Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Apr-2021

القدس..الخيارات المتغيرة في مواجهة المؤامرة
الراي - كتب - ماجد الامير
 
دفعت «مؤامرة صفقة القرن» الأردن إلى تغيير تكتيكه في الاشتباك السياسي مع اسرائيل والترمبية -نسبة لترمب الرئيس الأميركي- وانتهاج لغة صارمة ممثلة بـ «اللاءات الثلاث»، والتلويح «باحتمال الصدام»، وذلك لان القدس في التفكير الاستراتيجي تمثل تهديدا للوجود الاردني والفلسطيني.
 
منذ اليوم الأول لإعلان الرئيس الاميركي السابق دونالد ترمب عن صفقة القرن،قرر الملك عبدالله الثاني مواجهة هذه الصفقة لأنها تشكل تصفية للقضية الفلسطينية، لذلك أطلق الملك لاءاته الثلاث الشهيرة «لا للتوطين ولا للوطن البديل ولا للتنازل عن اي شبر من القدس الشرقية » لإفشال الصفقة واسقاطها.
 
السياسة العدوانية للحكومات الاسرائيلية التي تقودها الأحزاب الصهيونية اليمينية المتطرفة، وسيطرة اليمين المتطرف على المجتمع الاسرائيلي ادت الى صدام دائم في المنطقة بين الاحتلال و الاردن وفلسطين.
 
جلالة الملك عبدالله الثاني منذ سنوات وهو دائم الاشتباك ضد مخططات الحكومات الصهيونية المتطرفة بدءا من مواجهة مخططاتهم في تهويد القدس، وليس انتهاء باسقاط مؤامرة القرن التي أعلنها الرئيس الاميركي السابق دونالد ترمب، بل إن الملك وقف بوجه الإدارة الأميركية السابقة من خلال الرسائل والمواقف الصلبة برفض صفقة القرن علاوة على الاشتباك سياسيا لاسقاط سياسة ضم المستوطنات وغور الاردن.
 
مسارات الأردن في الاشتباك لمناهضة المؤامرة، كانت محلية ودولية، فقد حرص جلالة الملك دائما على وضع العالم امام مسؤولياته لإيجاد موقف دولي قوي يمنع أسرائيل من مواصلة عدوانها بضم المستوطنات وغور الاردن،لأن ذلك يشكل عدوانا على فلسطين والأردن والأمة العربية ويشكل أيضا انتهاكا للقانون الدولي، وإنهاءا لأية فرصة للسلام في المنطقة، بل إن خطوة الضم هي بمثابة إعلان حرب من قبل اسرائيل على فلسطين والاردن والدول العربية.
 
الملك قدم موقفا حازما وقويا وواضحا، حينما قال » إذا ما ضمّت إسرائيل بالفعل أجزاءً من الضفة الغربية، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية»،وهو موقف قوي وواضح بل إن جلالته أراد تحذير اسرائيل ومن يقف خلفها وخاصة الإدارة الاميركية آنذاك من أن خطوة ضم أجزاء من الضفة الغربية ستجعل المنطقة على حافة الهاوية، وستؤدي الى صدام بين الأردن واسرائيل، كما أن الأردن لن يقف مكتوف الأيدي تجاه هذه العدوان على الشعب القلسطيني والذي يقتل السلام في المنطقة، وبالتالي فإن الأردن حينها سيدرس جميع الخيارات حول التعامل مع معاهدة السلام.
 
الموقف القوي لجلالة الملك أنذاك أسهم في إفشال مخطط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بضم غور الأردن المستوطنات في الضفة الغربية، وأدى إلى تراجع إسرائيل عن مخطط الضم.
 
القدس كانت وستبقى الهم الأول لجلالة الملك، وثابتاً من الثوابت الاردنية، بل هي عنوان الاشتباك السياسي اليومي بين الأردن واسرائيل،فالملك يحرص على التواصل مع أهل القدس ويحرص على توفير كل متطلبات صمودهم في المدينة المقدسة، علاوة التمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي يعتبرها الأردن خط احمر ولن يسمح المساس بالوصاية الهاشمية والتي هي من الثوابت الأردنية من أجل حماية المسجد الاقصى وقبة الصخرة من مؤامرات الاحتلال والتهويد.
 
الملك دائم الاشتباك ضد السياسة الصهيونية ويعمل بكل قوة مع المجتمع الدولي على انهاء الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئيين الفلسطينيين، وهذه ثوابت للسياسة الاردنية في مواجهة المخططات الصهيونية وسياسة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترمب الذي انحاز لليمين الصهيوني المتطرف باعلانه صفقة القرن والاعتراف بالقدس عاصمة الى اسرائيل، والسماح لدولة الاحتلال بضم المستوطنات وغور الاردن.
 
الجهود الاردنية تنصب على التحذير من خطورة سياسة الحكومات الاسرائيلية بضم اراض من الضفة الغربية وبناء المستوطنات على المنطقة وعلى السلام العالمي وتحشيد موقف دولي وخاصة دول الاتحاد الاوروبي ضد هذه السياسات العدوانية، لذلك اعتبرت السياسة الاردنية أن الضم عدوانا على فلسطين و الأردن لذلك يجب مواجهة الضم وأفشال هذه الخطوة الخطيرة التي ستؤدي الى قتل الدولة الفلسطينية وقتل اية فرصة للسلام في الشرق الاوسط.
 
الاردن أدرك اهمية الموقف الدولي وخاصة موقف الاتحاد الاوروبي الرافض لقرارات ترمب ولقرارات الحكومة الاسرائيلية سواء بالضم او القدس، وهنا يشكل الموقف الاوروبي رافعة يمكن الاستفادة منها خاصة في ظل موقف روسيا والصين الداعمين تاريخيا للحق الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.فالاستفادة من الموقف الدولي تتطلب ايضا موقفا قويا من جامعة الدول العربية في مواجهة سياسات الاحتلال وهذا موجود من خلال قرارات وزراء الخارجية العرب الاخيرة وخاصة الالتزام بمبادرة السلام العربية.
 
الساحة العربية اليوم يمكن لها ان تكون قادرة على الوصول الى تفاهم عربي رسمي على موقف موحد ولو بالحد الادنى خاصة في ظل وجود ادارة جديدة في الولايات المتحدة الاميركية قدمت سياسات مختلفة او حتى متعارضة مع سياسات ترمب المعادية للشعب الفلسطيني، لذلك المطلوب عربيا هو دعم الموقف الاردني والفلسطيني في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.
 
في المحصلة، إذا كانت للسياسة الخارجية خصائص تعرف بها، إلا أنها للقدس مختلفة.. وممفتوحة على جميع الخيارات والاحتمالات.. والتكتيكات.