Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Oct-2016

مختصون: تعديلات المناهج تواكب المستجدات وتحقق الاصلاحات التربوية

 

عمان - أكد  ساسة وأكاديميون أن التعديلات التي طرأت على المناهج جاءت لتطوير عناصر العملية التعليمية، ومواكبة المستجدات التربوية، ومعالجة جوانب القصور التي أظهرتها الدراسات المتخصصة، بما يساعد في تحقيق الإصلاح التربوي الشامل.
وشددوا أن هذه التعديلات تتماشى مع عملية التطوير والتعديل والتنقيح والمراجعة المستمرة للمناهج الهادفة إلى تعميق التفكير العلمي وتعزيز قيم التسامح والأخلاق وترسيخها في ثقافتنا العربية والإسلامية واحترام الرأي والرأي الآخر، وتكريس مبدأ الحوار.
وبالسياق، أكد الوزير السابق رئيس جمعية الحوار الديمقراطي الوطني محمد داودية أهمية تطوير كتب الطلاب وتعديلها وتنقيحها ومراجعتها بصورة مستمرة، بحيث تكفل التفكير العلمي والتسامح والأخلاق والمحبة، إذ لا يجوز أن نسبب الرعب للطلاب، وإنما يجب جذبهم بسماحة الإسلام.
وأوضح داودية أن حرق الكتب سلوك، لجأت إليه الأنظمة المستبدة الشمولية، في حروبها لمحو آثار خصومها وتأثيرهم العلمي أو العقائدي أو الديني، كما فعلوا مع كتب ابن رشد وكما فعل الستالينيون في الاتحاد السوفياتي والمتعصبون إبّان الثورة الثقافية في الصين، و"الخمير الحمر" في كمبوديا، والنازيون الهتلريون تمهيدا للحرب العالمية الثانية ،والدواعش المتعصبون الذين أتلفوا أشرطة الموسيقى وأقراصها المدمجة وكتب التاريخ الإسلامي التي لا توافق أهواءهم.
وقال إن من التلفيقات في هذا الباب القول إن الاتجاه هو لإلغاء التربية الإسلامية والقرآن من المدارس والنص على أن القدس عاصمة إسرائيل علما ان موقف الأردن في الأمم المتحدة مقاوم للاعتداء الصهيوني على القدس.
وأكد داودية ثقته بحرص وتقى وتخصص وأخلاق ووطنية وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، والدكتور هايل داود، والدكتور محمد الخطيب عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، والخبراء الذين أجروا التعديلات على الكتب المدرسية، وأعلنوا أنها تخلو مما يلصق الآخرون بها من اتهامات.
وقال إن الظاهرة المؤسفة التي نتوقف عندها، هي تحويل كل قضايا الاختصاص إلى قضايا رأي عام، واستقطابات سياسية ومحاكمات على وسائل التواصل الاجتماعي، كقضية تعديل الكتب المدرسية، وكلما تقدم مختص برأيه وحجته، التي لا تطابق هوى معارضيه ورأيهم، اتهم بأنه "سحيج" وأنه يبيع دينه بدنياه.
وتساءل إن كان الذين يشككون بهم أكثر حرصا على الدين والأخلاق منهم؟ مع التأكيد أن جميع أعضاء لجنة تطوير المناهج هم قامات وطنية ودينية وتربوية مشهود لهم بالأمانة والإخلاص والوطنية والاستقامة.
وطالب بإجراء تعديلات أشمل تتضمن تدريس الأخلاق والانضباط والاحترام والنظام، وتجاوز الهويات الفرعية، بحيث تخرج لدينا أجيالا لها القدرة على الحوار وتقبل الآخر.
 من جهته، قال وزير الإعلام الأسبق الدكتور نبيل الشريف إن الحياة تقوم على التطور والتغيير نحو الأفضل دائماً، لأن السكون والرتابة من سمات المجتمعات غير المتقدمة، وبالتالي فإن التطوير يحمل الخير للجميع بصورة عامة.
وأشار إلى أن تطوير المناهج عملية طبيعية يجب أن تنطلق بالدرجة الأولى من المصلحة الوطنية والمحافظة على الثوابت والقيم العربية الإسلامية، مستغربا الضجة المثارة على عملية التطوير والتمسك في الماضي، مؤكداً في الوقت ذاته أن المعادلة الصحيحة تكمن في المحافظة على الثوابت والقيم من جهة، وأخذ الأساليب الجديدة بالتعليم من جهة أخرى.
بدوره، قال أستاذ الشريعة في جامعة مؤتة الدكتور محمد الزغول إن المناهج بحاجة لتطوير مستمر، للارتقاء بالعملية التعليمية والثقافة المجتمعية، معتبرا ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجرد تشويش يسيء للعملية التربوية.
وأكد ضرورة توفير خطة عملية منهجية لتطوير وتحديث المناهج، بحيث تعكس إيجابا على تفكير النشء ، داعيا المجتمع الى الحوار والتعاون والتكاثف ضمن فريق واحد لتلافي نقاط الضعف وتجاوزها .
أما عضو الهيئة الادارية في جمعية الحوار الديمقراطي الوطني المحامي الدكتور إبراهيم الطهراوي، فقال إن لغة الخطاب في الشارع الأردني لا تفرق بين المنهج والدرس فهناك بعض الدروس تم تغييرها بما لا يخالف الشريعة او العقيدة الاسلامية، واحترام الإسلام. مشيرا إلى أن ما لا يتطور ينقرض. 
وبين أنه من القيم الثابتة في ثقافتنا العربية الإسلامية احترام الرأي الآخر، وتعزيز مبدأ الحوار، الأمر الذي يؤكد ضرورة التركيز على هذه المواضيع في مناهجنا الدراسية، وبخاصة أننا بحاجة لأدوات جديدة في التفكير والتعليم، كما أن احترام خصوصية الآخر وقيمه ومبادئه من الثوابت الأساسية التي يجب أن تتضمنها المناهج، والوقوف بقوة ضد خطاب الكراهية والعنف. 
ونوه بأهمية إصلاح وتأهيل المعلم والمدرسة والكتاب كون الاصلاح يتم من خلال التربية والتعليم، لافتا الى أن الخوارج القاعدية عملت على إحداث خلل وفقدان الثقة بالمؤسسة التعليمية.
وبين أن إساءة استخدام المواقع الاجتماعية وعدم الوعي الكامل لدى المواطن أثار تلك الموضوعات، مشيرا إلى أنه لا بد من وجود حلقات متخصصة لإرشاد الناس وتوعيتهم ضمن أسلوب حضاري إضافة الى وجود جمعيات سياسية تعمل على تطوير وتنمية مواهب الشباب واستغلال طاقاتهم.
يشار الى أن وزير التربية والتعليم عرض خلال فعاليات المؤتمر التربوي السنوي الثالث بعنوان "التخطيط الاستراتيجي التربوي/ ارتقاءً في الممارسات التعليمية...جودةً في المخرجات" العام الماضي محاور خطة الوزارة وفي مقدمتها خطة الاصلاح التربوي للأعوام 2015 - 2020 والتي تشتمل ثلاثة محاور رئيسة: هي محور التعليم والتعلم الذي يشمل تطوير المناهج والكتب المدرسية، وتطوير امتحان الثانوية العامة، وتدريب المعلمين وتكنولوجيا التعليم والمعلومات والاتصال، ومحور الأبنية المدرسية والتجهيزات، ومحور الادارة والتشريعات والتوجه نحو اللامركزية وبنية السلم التعليمي وتطوير معايير المساءلة وجودة التعليم.-(بترا)