Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Nov-2018

نعالوة.. يقضّ مضاجع المحتلين* كمال زكارنة
الدستور - 
 
منذ السابع من الشهر الماضي والكيان المحتل على ركبة ونص، بعد ان نجح الفدائي اشرف نعالوة بتنفيذ عمليته البطولية في مستعمرة بركان المغتصبة، الاف من جنود الاحتلال، وآلياته ودباباته وجميع اجهزته الامنية، والكلاب المدربة واحدث الاجهزة والمعدات واكثرها تطورا وتقدما، تستخدم في عملية البحث الطويلة والشاقة للكشف عن مكان المناضل نعالوة، الذي اصبح هو الذي يطارد الكيان المحتل بأكمله، ولم يبق حجرا في الضفة الغربية المحتلة الا قلبوه، ولا حفرة او بئرا الا نزلوا فيها او فجروها، ولا جدارا الا طافوا حوله مرارا وتكرارا، ولا مغارة الا فتشوها او فجروها، ولا بيتا مهجورا الا نصبوا بداخله كمينا، ولا شجرة الا تسلقوها او قطعوها، ولا شابا الا اوقفوه ودققوا بهويته الشخصية وتفحصوا ملامحه وقارنوها بملامح اشرف، الصيد الثمين بالنسبة لهم، لكنه الاسم المرعب الذي يخيفهم وهو متخف عنهم، ولم يفارقوا بلدة اشرف ابدا فان اختفوا عن انظار اهلها علنا كانوا يتواجدون وما يزالون سرا، فقدوا صوابهم وجن جنونهم وانهار هرمهم الامني الوهمي الكرتوني، مما دفعهم لاعتقال والدة اشرف وشقيقه للضغط عليه واجباره على التسليم والاستسلام، لكن انّى لهم ذلك، فهذه الام التي ربّت اشرف لن يستطيعوا النيل من صمودها وصبرها وقوتها ووطنيتها واخلاصها لشعبها وارضها.
اشرف بمفرده ارهق الكيان المحتل وارعبه وارّقه، واجبره على تجريد جيشه الغازي بكل تجهيزاته ما يقارب الشهرين حتى الان، وهو يستمتع بعذابهم وخوفهم ويسخر من هشاشة هذا الكيان الجبان، الذي لم يصمد امام مناضل فلسطيني واحد، ولم يستطع الوصول اليه، رغم كل الامكانيات التي يملكها وتلك المسخّرة لمساعدته.
السؤال المطروح، هل يحق لسلطات الاحتلال ان تنكل بالشعب الفلسطيني كاملا بحجة البحث عن مطلوب، وهل يسمح لها القانون الدولي بان تقوم بكل هذا الارهاب والعنف، ومداهمة البيوت منتصف الليل وبث الرعب بين الاطفال الصغار، وتعذيب الكبار واعتقالهم وتهديدهم بالقتل والحجز والمنع من العمل وهدم منازلهم لنفس الحجة.
قد يضطر الفلسطينيون في الاراضي المحتلة لتفريغ جيوبهم من اية محتويات، لان جنود الاحتلال سيقومون بتفتيشها في المرحلة اللاحقة بحثا عن اشرف، هذا الاحتلال الهزلي اصبح مسخرة حقيقية، وهو كذلك منذ وجد، لكنه الان تفوق على نفسه بكل هذه الصفات الرديئة، فهو من جانب يثبت فشله وهزيمته امام جمهوره على الصعيد الداخلي، ويؤكد ضعفه وفقده زمام المبادرة امام العالم، وانه لا يتقن الا ممارسة الاجرام والارهاب ضد الشعب الفلسطيني.
يجب العمل فلسطينيا وعربيا، على وقف هذه الحملة الارهابية المسعورة التي يقوم بها الاحتلال في الاراضي الفلسطينية تحت ذريعة البحث عن اشرف، فقد عاث جنوده الدمار والخراب وتمادوا كثيرا، وطالت اعتداءاتهم كل من وجدوه في طريقهم، واستباحوا كرامة شعب صامد على ارضه ودنسوا حرمة البيوت، لاعتقال النساء والرجال وتعذيبهم.