Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Jun-2017

لدى الشباب ما يقولونه - الاب رفعت بدر
 
الراي - في لقاء للأمير الحسن بن طلال، مع طلاب الجامعة الأمريكية في مادبا (وهي بالمناسبة تابعة للبطريركية اللاتينية)، جرى حوار شيق بينهم وبين الأمير الذي اكتفى بإجابات على تساؤلاتهم.
 
وقد أحالت رئاسة الجامعة وعمادة شؤون طلبتها نوعية الأسئلة إلى الطلبة أنفسهم، فبحثوا في المكتبة، وعلى شبكات الانترنت، عن المفاصل الأساسية في «تفكير» سموّه، وجاءوا بأسئلة طرحوها بلغة انجليزية متقنة جداً، ودلت على عطش الشاب في بلادنا إلى رسم شعاع بل أشعة من الأمل للمستقبل.
 
فكان الحديث أولاً عن التطرف والتعصب والعنف والارهاب، وماذا يمكن لنا نحن الشباب أن نسهم به للحدّ من الظواهر الخانقة والسائرة ضد الإنسانية. وثانياً كان حديث عن البيئة وبالأخص عن المياه وجعلها سبب تعاون بين سكان وقادة وشعوب المنطقة وليست سبب خصام وحروب أبداً.
 
وثالثاً جرى «سين وجيم» حول المواطنة في الوطن العربي، وهل سيكون هنالك مواطنة «كاملة الدسم» من حيث المساواة الكاملة بين جميع المواطنين بدون أي تمييز وبدون إقصاء ولا تهميش.
 
ورابعاً، ومن داخل الجامعة الأحدث في بلادنا، جرى حوار حول الدور الذي تلعبه الجامعات اليوم من حيث التأثير على عقليات فكر وثقافة الشعوب، وليس الاكتفاء بسيل المعلومات وقطف «الوجبات السريعة» من حشو الدماغ بكل ما يخطر على البال.
 
أما النقطة الخامسة التي تم تركيز الطلبة عليها فهي الحوار بين أتباع الأديان، وكيفية تعزيز قيم المحبة والتآخي والتعاون بينهم. والأهم من ذلك أن الدين اليوم يتعرض لعاصفة من الاتهامات من جهة، ومن التشويه من جهة أخرى، نظراً لزج العنف في الدين وهو منه براء. وقد تم التوقف عند هذه النقطة التي يريد الشباب لها أن تزدهر وتتطوّر ويتم فيها تصدير الرسائل والمبادرات الأردنية، الى كل أطراف الأرض، في الدعوة الى الاحترام المتبادل، والعيش المشترك السلمي، والاستخدام الصحيح للدين في خدمة قضايا العدل والسلام والحقوق الإنسانية الأساسية، وتعزيز الحريات الشاملة، وأهمها حرية التعبير والحرية الدينية.
 
نعرف جميعاً مخزون الفكر الواسع والراقي لسمّو الأمير، وليس المجال هنا لذكر الإجابات المفصّلة التي أراد بها سموه أن يبث روح الحماسة والشجاعة والجدية في نفوس «جيل الغد الواعي والمثقف». إلا أنّه حرص على أن يبيّن للشباب كيف عليهم أن «يقتدوا» بالشخصيات المؤثرة في التاريخ، ماضيا وحاضرا، لتكون هذه «القدوة» منبع استمرارية وتأسيس للحضارة الإنسانية النبيلة. وهي أيضاً دعوة إلى كل من يحمل ويتحمّل المسؤولية، لأن يكون قدوة في حياته ومسلكه أولاً ثم في كلامه وخطابه ونظرياته. وكأنّ المثل العالمي أصبح: «قل لي من قدوتك، أقول لك من أنت».
 
حقا ، انّ لدى الشباب ما يقولونه ، وما علينا سوى الإصغاء إليهم...
 
Abouna.org@gmail.com