Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Mar-2018

التعليم الخاص - د. فايز الربيع

 الراي - تهمني قضية التعليم كثيراً، فيه تتقدم الأمم وتبنى الأوطان والأجيال. جيلنا لم يعرف كثيراً التعليم الخاص، وبخاصة نحن أبناء القرى، تعلمنا في مدارس الحكومة، لم تكن الحافلة تنتظرنا عند باب البيت كنّا نمشي ستة عشر كيلومتراً يوميا الى المدرسة، التي لا يوجد فيها مرافق إضافية حتى الساحات لم تكن مجهزة، لم نعرف الدروس الخصوصية، ولا شراء الملخصات، وولجنا سلك التعليم كمعلمين ومشرفين وتربويين في كل مراحل السلم التعليمي، كنت موجها في عمان يوم ان كانت مديرية واحدة ولأن اولادنا وأحفادنا مخلوقون لغير زماننا، التحقوا بالمدارس الخاصة في داخل الأردن وخارجه.

لا شك أن التعليم الخاص المدرسي يتحمّل جزءا من كلفة التعليم الملقى على عاتق الحكومة وحسب معلوماتي هناك اكثر من الف مدرسة يدرّس فيها اكثر من عشرةآلاف مدرس وأكثر  من أربعين الف طالب، والسؤال لماذا أرسل ابني الى مدرسة خاصة وادفع عليه اكثر من طالب كلية الطب وهو في الروضة او الاول الابتدائي، الجواب كي يتلقى تعليما أفضل، فهل فعلا يتلقى ابني في المدرسة تعليما أفضل من مدارس الحكومة. هل تختار المدارس الحكومية المعلمين والمعلمات الأفضل والأكفأ، وإذا اختارتهم فهل تدفع لهم رواتب أفضل، هل سوية التعليم أفضل، المشكلة ليست في بناء او مرافق وان كانت ضرورية.
كما يرجع الطالب من المدرسة الحكومية الى البيت، محمّلا بالواجبات المدرسية وكذا طالب المدرسة الخاصة، وعلى الأهل تدبر امورهم، وفتح مدرسة مسائية، وبدلا من ان تكتشف المدرسة نقاط القوة والضعف لدى الطالب، وتعالجه، يقوم الأهالي بالمهمة، وينبهون المدرسة الى هذه النقاط لتلافيها.
فوق الرسوم الباهظة هنالك الطلبات اليومية، لعمل النشاطات التي يضطر الأهالي لدفعها وإذا قستها على مدار العالم ستكون أرقاما ليست سهلة.
إهمال الطلبة في ساحات المدارس، واختلاط الصغير مع الكبير وما يحدث من تعديات جسدية ونفسية على الصغار من المسؤول عنها المسؤول المباشر عن الطلاب فيالإدارات المختلفة  ليس موظفا مكتبيا إنما هو حركة دائمة فهل يتم اختيار الإدارات لتقوم بهذه المهمة ام يترك الامر على الغارب ، هل يتساوى مقدار الدفع مع مقدار العائد التربوي على الطلاب.
اذا ارادت المدرسة ان تتميز على غيرها بالاضافة الى البناء والمرافق لا بد ان تتميز بالكادر التعليمي المميز تربويا وإداريا ومهنيا، الساعات التي يقضيها الطالب في المدرسة من خروجه الساعة السابعة صباحا وحتى الثالثة مساء ليست قليلة، لابد ان يخف الحمل على الأهالي، المرافقون والمرافقات للطلبة في الحافلات ليسوا أجساما تجلس في مقدمة الحافلة وانما هم أيضا تربويون، ماهي القيم التي يتعلمها الطلبة من المعلم الخفي خارج إطار التدريس، هل تعمق عندهم روح الوطنية الجامعة ام هناك شحن سلبي يتلقاه الطلبة ويضر بالنسيج الوطني، تغير الاساتذة باستمرار خلال العام الدراسي، مشكلة تلقي بظلالها على العملية التعليمية التعّلمية، لا شك ان المدارس تستقبل الملاحظات التي نبديها، ولكن الى اَي حد تتم المراجعة لتصويبها، هل التعليم هو ربح مادي فقط، وأرقام مالية، ام هو اكبر من ذلك ماذا تضيف المدارس الخاصة من ميزات أفضل من المدارس الحكومية ماهو الإبداع الذى نحصل عليه في كل عام من طلبتنا في المدارس الخاصة مقابل المبالغ التي تدفع، ماهي التجارب الجديدة المميزة التي يمكن ان تطلقها المدارس الخاصة استفادة مما يجرى من تطور في العالم، ماهي الدورات التي يحصل عليها المدرسون في المدارس الخاصة أفضل مما هو في المدارس الحكومية، انا لست ضد التعليم الخاص ولكنني مع تطويره، ومراقبة مخرجاته ليس على مستوى نتائج الثانوية العامة فقط وانما في كل المراحل، انا ادعو الى مؤتمر تربوي خاص بالمدارس الخاصة نناقش فيه كل الايجابيات والسلبيات في المدارس الخاصة، لانها جزء من العملية التربوية من اجل تطويرها والاستفادة منها، بما فيها من رؤوس أموال ومرافق وان لا نكتفي بالنظر اليها كبناء ومرافق، وانما كحضن للابناء والبنات هم في المحصلة النهائية فلذات اكبادنا نعدهم ليكونوا أفضل في مجتمع متغير وفي ظل منافسة شديدة في هذا القطاع الذي لابد ان يكون
متميزا بكل المعايير.