فقد انفصلوا عن اليهود زمن الملك (رحبعام بن سليمان بن داود) ونصبوا عليهم ملكاً يدعى (بريعام) ومنذ ذلك العهد وهم على خصومة شديدة مع اليهود. وعندما غزا سرجون الثاني ملك اشور فلسطين تمكن من التغلب على السامريين وسبى معظمهم الى بابل عام (721 ق م) وجاء من العراق بأناس اخرين اسكنهم مكانهم وبقي السامريون في بابل في الاسر والنفي حتى تولى (سوردي) ملك اشور فسمح برجوع قسم كبير منهم مع كهنتهم الى (شكيم) (نابلس) وما جاورها من القرى واختلطوا بالسكان ونشروا ديانتهم، واتخذوا من جبل جرزيم مذبحاً ومعبداً يقدسونه ويعتبرونه جبل الطور بدلاً من القدس التي تناسوها وألغوا قدسيتها من توراتهم. اما تسميتهم «السامريون» فهي تسمية ادارية للتفريق بين مقاطعتهم والمقاطعات الاخرى.

 

وكانت (سبسطية) تدعى السامرة وقد اتخذها اليونان عاصمة للمقاطعة فسمى سكان المقاطعة (سامريون). وبعد فترة ضعف حكم الفرس واليونان وتقوى السامريون وحصنوا البلاد التي اقاموا بها. وعندما دخل الرومان عام 66م سوريا بقيادة (فسبسيانوس) وجه فرقتين من جيشه الى فلسطين الاولى بقيادة (تيطس) لتدمير القدس واخضاع اليهود والثانية بقيادة (سيرياليس) لإخضاع السامريين وتدمير عاصمتهم (شكيم) اي نابلس. وقد اعتصم السامريون في جبل جرزيم فحاصرهم الرومان بشدة وقتل منهم (20 (الفاً واسر وشرد الالوف الذين ظلوا في الجبال الى ان رحل (فسبسيانوس) الى روما ليصبح امبراطوراً خلفاً لنيرون وفرض جزية ضخمة عل السامريين وضعفوا ولم تقم لهم بعدها قائمة.

 

لقد دمر الرومان معبدهم جرزيم ومنعوهم من مزاولة طقوسهم وبخاصة الختان. وتفرقوا بعدها في ارجاء العالم ولم يبق منهم الا في نابلس وحولون قرب تل الربيع (تل أبيب). وعندما استولى المسلمون على فلسطين اعيد للسامريين حريتهم وطقوسهم وظلوا في رغد وازدهار حتى وقت الحروب الصليبية حيث تضرروا منها وتشتتوا ما عدا قرية عورتا قرب نابلس حيث لم شملهم في مدينة (شكيم) اي نابلس حتى اليوم.

 

يعتقد السامريون ان توراتهم هي الاصح وغير محرفة ودياناتهم هي ديانة بني اسرائيل الحقيقية. ويعتبر السامريون (شكيم) نابلس مدينتهم المقدسة وليس القدس التي ألغوا قدسيتها من توراتهم وان جبل جرزيم مقدس عندهم. ويعيشون بسلام مع العرب وأعطتهم اسرائيل الجنسية الاسرائيلية لتسهيل تواصلهم مع الاقلية في (حولون) واعطاهم الرئيس الراحل عرفات مقعداً في المجلس التشريعي الفلسطيني تحت نظام الكوتا لكن تم الغاءه بعد وفاته.

 

اساس ديانتهم التوراة اي الكتب الموسوية الخمسة والتي كتبها موسى وهي الاسفار الخمسة «التكوين، الخروج، اللاويون، العدد وتثنية الاشتراع» لا يعتبرون نبياً يهودياً الا موسى. وانهم نسل إسرائيل القديم سكان مملكة الشمال وعاصمتها السامرة وعاشوا بعد الرجوع بحرية ومكانة محترمة في نابلس (وساهموا في التجارة) بعد استقلال نابلس الذاتي. تقوم عقيدتهم على: (1 (وحدانية االله. (2 (الإيمان بسيدنا موسى رسولاً لليهود ولا إيمان بغيره. (3 (الإيمان بالتوراة (الخمسة أسفار الأولى) وهي شريعة االله. (4 (الإيمان بأن جبل جرزيم هو قبلة أنظار السامريين ومحجهم. (5 (الإيمان بيوم الدينونة، يوم الحساب والعقاب المعروف لدى عامة الناس (بيوم القيامة) (6 (القدس ليست مدينتهم المقدسة ولم يذكروا قدسيتها من توراتهم.

 

اللغة السامرية هي اللغة العبرية القديمة وتعتبر اقدم لغات العالم اجمع: لغة الإشارة والتصوير وكل حرف منها يشبه أحد اعضاء جسم الإنسان، تتألف من 22 حرفا، تقرأ من اليمين إلى اليسار، وأقرب اللغات لها العربية والآرامية وهم يتقنون العربية.أما اللغة اليهودية فهي لغة أشورية. ترتكز شريعتهم على الوصايا العشر التي نزلت على موسى عليه السلام يوم خاطبه االله تعالى في سيناء وهي: (1 (لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. (2 (لا تنطق باسم االله (إلهك) باطلاً. (3 (احفظ يوم السبت لتقدّسه. (4 (احترم أباك وأمك لتطول أيام حياتك. (5 (لا تقتل. (6 (لا تزنِ. (7 (لا تسرق. (8 (لا تشهد الزور. (9 (لا تشتهِ بيت قريبك وما يحويه. (10( احفظ قدسية جبل جرزيم الأبدية المطلقة. هناك عادات للسامريين بالنسبة للطعام فهم لا يأكلون أي طعام مطبوخ خارج بيوتهم ولا يأكلون اللحوم المذبوحة الا على طريقتهم وشريعتهم.

 

كذلك امور اخرى تتعلق بالزواج والطلاق. اما مقدساتهم (1( جبل جرزيم لان عليه قدم نوح قربان الشكر الله بعد الطوفان وتلا الإسرائيليون البركة(لذلك سمي جبل  البركة). (2 (قبور الأنبياء حول نابلس مثل قبور الكهنة والسبعين شيخاً في عورتا ثم قبر يوسف عليه السلام في نابلس. (3 (قبور الأزكياء العشرة في حبرون (الخليل). (4 (قبر هارون بن عمران في جبال موآب (عند وادي موسى). (5 (قبور باقي أولاد يعقوب عليه السلام (جامع الأنبياء في نابلس). المهم ان السامريين لا يعرفون حرمة لبيت المقدس ولا يعظمونه وان (شكيم) نابلس مقدسة وان القدس ليست مدينتهم المقدسة وانها الغيت من توراتهم.

 

وكل ذلك اثبات وتأكيد على ان القدس عربية وعاصمة لدولة فلسطين وان الاردن بقيادة جلالته الملك عبداالله يقوم بالحماية الشرعية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.