرسالة السماوية وروح التسامح والمودة والاحترام بين الجميع وتلك هي القاسم المشترك فيما بيننا والرهان الدائم لحماية مستقبل الأجيال الآتية والحالمة بالمحبة والسلام بين الأمم جميعها.
لم نكن نعرف تماما سر صيام ام حنا وسائر العائلات المسيحية ولكننا نزين معا درب العيد بالفرح والمرح والزيارة والمعايدة وانتظار العيد من جديد مفعما بالآمال وبعزف الكشافة على مضمون ذلك بعد تناول «
مجدرة « ام عيسى تلك التي ما يزال طعمها الشهي في الذاكرة وعلى البال.
رسالة عيد الفصح واضحة بالإيمان الواحد لحماية النفس من الشرور والآثام والخطايا والعمل واحد للخلاص من العداء والغل والبغضاء والأمل واحد كذلك للسمو والرفعة والدليل واحد أن لا حياة دون تضحيات وصبر ورجاء لتلبية نداء السماء بنقاء.
يأتي عيد الفصح عقب يوم البشارة وأحد الشعانين وبعد محطات الصيام وبذلك يشكل مساحة مناسبة للتأمل في شؤون الحياة والدين والمعاملات ومستويات الأخلاق العامة والسلوك الخاص والعام تجاه ما يحدث اليوم بالتحديد وعلى الأرض المقدسة وفي العالم اجمع تجاه من يؤمن وتجاه من يحافظ على توازنه ما استطاع إلى ذلك سبيلا إلى الحقيقة السماوية الخالدة.
في القدس وبيت لحم وسائر الأماكن المقدسة يظهر السيد المسيح حزينا لما يحدث ويجرى حول العالم باسم الدين ويخجل من مضمون ذلك ويقول: ما لهذا جئت وأرسلت؛ رسالتي لكم المحبة والسلام ولم أكن يوما شقيا بما تفعلونه أيها الرعية !
منذ زمن ليس بالبعيد غاب معنى عيد الفصح المجيد وغاب معه صدق الاحتفال عند باب الكنيسة مع جوقة الكشافة وتوزيع الحلوى وأشياء أخرى ومنها أواصر العلاقة بين البشر للاحتفال معا في ظل أجواء صافية تماما.
للزمن القادم وللأعياد المتجددة في النفوس ثمة توق للخلاص من نير الظلم والاستبداد في العالم والتحرر من مظاهر القتل والتشريد والتنكيل وتوق خاص لمعنى الإيمان الحقيقي الذي هو بين المؤمن والخالق فقط دون وصاية وتوجيه من احد ؛ فعندما ننتقل إلى السماء سوف نحاسب مباشرة ودون وسطاء.
عيد ميلاد مجيد ، «المجد في العلا وعلى الأرض السلام «.