Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jun-2017

عن الحضور الاسلامي في الهند - ابراهيم العجلوني
 
الراي - كتب الزعيم الروحي الهندوسي الهندي «غاندي» في جريدة «هندو – لاهور» الصادرة يوم 22/5/1938 يقول:
 
«إن الاسلام هو صوت الحق، ووقتما كان الغرب في ظلمات الجهل طلع على أُفق الشرق نور الاسلام كنجم ساطع، لقد جاء الاسلام ليوفر السكينة في قلوب البشرية المضطربة والقلقة في العالم.. وقد اصبحت لديّ قناعة بان الاسلام لم ينتشر بالسيف..».
 
ويقول رئيس وزراء الهند الاسبق «جواهر لال نهرو» في كتابه «من السجن الى الرئاسة»: «لقد ترك الاسلام بصمة واضحة في ثقافة الهند، فقد علّم المسلمون اهل الهند اساليب الأكل واللباس، وقضى الاسلام على عديد من التقاليد الوحشية السائدة في الهند مثل احراق زوجة الميت بعد وفاة زوجها، كما ترك المسلمون معالم حضارية عديدة».
 
وجاء في مقالة للمفكر الهندوسي «الباندت سندر» نشرت عام 1936م تحت عنوان «حكم الانجليز في الهند» يقارن فيها بين حكم الاسلام في الهند وحكم المستعمرين الانجليز قوله: «إن عصر الأباطرة المغول (المسلمين) اكبر، وشاهجهان، وغالمكير، وآخرين، كان التعامل فيه بالمساواة والعدل بين الهندوس والمسلمين من غير تمييز او انحياز الى فئة دون اخرى».
 
ويذكر المؤرخ الهندوسي «رام سندر راني» ان خمسمئة هندوسي دخلوا الاسلام طواعية في عهد السلطان «تيبو الشهيد»، وانه كان يوجد عديد من البراهمة في بلاطه على مناصب رفيعة، وانه كان يرسل الهدايا الى القائمين على شؤون المعابد الهندوسية وما زالت بعض الهدايا العينية منها موجودة في معبد «رنكنات» في «سري رنكابتنم» وانه لم يقم ببناء مسجد عند قصره، حيث كان يوجد معبد هندوسي قديم هناك، إلا بعد استشارة كهنته والتنسيق معهم».
 
كما جاء في بحث قيم لنائب رئيس مجمع الفقه الاسلامي بالهند الشيخ «بدر الحسن القاسمي» – هو مرجعنا فيما استشهدنا به في هذه المقالة – وكان قدّمه في المؤتمر الاسلامي العالمي للحوار في مكة المكرمة في الرابع من حزيران عام 2008م صورة من وصية الامبراطور المسلم «بابر» الى ولده «همايون» يقول فيها: «يا بني إن ارض الهند ذات ديانات ومِلل كثيرة، فاحمد الله على انه اعطاك الملك، وعليك ان تبتعد عن كافة انواع العصبية، وان تقيم العدل بين الناس، إذ به يكون نشرُ الاسلام بينهم، فحاول ان تجمع اهل الديانات كما جمع الله سبحانه العناصر الاربعة في جسد الانسان».
 
ولقد كان بحث الشيخ القاسمي، من مجمع الفقه الاسلامي في الهند، مستفيضاً ومشتملاً على كثير من حقائق الحضور الاسلامي في آسيا، وهو جدير بان يترجم الى اللغات الحية في عالمنا المعاصر. وإن من الأهمية بمكان في اطلالتنا هذه عليه، ان نثبت بعض النقاط التي ينبغي التحاور حولها بين المسلمين وأتباع الاديان المختلفة، سماوية كانت او وضعية ثم بين المسلمين انفسهم، وهي:
 
- امكانية التعايش الآمن مع أتباع الديانات الاخرى.
 
- الاتفاق حول الآداب والاخلاق (الانسانية) بين اهل الاديان والمذاهب ودعوة الناس اليها.
 
- توكيد قيمة الانسان بحيث لا تهدر دماء البشر من اجل شجرة او بقرة او اية ذريعة اخرى.
 
- التعاون بين اهل الاديان في اسداء الخير الى الانسانية في مجالات اغاثة المنكوبين عبر مؤسسات خيرية وطبية واقتصادية، ولا سيما خلال – وفي اعقاب – الحروب والفيضانات والزلازل.
 
- التوقف عن الاساءة الى المقدسات الدينية مثل القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم والكعبة المشرفة.
 
- إبراز جوانب الرفق من تعاليم الاديان حفاظاً على السلام والمناخ الآمن من اجل التطور الحميد والتنمية البشرية الشاملة.
 
***
 
وبعد، فهذه وقفة عجلى مع بحثٍ قيم مشتمل على حقائق ينبغي استذكارها بين يدي اي حوار نحاولهُ بين المسلمين وبين أتباع الاديان في الارض. وهي حقائق مضيئة للضمائر قبل العقول.
 
وليس يصحُّ في الاذهان شيء إذا احتاج النهار الى دليلِ