Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Mar-2018

بريطانيا تتعهد بالرد اذا ثبت تورط دولة في تسميم جاسوس روسي مزدوج

 لندن- أ ف ب - تعهدت الحكومة البريطانية الخميس بالرد بشكل "مناسب" اذا ثبت تورط دولة ما في تسميم جاسوس مزدوج روسي سابق وابنته في بلدة بجنوب غرب المملكة المتحدة، في محاولة قتل تؤجج التوتر بين لندن وموسكو المشتبه بها الرئيسية في هذه القضية.

وقالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي لقناة "اي تي في" ان الحكومة "سترد في حال الضرورة. سنفعل ذلك بشكل صحيح وعلى اساس أدلة جيدة".
وردا على سؤال عن احتمال طرد السفير، صرحت ماي "سنفعل ما هو مناسب، ما هو سليم، اذا تبين انه (حادث التسميم) مدعوم من دولة".
الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال خلال جلسة محاكمة في موسكو في 9 آب 2006 من جهتها، اكدت وزيرة الداخلية آمبر راد امام النواب البريطانيين انه "سنبذل كل ما بوسعنا لجلب الفاعلين الى القضاء، أيا كانوا وأينما يكونون".
ووصفت راد الهجوم بأنه "وقح ومتهور" و"محاولة قتل بأكثر الطرق وحشية وعلنية" وقالت ان بريطانيا "ستتحرك بطريقة حازمة عندما تصبح الوقائع أكثر وضوحا".
ولا يزال سيرغي سكريبال (66 عاما) الذي انتقل إلى بريطانيا في 2010 في اطار صفقة تبادل جواسيس، فاقدا للوعي وفي حالة حرجة لكن مستقرة في المستشفى مع ابنته يوليا بعد العثور عليهما في حالة اغماء على مقعد امام مركز تسوق الاحد.
واصيب شرطي حضر لاسعافهما بعوارض مرضية لكن حالته تتحسن "وهو واع ويتحدث ويتفاعل" بحسب الوزيرة راد.
وقالت الوزيرة البريطانية لبرنامج "صباح الخير يا بريطانيا" على قناة "آي تي في وان" التلفزيونية "إن المُستهدفين الاثنين لا يزالان في حالة خطيرة جدا، فيما الشرطي يتحدث ويتفاعل ولذا فإني أكثر تفاؤلا بشأنه، لكن من المبكر جدا التأكيد".
وأكدت الشرطة البريطانية الاربعاء وللمرة الاولى استخدام غاز أعصاب وبأن تحقيقاتها تتعلق الان بمحاولة قتل. وقالت شرطة مدينة لندن "إن الشرطة حاليا تستطيع التأكيد بأن العوارض التي بدت عليهما ناجمة عن التعرض لغاز أعصاب".
واضافت "إن الاختبارات العلمية التي اجراها خبراء حكوميون حددت نوع غاز الاعصاب المستخدم وهو ما سيساعد في تحديد المصدر". وذكرت صحيفة تايمز الخميس نقلا عن مسؤول حكومي بريطاني لم تسمه إن وضع سكريبال دقيق بشكل خاص. واضافت "المؤشرات تدل على إنه لن ينجو" بحسب المصدر الذي قال ايضا "اعتقد إن الوضع قد يكون اكثر تفاؤلا بالنسبة (ليوليا)".
وفرضت الشرطة طوقا على مطعم ايطالي وحانة يعتقد ان سكريبال وابنته ارتاداهما. وقال أحد الاشخاص الذين كانوا في المطعم لصحيفة تايمز إن سكريبال تناول الطعام هناك الاحد، وإنه كان مضطربا. واضاف الشاهد العيان "كان يتصرف بشكل جنوني، لم افهم ما كان يجري". وتابع "لم يبدو مريضا جسديا بل ربما نفسيا بالطريقة التي كانت يتصرف بها".
وقالت الشرطة إنها منفتحة امام جميع الاحتمالات بشأن ما حصل، لكن وزير الخارجية بوريس جونسون المح إلى روسيا.
وأشار جونسون إلى "أوجه التشابه" مع تسميم الجاسوس الروسي السابق منتقد الكرملين الكسندر ليتفيننكو في لندن في 2006 في حادثة وجهت بريطانيا فيها اصابع الاتهام لروسيا.
وقال وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون للتلفزيون البريطاني الخميس إن روسيا "تمثل تهديدا أكثر من اي وقت مضى". وغرد النائب المحافظ نيك بولز "لا أرى كيف يمكننا الابقاء على علاقات دبلوماسية مع دولة تحاول ان تقتل اشخاصا على الاراضي البريطانية".
لكن وزيرة الداخلية دعت إلى "الهدوء" فيما تقوم الشرطة بتحقيقاتها.
واتهمت موسكو سياسيين بريطانيين وصحافيين بتأجيج المشاعر المعادية لروسية، وقالت المتحدثة باسم الكرملين ماريا زخاروفا للصحافيين إن القضية "استخدمت على الفور لتعزيز الحملة المعادية لروسيا في وسائل الإعلام".
وقالت الشرطة ان مئات المحققين في قوة مكافحة الارهاب يعملون "على مدار الساعة" لتحديد التسلسل الزمني لتحركات الضحيتين وأنه تتم مراجعة "العديد من الساعات" التي سجلتها كاميرات المراقبة.
وتحقق الشرطة لمعرفة ما إذا كانت إبنة سكريبال التي وصلت بريطانيا الاسبوع الماضي قادمة من موسكو حاملة "هدايا لأصدقاء" قد أدخلت معها غاز الاعصاب عن غير قصد.
وذكرت الصحيفة في وقت سابق إن المحققين سينظرون أيضا في ظروف وفاة زوجة سكريبال عام 2012 إثر معاناة مع السرطان، ووفاة ابنه البالغ من العمر 44 عاما في سان بطرسبورغ العام الماضي من مشكلات في الكبد، بحسب تقارير.
واكدت رئيسة الحكومة تيريزا ماي إن الحكومة قد تفكر في منع مسؤولين بريطانيين وشخصيات من حضور كأس العالم 2018 في روسيا إذا ما ثبت تورطها في تسميم سكريبال.
وذكر عدة وسائل إعلام بريطانية الاربعاء نقلا عن مصادر في القصر ان الأمير وليام لن يحضر الألعاب.
كان سكريبال كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، وسُجن في بلاده بتهمة الخيانة لحساب جهاز الاستخبارات البريطاني إم.آي.6.
وحصل على عفو ثم انتقل إلى بريطانيا في اطار صفقة تبادل جواسيس بين روسيا والولايات المتحدة في 2010.