Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

هل ترامب الحل أم المشكلة؟ - يوسي شاين

 

يديعوت أحرونوت
 
الغد- رحلة دونالد ترامب إلى الشرق الاوسط، بالضبط في الوقت الذي تنال مسيرة التآكل في مكانته في الداخل الزخم، هي درس مفيد في فهم آلية الأواني المستطرقة – بين القوة والصلاحية الأميركية الداخلية وبين مكانة الولايات المتحدة على المستوى الدولي. بيل كلينتون هو الأخر شهد معضلة مشابهة في 1998، عند زيارته القدس، في الوقت الذي وقف أمام تصويت التنحية في الكونغرس في قضية مونيكا ليفنسكي.
هل فقدان الارتفاع للرئيس في واشنطن، الذي من شأنه أن يصبح هبوطا حقيقيا سيمس باحتمالات نجاح زيارته إلى المنطقة، أم ربما تساعد رحلته "لاعادة الزعامة الأميركية إلى العالم"، مثلما وصف ذلك وزير الخارجية تيلرسون في تحسين مكانة ترامب في الداخل؟ يحتمل بالتأكيد أن يتبين في النهاية بان لا صلة بين الامرين.
لقد ضعف ترامب جدا بسبب سلوكه الغريب حيال الروس، غروره في اقالة رئيس الـ اف.بي.آي وعدم قدرته على الاعتراف بحقيقة أن كل رئيس أميركي يسعى إلى تثبيت القوة والصلاحية ملزم بالحفاظ على منظومة التوازنات والكوابح في واشنطن. اما الارتجال والخطاب الشعبوي، فقد يكونا جيدين للانتخابات ولكنهما لا يكفيان من أجل الحكم في الديمقراطية الأميركية، ولا سيما عندما يكون هناك ميل للتورط.
إن حقيقة أن وزارة العدل قررت الشروع في تحقيق ضد ترامب اضافت إلى التآكل في الثقة به. 36 في المائة من الأميركيين فقط – وهذا درك أسفل تاريخي – يشهدون هذا الاسبوع بانهم يؤيدون رئيسهم. لقد منح ترامب ريح اسناد للصحافة التي تنفر منه، بل وفقد مراكز تأييد حرجة بين الجمهوريين في تلة الكابيتول. إذا ما بقي على قيد الحياة، فانه حتى وان تمكن من التملص، إلا أن الجميع يشمون الآن ضعفه – والرائحة تصل أيضا إلى شارع بلفور في القدس، حيث الترددات الشديدة التي لم تحسمها إسرائيل نفسها فيما إذا ترامب قوي ام ترامب ضعيف أفضل لها.
لا شك أنه حيال ضعفه في الداخل اصبح تعلق الرئيس الأميركي باللاعبين في الشرق الاوسط أكبر، ومعقول، ان بسبب طبيعته أيضا، سيتخذ خطوات غير مخطط لها كي يعظم جهوده. في الشرق الأوسط يسأل كل الزعماء كيف يمكن أن يتضرروا أو ينتفعوا من ضرر ترامب، وهذه المسألة حرجة على نحو خاص في القدس وفي بيت لحم.
نظريا من شأن ضعف ترامب ان يدفع اللاجئين إلى تشديد المواقف ورفع سقف المطالب. ولكن يحتمل أن بسبب ضعفه بالذات ستنخفض الأسعار كون أي من اللاعبين لا يريد أن يتخذ صورة من ساهم في ضعف إضافي للرئيس الأميركي. إضافة إلى ذلك، من المتوقع للسعوديين وللمصريين ربحا كبيرا من حصانة ترامب. فالسيسي تلقى اعترافا متجددا في واشنطن، بعد أن كان مقصيا في عهد أوباما، والملك السعودي يحظى بتأييد استراتيجي أميركي في مواجهة الإيرانيين، وعلى رأس ذلك الالتزام بصفقات سلاح بـ 110 مليارات دولار.
إن معضلة حصانة وضعف ترامب صعبة على نحو خاص لبنيامين نتنياهو. فالخطاب المتغير للرئيس الأميركي في الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني يهز اليمين الإسرائيلي الذي جعل ترامب في غضون بضعة اسابيع من مسيح منقذ لبلاد إسرائيل إلى "تراجيديا" إسرائيلية، كما وصفته الصحفية اليمينية كارولين غليك. مشكلة نتنياهو في أن يعرف بشكل واضح ما هو مدى الربح والخسارة حيال الإدارة الحالية في واشنطن، من شأنها أن تدفعه لان يتبنى موقفا ليس واضحا على الاطلاق اذا كان مستعدا له.
مثلما في الماضي، ففي زيارة الرئيس الحالية أيضا، يعتمد بيبي على الرفض الفلسطيني؛ والفلسطينيون بشكل عام يخيبون أمل اليمين الإسرائيلي. ولكن ترامب، الذي يعول على إنجاز هام يمكنه أن يبرز حصانة زعامته في مواجهة فشل اسلافه في البيت الابيض، لن يتنازل بسهولة. إذا جلب معه إلى إسرائيل وبيت لحم اسنادا كاملا من "العالم السني" لتسوية سلام تاريخية، فستصل الدراما في مقر رئيس الوزراء في شارع بلفور في القدس ذروة جديدة – ومن شأن إسرائيل ان تجد نفسها منجذبة أيضا إلى الجدال الداخلي الأميركي على مستقبل الرئيس.